كتب خالد مفلح لم أكن اتصور نفسي يوما ، سأرثي زميلا لي ، وقف بكل ايمانه وحبه لوطنه يقدم كل ما يملك لخدمة قضيته ووطنه، فكان صحفيا مميزا يعمل بتفان دون انتظار منه من أحد ، وجد لزاما عليه أن يعطي كما يعطي الآخرون من زملائه الصحفيين، لم يختلف عن اي حدث في المدينة ، بل كان من أوائل المبادرين للوصول إلى مكان الحدث ، لم يلتزم بوقت لبدء الدوام وانتهائه .
ويقسم زميله رومل السويطي بقوله : والله إن القلم ليعجز عن وصف هذا العملاق في كل شيء ، ذلك الاكثر عملقة من مروحية الاباتشي التي قتلته .
أجمع زملاء الشهيد واصدقاؤه وكل من عرفه بان كان محبوبا ومجتهدا ونشيطا ومحبا لعمل الخير ، ومع أن الشهيد اختار مهنة صعبة، ورغم رؤيته عشرات الشهداء الذين التقط صورهم ، فان مشاهد القتل والقصف الإسرائيلي اليومية لم تذهب بحساسيته المرهفة، بل كان كثيرا ما قضى ايامه صامتا عقب تصوير الجنازات والشهداء وهذا حسب رأي مراسل وكالة قدس برس .
لم يبخل الشعب الفلسطيني يوما بكل غال ونفيس من اجل استعادة حقوقه المغتصبة بعطاء متواصل لا ينضب .
إن دم الشهيد محمد البيشاوي وكل دماء الشهداء الأبرار التي خضبت أرض الوطن لترسم خارطة الوطن بكل عزة وكرامة واباء وشمم عام 2001م.
ستبقى أيها الشهيد البطل في قلب ووجدان الذين احبوك والذين سمعوا عن أعمالك الرائدة في سبيل القضية والوطن .
قال تعالى :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرقون " صدق عز وجل
اصر الشهيد محمد على أن يجدر موهبته الصحفية بالدراسة العلمية فالتحق في جامعة النجاح الوطنية لدراسة الصحافة ، وبسبب نشاطه وعمله الدؤوب وعلاقاته الطيبة بزملائه فاز برئاسة نادي الصحافة في جامعة النجاح ، وتمكن بجدارة من التخرج في ثلاثة اعوام ونصف العام . وكان الشهيد قد وجد عملا قبل تخرجه من أجل الاسهام في التغلب على مصاعب الحياة . وقد تصدرت مجموعة كبيرة من صوره صحيفة " الحياة الجديدة " هذا إلى جانب عمله كمراسل لموقع " اسلام اون لاين " على شبكة الانترنت .
إن تربة الوطن النضالية للشهيد جعلته يحمل على عاتقه نشر الوعي ، وحقائق الصراع من على منابر المجلات والصحف ، حيث خرج الشهيد حاملا الة التصوير ليسجل ايشع جرائم منظمة في القرن الحادي والعشرين ، وليمزق الصمت الدولي ، ويشحن من خلاله همم العرب في كل مكان ، ويؤذن في العرب والمسلمين قائلا : حي على الجهاد ، هيا لتحرير القدس ، هيا لتحرير المسجد الاقصى والمقدسات .
لم يعرف الشهيد البطل أن آلة الحقد الاحتلالية ترصد خطواته لتصيبه وكوكبة من الشهداء من قيادين واطفال ، فاسالت دما فلسطينيا زكيا . نابضا بالحق والعدل والحرية ولتعمق تواصل الدم والعهد لمن سبق من قوافل الذين قضوا في سبيل الله وليفوزوا بجنات الخلد مع الذين انعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن اولئك رفيقا .
يقول أمجد عرار أحد زملاء الشهيد نعرف يا بيشاوي انك واحد من الشعب ، ونعرف انك لم تكن تحمل سلاحا بل آلة تصوير ... ولكن اليس تصوير الحقيقة سلاحا خطيرا ايضا ؟ ويختم أمجد حديثه مخاطبا الشهيد ستبقى صورتك عصية على القتل ، وستبقى الحقيقة تلاحق التزييف والتحريف وقلب المفاهيم وكل القتلة .