تقع القرية شمال شرق عكا، شمال فلسطين، على بعد خمسة عشر كيلو متراً من عكا، قد يكون تحريفاً لكلمة "كابرايا" السريانية بمعنى الكبير و الغنيّ. و ذكرها الجغرافي العربي المقريزي المتوفي عام 1441م باسم " الكبيرة" . و قال خراجها اوقفه المملوكي الاشرف خليل 1291م على احد اوقاف القاهرة. جلب اليها مزارعين مصريين. و بعد ان طرد الاشرف الصليبيين من بلدة الكابري و القرى المحيطة بها هدمها و هدم قلعتي جدين و القرين حتى لايعود الصليبيون الى الكابري و محيطها من قرى و قلاع. و كان قد دعاها الصليبييون "كابرا"
تنبسط القرية تحت اقدام جبال الغربي و التي هي امتداد لجبل عامل اللبناني، تستلقي جبال الجليل الغربي من الشرق الى الغرب بانحدار شديد حتى مشارف القرية من جهة الشرق ( ارض الكروم و البساتين الشرقية). و يواصل انحدارها من الجهة الشرقية الشمالية بشكل منحدرات و هضاب تكسوها اشجار الزيتون و الخرنوب و الاشجار البري و بساتين المحاشك و الشبايك و غيرها شرقاً و كروم الزيتون و اليتن و اللوز و الصبار حتى مشارف قرية البصة الساحلية و الواقعة شمال غرب القرية.
يترامى السهل الساحلي الخصيب التربة غرب القرية، تغذيه عذوبة و غزارة ينابيع القرية، و تفصله عن مستعمرة " نهاريا " الصهيونية الطريق العام من الناقورة حتى مدينة عكا.
بلغ عدد سكانها عام (1945م) 1520 نسمة شردهم الاعداء الصهاينة " الهاجانا" في 21/ايار/1948. و جعلوا القرية عاليها سافلها انتقاماً منها لقتلاهم في معركة الكابري حيث زرعوا نصباً تذكارياً نقشوا عليها اسماء قتلاهم تحت عبارة " الابطال يموتون اولاً " . صار المكان منتزهاً سياحياً و مزاراً للصهاينة و تاريخاً مجيداً لتلاحم الشعبي ضد الغزو الصهيوني.
كانت القرية مبنية فوق موقع اثري واسع يمتد الى الجنوب الغربي نحو القريتين التوأمين " النهر و التل" و قد اصبحت هذه المنطقة آهلة اول مرو في 3200 ق.م كانت مكتظة بالسكان حتى 500ق. م حين احتل الفرس المنطقة، و كا في هذه المنطقة اسس ابنية و قطع من الفسيفساء و مقابر منحوتة في الصخر. و كان الى جانب القرية خرب فيها بقايا بناء مربع مبني بالحجارة المنحوتة و صهاريج للمياه محفورة في الصخر.
المصدر: كتاب الكابري
الحاج بدر الدين الجشي