كان الزى الشعبي للأهالي بيت نتيف مشابه للأزياء الفلسطينية للقرى المجاورة لها، والأصل في ذلك الاهتمام والعناية بالحشمة والوقار وجمال المظهر والزينة في وقت واحد.
وكان زي الرجال عبارة عن الدماية أو القمباز،يلبسه أبناء القرية عامة، وقليل منهم كان يلبس الثوب (الدشداش)، واللباس الداخلي للرجال عبارة عن سروال ابيض واسع فضفاض،ويربط على الوسط الجسم بدكه، والقميص كان قطنيا ابيض دون قبة.
وكان في العادة يلبس فوق القمباز فروة مصنوعة من جلد الخروف ، أو عباءة مستوردة من خارج فلسطين.
وكان غطاء الرأس للجميع أبناء القرية (الكفية)، وأما صغار السن فكان غطاء الرأس الطاقية المنسوجة من الصوف. وانتشر في عهد الانتداب البريطاني الغطاء الرأس عندهم الحطة والعقال.
وأما الزي الشعبي عند نساء بيت نتيف، فكان الثوب الفلاحي المصنوع من القماش، والمطرز بالألوان المختلفة نخيط الحرير ،كانت كل واحدة منهن تظهر قدرتها على الابتكار والتقليد لامها،أمله المحافظة على استمرار هذا الزى الجميل جيلا بعد الجيل .إلا أن الجيل الجديد من نساء بيت نتيف تغاضى عن هذا اللباس ،ولم يعد يهتم به إلا كبيرات السن من نساء القرية.
أما حزام الوسط الذي كانت تلبيسه نساء القرية ، عبارة عن قطعة قماش مقلم لماع ذي ألوان عديدة ،وكانت النساء أحيانا يلبسن الزنار من الصوف المزركش أو العادي ويطلق عليه (كشمير) .وغطاء الرأس عبارة عن قطعة قماش يطلق عليها (خرقة أو غدفة).
* العادات والتقاليد في بيت نتيف
لأهالي بيت نتيف عادات وتقاليد ورثوها عن الآباء والأجداد ومستمدة من العقيدة الإسلامية ،وكانوا بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية في جميع المناسبات يتنافسون بتطبيق عاداتهم الحسنة .
اشتهر أهالي القرية بالكرم والجود، والنخوة ونصرة المظلوم، والمحافظة على الشرف والأخلاق الحميدة، كما امتازوا بالتعاون والتضامن في معظم شؤون حياتهم الخاصة والعامة ، فمثلا عندما كان احدهم يبني بيتا كانوا يهب الجميع لمساعدته وقد اتصفوا بالجرأة والصلابة في مواجهة الظلم الذي يقع على قريتهم، وفي نفس الوقت امتازوا بالطيبة والبساطة وتعاملهم من بعضهم البعض ومع الاخرين.
وكان لأهالي بيت نتيف عادات الايجابية في الأعراس والأطراح، فكان عرسهم واحد، وعزهم واحد، دون الحاجة لدعوة أي فرد للمشاركة في حفل العرس، يجتمع المدعوين في بيت والد العريس ويقام العرس سبع ليالي إلى خمسة عشر يوما في فصل الصيف فقط، فيغنون ويفرحون تكون النساء مفصولات عن الرجال، ويقيم الشباب حلقات الدبكة حتى منتصف الليل. و يذهب أهل العريس من أهالي القرية إلى بيت والد العريس، بينما النساء يغنين ويزغردن، وعند وصولهم إلى بيت أهل العروس يقوم احد كبار السن طالبات من والدها بالسماح لهم لإخراجها إلى بيت الزوجية، وكان يقوم العم أو الخال مطالبا من أهل العريس بما يسمى " بثوب العم" وعبارة عن مبلغ من المال، وحين اختلافهم في ذلك، يتدخل أهل الخير للإصلاح بينهم، وقد تركت هذه العادة في الوقت الحاضر.
ثم تخرج العروس لابسة ثوب زفافها الذي يدعى توبين ذو لون ازرق منقوش مغطية رأسها بالخرقة البيضاء ولابسة العباءة ، فتركب على الجمل وعلى جانبيها وسائد، ويوصلها إلى بيت العريس، وعند دخولها إلى بيت الزوجية تأتيها امرأة من البلد عرف عنها أنها بالحظ السعيد وموفقة في زواجها، تقوم بتقطيع ورق الدخان اربآ اربا ثم تبزق على الورق وتنثرها على وجه العروس إلى إن تملئه، وفي نفس الوقت يقوم الشباب بزف العريس الذي يلبس ثوب زفافه الأبيض على الأكتاف، ويغنون ويسامرون ويقيمون حلقات الدبكة حتى وصولهم إلى بيت الزوجية، ثم يدخل العريس ونساء القرية يغينن ويزغردن من هذه الأغنية ( والقدر والنجوم وثريا موازينا ......... يا خدودك قمر يا عيونك فناجينا) وبدخول العريس عليها يرفع الخرقة عن وجه عروسه بشبريته، ويمسح وجهها بما نثر عليه من ورق دخان حتى يزل ما علق بوجهها منه .
