المحتوى |
في العام 1948 قتل اليهود "20" واختطفوا "30" من أبناء قريتنا
وشرد عنها في العام 1948 مع من شردتهم عصابات الاحتلال الصهيوني فعاشوا مرارة النكبة والتشرد إلى الآن؟ يعيش الآن في مخيم البقعة في بيت متواضع ينتظر العودة.
"أنا جميل عبد الرحمن موسى محسن، من عشائر عرب التركمان، ولدت في العام 1919 في قريبة الغبية ؟ قضاء حيفا والتي كان يبلغ عدد سكانها عام 1948 (500) نسمة.
في العام 1948 دارت اشتباكات بين المناضلين الفلسطينيين وعصابات الإجرام الصهيونية. وعندما دخل جيش الإنقاذ اشتبك هو أيضاً مع العصابات الصهيونية، إلا أن الاشتباك لم يدم طويلاً وحصلت هدنة مدتها 48 ساعةوانسحب جيش الانقاذ للدفاع عن القدس، تمكنت خلالها العصابات اليهودية من إعادة تجميع صفوفها ونقل جرحاها والتزود بالسلاح لتعود للمهاجمة من جديد بقوة وشراسة أكبر من ذي قبل.. لم يكن لدى المناضلين الفلسطينيين إلا أسلحة خفيفة ومعظمها غير صالح.
أذكر أنه في هذه المعركة استشهد المرحوم عبد القادر الرزي من نفس البلد وأصيب علي الهنداوي وعلي الحسين بجراح. وبعد الهجمات الصهيونية الوحشية المتتالية علنيا, مع الفارق في التسليح لصالحهم, رحلنا إلى قرية المنسي قضاء حيفا وأقمنا فيها يومين.
هاجم اليهود قرية أبو شوشة المجاورة والتي كانت تسكنها عشائر الشقيرات وقرية أبو زريق التي كان يسكنها عرب الطواطحة وقتل اليهود الكثيرين منهم فقد بلغ عددهم حوالي 20 شهيداً واختطفوا 30 آخرين.
ثم رحلنا إلى قرى اللجون ومصمس ومشيرفة وجميعها قرى مجاورة لقريتنا الغبية.
كانت هجرة صعبة وقاسية، لا طعام ولا ماء حيث لم نتمكن من حمل أي شيء معنا.
واستمرت الهجرة فقد توجهنا بعد ذلك إلى قضاء جنين حيث ذهب قسم منا إلى قرية رمانة وقسم آخر إلى قباطية وهناك جاءت وكالة الغوث الدولية، أحصونا وسلمونا بطاقات تموين وصرفوا 10 كيلو طحين للنفر، لكن ما لبثت الوكالة أن قطعت هذه المعونة.
في العام 1953 رحلنا أنا وعائلتي إلى الكرامة للعمل في المزارع هناك وعشنا فيها 20 عاماً "حياة مثل القطران".
في العام 1967 رحل بعض من هاجروا إلى عمان وبعضهم الآخر إلى إربد. أما أنا فرحلت من الكرامة إلى الجويدة وأقمنا فيها ثلاثة أشهر مريرة حيث سكنا الكهوف إلى أن أخبرنا الناس أن الوكالة أقامت مخيماً للمهجرين في البقعة فانتقلنا إلى هناك. كل حياتنا كانت تعيسة ونكرة.. كنت أعمل بعشرة قروش يومياً وأحياناً بخمسة قروش لأعيل أبنائي الستة.
وأود أن أذكر أن أول شهيد من قريتنا في العام 1948 كان ابن خالتي محمد شهاب العلي وآخرين لحقوا به منهم محمود عبد الرحمن نبهان من نفس القرية, ومحمد اشتيوي أبو الرب من المنسي, وجمعة الجندي وحمود السليم من المنسي.
أرضنا أحسن أرض، فهي كلها مرج تمتد من جنين إلى بوابة حيفا كلها لعشيرتنا عرب التركمان.
أما العشائر التي كانت تسكن المرج فهي:
1- عرب العوادين.
2- الشقيرات ؟ قرية أبو شوشة.
3- عرب الطواطحة ؟ قرية أبو زريق.
4- عرب العلاجمة ؟ قرية المنسي.
5- عرب ابن سعيدان واغلبهم من ال جندي ؟ قرية المنسي.
6- عرب الضبايا + بني غرة ؟ قرية المنسي.
هذه العشائر السبع تشكل بمجموعها عرب التركمان.
والله إنني مستعد للعودة إلى بلدي لو أعيش في كهف أو مغارة.
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|