عن القرية:
كانت القرية تقع على تل منحدر في آخر السفوح العربية لجبال الخليل. وكان ثمة طريقان فرعيتان تصلانها بالقريتين المجاورتين: عجّور من ناحية الشمال الشرقي، وتل الصافي من ناحية الشمال الغربي. وكانت هاتان الطريقان تفضيان في النهاية إلى الطرق العامة التي تصل مدن الخليل والرملة وغزة والقدس بعضها ببعض. واسم القرية مستمد من ((الدبان))، وهو اسم الذباب في العامية. وهذا يدفع إلى التساؤل هل كان سكان القرية في العصور القديمة يعبدون بعل زبوب (إله الذباب)، عظيم آلهة الكنعانيين في عقرون (جنوبي الرملة)؟ في سنة 1596، يؤدّون الضرائب على القمح والشعير وشجر الزيتون والكرمة والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى الماعز وخلايا النحل. وفي أوائل القرن التاسع عشر، ذكر عالم التوراة الأميركي إدوارد روبنسون أنه مر بالقرب من دير الدبان وهو في طريقه لتفحص بعض المغاور في الجوار.
في العصر الحديث، كانت سكان القرية من المسلمين. وكانت الزراعة البعلية عماد اقتصادهم، تليها تربية المواشي. وكانوا يزرعون الحبوب مرتين في السنة: مرة في الصيف، ومرة في الشتاء. وكذلك كانوا يقسمون الأرض، جرياً على عاداتهم، إلى قسم شرقي وآخر غربي، فيزرعون قسماً خلال فصل ما ويتركون القسم الآخر مراحاً. كما غُرست، بالتدريج في الأرض المجاورة للموقع مباشرة أشجار التين والكرمة، الخضروات فيها. في 1944/1945، كان ما مجموعه 5358 دونماً مخصصاً للحبوب. وكانت المواشي ترعى في الأرض غير المزروعة. وقد بنيت دير الدبان فوق موقع أثري يحوي أُسس أبنية دارسة، وأرضيات من الفسيفساء، ومدافن ومعاصر منقورة في الصخر. وكانت القرية في منطقة غنية بالمواقع الأثرية؛ إذ كان ثمة خمسة مواقع في مساحة 2 كلم مربع من الأراضي المحيطة بالقرية. احتلالها وتهجير سكانها تحرك لواء غفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي، في إطار تنفيذ عملية يوآف. شمالاً وشرقاً في اتجاه الخليل، بينما تقدمت قوات أخرى جنوباً نحو غزة والنقب.
واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بَني موريس، وقعت دير الدبان في يد الإسرائيليين بتاريخ 23-24 تشرين الأول/أكتوبر 1948، في أثناء الهجوم الذي شن في اتجاه الشمال. وقبل يومين من احتلال القرية، نشرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) تعليق ناطق عسكري إسرائيلي على الأهداف الشاملة لهذه العملية. فقد صرح هذا الناطق، في 21 تشرين الأول/أكتوبر، أنه لم يكن في نية الجيش الإسرائيلي أن يستولي على معاقل الجيش المصري في المنطقة، لكن ((في أثناء تنفيذ عمليات قطع الطرق ضعفت قوة بعض المواقع [المصرية]، بحيث بدا من البديهي الاستيلاء عليها)). ويذكر موريس أن سكان منطقة الخليل نزحوا في معظمهم قبل وصول القوات الإسرائيلية، وأن بعضهم طُرد أيضاً. المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية كانت مستعمرة لوزيت، التي يتألف سكانها من يهود مغاربة، قد أُنشئت إلى الشمال الشرقي من موقع القرية في سنة 1955.
القرية اليوم:
اكتسحت الموقع النباتات الشائكة وذيل الفار والخبيزة، وقليل من نبات الصبار، وبعض أشجار الزيتون. ويكن تمييز شوارع القرية القديمة بسهولة. وثمة أيضاً بقايا مصاطب حجرية، وكهف ويزرع الفلاحون الإسرائيليون البصل وغيره من الخضروات والفاكهة في الأرض المتاخمة.
ولد حسين حسن حسين حسنين في بلدة دير الدبان في الخليل بفلسطين في الثلاثين من تشرين أول لعام 1941، تنقل بسبب الدراسة بين بيروت وموسكو وأوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الأردن التي عاش فيها معظم سنين حياته، وقد أكسبه تطوافه في البلدان العربية والأوروبية أن أتقن بالإضافة للعربية كل من الروسية والإنجليزية.
درس الثانوية العامة في مدارس المملكة الأردنية الهاشمية، ثم تابع دراسته الجامعية في لبنان وتخرج في جامعة بيروت العربية بعد أن حصل على الإجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية في بيروت، ثم واصل دراسته الجامعية العليا في موسكو ومن جامعتها حصل على درجة الماجستير، كما درس الاقتصاد الزراعي في جامعة أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل في حقلي الصحافة والترجمة، وكتب مجموعة كبيرة من المقالات الصحفية والأدبية في الصحف الأردنية الرأي والدستور والأخبار ونشر في الأفق الجديد بعضاً من إنتاجه، وقد كان ذلك في العام 1964. كتب القصة والصغار، كما كتب الشعر، وأصدر منه ثلاثة دواوين كان آخرها عام 1997. نشط في عضوية الهيئات المحلية والعربية، ومن هذه الهيئات رابطة الكتاب الأردنيين، نادي الرواد الثقافي عضواً ومن ثم رئيساً، اتحاد الأدباء والكتاب العرب.
مؤلفاته:
*الشعرية:
-آسيا تختار، دار التقدم، موسكو، 1975.
-"ضرب الخناجر"، مكتبة الشرق، عمان، 1976.
-"كما العشب والماء"، بدعم من وزارة الثقافة، دار الينابيع، 1997.
*قصص الأطفال:
-قرية تختزنها الذاكرة، رابطة الكتاب الأردنيين، عما، 1996.
*مؤلفات غير أدبية:
-"إدارة الجودة الشاملة"، دار البشير، عمان، 1998.