ويقوم أهل العريس بعمل الولائم واطعام المدعوين والحضور، ويقوم كل مدعو بتقديم جزء من المال يسمى " بنقوط العريس"
في حالة وفاة احد أفراد القرية، كانت تقوم عشيرة أخرى بتقديم الطعام لأهل المتوفى لمدة ثلاثة أيام، ويشارك معظم أهل القرية في الجنازة وتقديم التعازي لأهل الفقيد .
وفي اليوم الثالث للوفاة تتوجه نساء القرية إلى بيت العزاء حاملة كل منهن، كمية من الطحين لعمل "المفتول"والاشتراك في الطبخ لعمل ما يسمى "بالتونية" أو "عشاء الميت" وهذه العادة في وقتنا الحاضر تركت .
ويتجلى التعاون والتضامن أهل القرية في زراعة أراضيهم، وحصاد منتوجاتهم الزراعية .
وكانوا لا يقبلون الذل والهوان، فإذا وقعت أي مظلمة على احد أفراد القرية، يقف جميع الأهالي لنصرة ابن قريتهم، ويشكلون يدا واحدة على ضد الغارات الخارجية على قريتهم، شعارهم "انصر اخالك ظالما أو مظلوما".
وكان أهالي بيت نتيف مرهوبي الجانب من القرى المجاورة لتضامنهم وشجاعتهم، وصلابتهم في القتال. وكان يضرب المثل بشجاعة رجالها.
* سن الزواج أهل القرية
كان بعض أهالي القرية يتزوجون في السن الثانية عشر والرابعة عشر ومنهم من يتزوج عندما يبلغ الثلاثين من عمره، وكانت منتشرة عندهم عادة البدل وزواج أولاد العم لذا كانت تكثر الأمراض الوراثية عندهم.
* وسائل التكنولوجيا في القرية
لم تصل الكهرباء إلى قرية بيت نتيف قبل التهجير، ولم يعرفوا الهاتف أو التلفاز، فقد كانوا يعرفون الراديو( المذياع) الذي يعتمد في عمله على البطارية، وكانوا يستمعون له، وقد كان يوجد عند مختار القرية يوسف خميس الذي يعرف كيفية تشغيله وكان ملكا لجميع أهل القرية.
* علاج أهالي بيت نتيف
كان يعالج أهالي بيت نتيف الدكتور سربجيون، الملقب من قبلهم بالخواجا سروجي ،وكان له عيادة في قرية بيت جبرين، حيث يأتي إلى القرية يومين في الأسبوع فقط لعلاج أهالي بيت نتيف الذين كانوا يعاملونه بتقدير واحترام ولكن بنفس الوقت يتوخون الحذر منه لأنه غريب عنهم. وكان أهالي القرية يعتقدون أن دكتور الجامعة هو نفسه الطبيب حيث لم يدركوا الفرق بينهما، كما كانت الصحية تشرف على نظافة القرية حتى لا تنتشر الأوبئة والأمراض ولذلك كان أهالي القرية يفتحون ينبوع البلد بين الحين والأخر.
* وصف للمنازل أهالي قرية بيت نتيف
كانت منازل القرية أرضيتها مرصوفة من طينة حمراء وجدرانها مبنية من حجر، والسقف مقوس من أعلى وكانت الدار مقسومة إلى قسمين: مصطبة لأهل المنزل وهو القسم العلوي تتكون من غرفتي نوم بدون مطبخ، والحمام الخارجي، وقسم الثاني وهو القسم السفلي مخصص للحلال، كما كان تحت الدار توجد مغور للتربية الحمام والدجاج والأغنام أيضا وكان له باب خارجي.
* مقبرة البلد
كانت مقبرة البلد ملكا لجميع أهالي القرية ،وتقع في الجهة الشمال الشرقي منها،قبيل التهجير أهلها خصص لكل عائلة (حمولة)مقبرة خاصة بها تدفن فيها موتها.
* مختار القرية
كان يدعى مختار القرية يوسف خميس قبل الهجرة وقد كان يتم اختيار المختار بناء على عزوته ووجاهته أمام أهالي ومدى رؤية الأهالي القرية من تمكنه من حكم القرية .
* مضافة القرية
كان لكل عشيرة مجلسا خاصا بها، يطلق عليه اسم "المضافة" يجتمع فيه أفراد العشيرة ،وقت فراغهم لحل مشاكلهم الداخلية والخارجية ويتسامرون المضافة تعتبر مركز لاستقبال الضيوف ،فالضيف في نظرهم ضيف على جميع أفراد العشيرة، فيقيمون الولائم للضيف بالتناوب طالما الضيف مقيما في المضافة. ورجال العشيرة كانوا يتناولون طعام الإفطار خلال شهر رمضان بصورة جماعية،فيحضر كل فرد منهم ما تيسر له من طعام إلى المضافة، كما كان يعتبر مكان لاجتماع أهالي القرية وشرب القهوة، و محاكم قروية تفصل بين أهالي القرية بيت نتيف .
* وسائل المواصلات في القرية
من وسائل المواصلات التي كانت تملكها القرية محراثين يستخدمان لنقل مخلفات الحيوانات إلى وادي حنين من اجل تسميد الأراضي الزراعية، وقبل تهجيرهم امتلكت باصين، بالنسبة للباص الأول يتجه من القرية إلى الخليل ينقل أهل القرية وبالعكس، والباص الثاني كان ينقلهم من القرية إلى بيت لحم وبالعكس. إضافة إلى اعتمادهم على الدواب في تنقلهم.