سقوط الناصرة وقضائها
سقطت مدينة الناصرة بايداي الصهاينة بغير قتال. في الساعة الثالثة من بعد الظهرمن بعد يوم الجمعة في السادس عشر من تموز عام 1948م. كان في الناصرة قبل سقوطها بيد الاعداء 200 مائتي مقاتل عربي فقط من قوات جيش الانقاذ بسلاحهم القديم و ذخيرتهم القليلة. كان هؤلاء المقاتيلن بقيادة" عامر حسك" مجاهد عراقي. و المجاهد توفيق ابراهيم المعروف بابي ابراهيم الصغير و المجاهد عبد اللطيف قاسم الفاهوم مفتي مدينة الناصرة . هؤلاء ياثمرون جميعهم باوامر من قائد جيش الانقاذ فوزي باشا القاوقجي.
بعد ان سقطت بلدة صفورية خط الدفاع الاول عن منطقة الناصرة من جهةالغرب بايدي القوات الصهيونية زحفت تلك القوات على الناصرة . ومن جهة الجنوب من مرج ابن عامر.
ويصف عبد الله التل سقوط الناصرة في مذاكرته. بانها كانت مركزاً لجيش الانفاذ بقيادة فوزي باشا القاوقجي. قال التل " و فيما انتهت الدنة الاولى و نشب القتال ثانية بين العرب و اليهود. اخذ الاعداء يهاجمون جيش الانقاذ بقوات كبيرة تساندها المدفعية الثقيلة و الدبابات فسقطت الرينمة بايديهم في 15/7/1948م ثم تلاها سقوط قرية عيلوط في صباح يوم الجمعة 16/7/1948م و في هذا اليوم نفسه هوجمت مدينة الناصرة من ثلاث جهات و لم يكن في المدينة سوى فوج ضعيف تنقصه الاسلحة الثقيلة و الدبابات. و ما كادت طلائع قوات العدو تحتل المشارف المحيطة بالمدينة حتى بدأت قوات جيش الانقاذ تشق طريقها بالانسحاب شمالاً بعد ان وجدت ان المقاومة لا تجدي نفعاً. و بالفعل انسحب الفوج العربي من جيش الانقاذ من المدينة و خسر اغلب مدرعاته الصغيرة و عدداً غير قليل من جنوده. و حينما رأى سكان المنطقة الخطر يحدق بهم و بالمدينة رفعوا الاعلام البيضاء و تقدم وفد منهم برئاسة رئيس بلدية الناصرة و طلبوا الاستسلام فقدمت لهم الشروط و قبلوها فوراً. و قد قام جيش الانقاذ بهجوم معاكس الا انه لم يوفق في استرداد ما خسره فانسحب الى ترشيحا و ثم لليهود الاستيلاء بدون قتال على جميع القرى المحيطة بالناصرة و منها كفر كنا و طرعان و عين ماهل و المشهد و عرب الصبيح و البعينة و العزير و رمانية و غيرها.
و قد برز مجاهدي كفر كنا المجاهد مفلح ياسين خمايسة الذي كان يعمل برتبة ضابط في قوات الجهاد المقدس في بلدة صفورية.
و لم ننسر ذلك الشاب من ابناء القرية الذي انقض على احدى دبابات العدو في معركة الشجرة و دمرها باقنابل اليدوية المناضل الجريء حسن احمد عباس.
المصدر: كتاب كفر كنا-قانا الجليل بين الماضي والحاضر
تاليف: مطر خشان