بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة محمد وآله وصحبه ومن جاهد جهاده واتبع خطاه ... وبعد:
حبيبتي سارَّه ...
يا فلذة كبدي, وبعضاً مني, يا نسمة رقيقة ما أحلاها على قلبي وروحي....
أكتب لكِ أميرتي الصغيرة مجدداً من سجني فيما روحي تسافر معك إلى سويسرا, ولساني وقلبي لا يتوقفان عن الدعاء لك بالسلامة في رحلتك, والتوفيق لك في تمثيل القضية العادلة التي تخاطبين العالم بها, قضية أحرار يرفضون الذل , ويدافعون عن حق مغتصب, ومقدسات تدنس, وحرمات تهتك, وأمة عن دورها تغيب,وفي ذيل القافلة أضحت بعد أن أبعدت الصدارة و الريادة.
آه يا طفلتي, يا سيدة قلبي, آه من طائر الشوق الكسير , لقد اعتلى فؤادي صهوة الغياب مشهراً سيف الحنين للحظة أضمك فيها إلى أحس شعرك الليلي الأسود الطويل المتدفق على ظهرك وكتفيك شلالا, أطبع على وجنتيك قبلات ثغر ظامئ يعاني الشوق سنوات في صحراء الغربة وظلمات الأسر و البعاد.
آه يا طفلتي الصغيرة كيف كبرت بهذه السرعة ... مذهولاً كنت أمام روعة خطابك في المؤتمر... غير مصدق لما يجري !!! ابنتي تحمل قضيتي ورفاقي في الأسر إلى العالم.
وفود الأحرار من مشارق الأرض ومغاربها تصغي لكلماتك الصادقة البسيطة وحلمك الكبير الصغير : أن تستيقظي على صوت أبيك في البيت مردداً ...صباح الخير يا ســــارَّه, يوصلك إلى مدرستك صباحاً ويسمع شكواك وهمومك الصغيرة, ويشاركك فرحة التفوق و النجاح....كم أخبئ لك من كلام.... من شوق.... من حب ..... من حنان... كم أنا فخور بك يا ســــارَّة بقوة شخصيتك ...اعتزازك بدينك... حبك لوطنك.... وحرصك على معالي الأمور وعظائمها...وطموحك وعزمك على التفوق...أنت فعلا ثمرة جهود أمك الرائعة ...تلك المرأة العظيمة المعطاء.... مدرسة البذل وروضة العطاء ... تخيلت جدك أبا مأمون رحمه الله لو قدِّر له سماع خطابك كم سيكون فخوراً بكِ.
إلى المعالي يا ابنتي إلى المعالي
اجمعي من لحظتك نقطة البداية
نحو الارتقاء
أبوك المحب
أيمن قفيشة
سجن السبع
13/3/2011 م
المصدر:"<alzeer@btopenworld.com>