يقول أبو نعمة: " قبل احتلال البلد بفترة قصيرة، قسم من الناس خاف وطلع من البلد. بيوم من الأيام روّحت ع البيت بساعات الظهر وما لاقيت البقرات. سألت أمي: يمّا وين البقرات؟، قالت لي: ودّيتهم مع عاطف على لبنان.
البقرات هدول إلنا وأنا بحبهم كثير، حياتنا هدول. زعلت عليهم كثير، ما أكلت ولا شربت، وقلت إنه أكيد في لعاطف أقارب بالقوزح (قرية لبنانية على الحدود)، ورحت ألحقه عشان أجيب البقرات. نزلت مشي على قوزح، سألت البيوت القريبة اللي على مدخل القرية إذا شافوا شاب أسمراني مع حوالي 12 راس بقر مرّ من هون، بس الناس ما عرفت. فكرت شوي وقلت أكيد راح على مروحين (قرية جنوب لبنان). مشيت من طريق القوزح على منطقة خلة وردة (شمالي النبي روبين) وأجيت على مروحين. سألت الناس وما حدا بعرف عن الموضوع.
قعدت على بير وفوقيـُّه دالية، وصرت أفكر وين راح عاطف مع البقرات. الناس قالت لي إفحص عند عرب البستان، هدول بدو من لبنان. الساعة وقتها صارت حوالي تسعة بالليل وكان معي عصاية صغيرة. رحت عند عرب البستان وصارت الكلاب تنبح علي، لإنه كل عربي من البدو كان عنده كلب حراسة. سألتهم عن البقرات بس ما شافوا إشي.
سحبت حالي ورجعت ع مروحين، وأنا ما بعرف وين راح عاطف مع بقراتنا. وإلاّ إجا عليّ واحد من بدو مروحين وقال لي شو رأيك تروح على بدو بركة الحجارة، هاي وين البيت الأبيض تبع هيئة الأمم اللي ببيـّن من كنيسة بلدنا، للجنوب بحوالي 400 متر. أخذت نفسي ومشيت ع عرب الحجارة، وسمعت كلاب تنبح، وهنالك لاقيت عاطف مع البقرات وشكرت الله وحمدته. ولما التقيت بعاطف قلت له: شو جابك لهون؟ يلّلا ضبّ البقرات وخلينا نروح على مروحين.
وصلنا مروحين 11 بالليل. دخّلنا البقرات بالحوش ونمنا، ثاني يوم قمنا سرحنا بالبقرات ونمنا كمان ليلة. ثاني ليلة رجعنا ع إقرت".
المصدر: موقع ذاكرات