جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تعد مقبرة الرحمة التي تقع عند سور المسجد الأقصى من الشرق من المقابر الإسلامية المشهورة، حيث تحتوي على قبور عدد من الصحابة والمجاهدين المسلمين الذين اشتركوا في فتح القدس المحتلة أثناء الفتحين العمري والأيوبي، كما أنها تحتوي على رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد ابن أوس، ودفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، وهي بالتالي تكتسب أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم. وتعد هذه المقبرة الإسلامية التي يزيد عمرها عن 1400 عام، محط أطماع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يحاول جنود الاحتلال المتمركزون على باب الأسباط إعاقة دخول الجنازة إليها بذريعة التفتيش، فحتى المتوفى نفسه لا يسلم من التفتيشات الإسرائيلية. وأفاد العديد من جيران المقبرة أن جنود الاحتلال أزالوا لافتتها عدة مرات، إلا أن إصرار المقدسيين على وضعها أجبر بلدية الاحتلال على الاستسلام لهذا الإصرار والصمود. ويقول رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، د. ناجح بكيرات: "هناك أطماع يهودية في أرض مقبرة الرحمة، حيث صدر قبل عدة أشهر قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية يتضمن اقتطاع جزء من مقبرة باب الرحمة لتحويله إلى حديقة توراتية، ومنع المسلمين من دفن موتاهم". وأوضح أن شرطة الاحتلال نصبت عددًا من "الكاميرات" على أسوار البلدة القديمة وخاصة على باب الأسباط مقابل مدخل مقبرتي الرحمة واليوسيفية، حيث تراقب من خلالها عملية الدفن وتتدخل الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية فورًا عند اقتراب أي جنازة من هذا الموقع، وتقوم بمنع أي عائلة من الحفر أو الدفن في هذه المنطقة. وتبلغ مساحة مقبرة باب الرحمة نحو ٢٣ دونماً وتمتد من باب الأسباط الباب الشمالي الشرقي حتى نهاية جدار المسجد الأقصى المبارك، بالقرب من القصور الأموية من الجهة الجنوبية الشرقية. انتهاكات واضحة بدوره، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، أن الأوقاف الإسلامية تتعرض في فلسطين عامة وفي القدس خاصة لانتهاكات واضحة لقواعد القانون الدولي والمحلي، وقال: "الاحتلال يخرق قواعد القانون الدولي التي تفرض عليه احترام حقوق الملكية واحترام حقوق الطوائف المختلفة". وبيّن أنه يتم السيطرة على هذه الأوقاف بطرق ملتوية لخدمة الهدف الأكبر وهو الاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي من أجل توسيع الاستيطان، ونقل الأراضي الفلسطينية إلى أيد يهودية، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال لم تأبه كون هذه الأملاك أملاكًا وقفية لخدمة غايات سامية، ولم تكترث لرغبة الواقف في كيفية استخدام الوقف عند إنشائه، بل عاملت الأملاك الوقفية كما تعامل الأملاك الخاصة الأخرى وقامت بالسيطرة عليها واستخدامها لتحقيق غاياتها في توسيع الاستيطان.
المصدر: فلسطين اون لاين