جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
قالت رئيسة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية، إن شح الأدوية أدى إلى تدهور كبير في العمل الصحي بقطاع غزة، مؤكدة على أن منظمتها تسعى بكل ما تستطيعه من إمكانيات إلى التخفيف من حدة هذه الأزمة بقدر الإمكان. وأضافت " قمنا بتوزيع عدد من المستلزمات الطبية، من آن لآخر، وعلى رأسها الأدوية، لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة في ظل نقص الأدوية بمستشفيات قطاع غزة ومراكز الصحية، منذ سنوات، حيث بلغت قيمة تلك الأدوية 100 ألف شيقل، من الأدوية الهامة للحالات المرضية الصعبة كالسرطان". وأشارت مدير بعثة "أطباء بلا حدود" إلى أن المنظمة قامت بتقديم منحة دوائية مؤخراً إلى وزارة الصحة، شملت 1200 حبة دواء من مسكنات للتخفيف من معاناة مرضى السرطان، مع مراعاة "نوعية وجودة الأدوية التي تم جلبها من مدينة القدس إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، متبعين أفضل مواصفات الجودة الدوائية الممكنة ". وقالت: "إننا ندرك جيدا أن الكميات التي نقدمها من الأدوية ليس كبيرة بالطبع، لكننا نحاول القيام بما نستطيعه بحسب ما تسمح ميزانيتنا، حيث إن العجز الموجود في الأدوية بقطاع غزة كبيرا جدا، ويصعب تغطيته على منظمة صحية إغاثية لوحدها مهما كان حجمها، بل حتى لو تضافرت كافة جهود المنظمات الإغاثية مثلنا، فإننا لن نستطيع إنهاء أزمة العجز". وأكدت، أنها توجهت شخصيا إلى العديد من المانحين طلبا للمساعدة في تخفيف الأزمة الموجودة بقطاع غزة، وذلك من أجل توفير التمويل اللازم لشراء الأدوية، وخاصة أن هنالك "العديد من الأطفال المرضى بغزة ممن لا يجدون الدواء الذي يحتاجونه بشدة". ونوهت إلى وجود برنامج مستمر لإجراء العمليات الجراحية والدعم النفسي، بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك حتى العام 2012، حيث يشترك في العمل بهذا البرنامج فريق مشترك من كوادر "أطباء بلا حدود" مع الكادر الصحي المحلي، منوهة إلى أن نسبة المستفيدين من برنامجي الصحة النفسية وجراحات الحروق بنسبة 70% في كلا المشروعين هم من أطفال القطاع. وقالت: "لقد استمرينا في تقديم هذه الخدمات على مدى سنوات، التي هدفت إلى تحسين الظروف الصحية لسكان غزة المدنيين، حيث أن برنامجنا عانى من الإجراءات المعقدة التي تتم في كل مرة يجري فيها جلب جراحين لمنظمتنا من خارج غزة، وعبر تصاريح خاصة يمنحها الجانب الإسرائيلي للدخول إلى غزة ". وأضافت: "لقد قدمنا طيلة السنوات الماضية الخدمات للمرضى الذين كانوا ضحايا الصراعات المسلحة بغزة، والذين لم يستطيعوا الخروج من غزة لأسباب مختلفة، إلا أننا لاحظنا في المدة الأخيرة ارتفاع أعداد ضحايا الحرائق من الأطفال، والذين احترقوا بسبب العبث بالشموع أو الاستخدام الخاطئ للمولدات الكهربائية، حيث ستجد أن العديد من هؤلاء فقدوا القدرة على تحريك أطرافهم بسبب حروقهم، وبالتالي هم بحاجة إلى تدخل جراحي كالذي نقدمه". وتابعت قائلة: "تولت كوادرنا تدريب الكوادر المحلية، من خلال هذا البرنامج، في مجمعي الشفاء بغزة وناصر بخانيونس، بالإضافة إلى عيادة الشيخ رضوان، مع تقديم العلاج للمرضى الغزيين من خلاله، إلا أننا سنقوم في كانون الثاني/ يناير من العام القادم، طبقا لاتفاقنا مع وزارة الصحة، بتسليم الدفة إلى الكوادر التي قمنا بتدريبها على ممارسات العلاج الطبيعي من أجل تأهيل المرضى لمرحلة ما بعد العمليات، تمهيدا لعودتهم إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي". يذكر أن "أطباء بلا حدود" منظمة طبية إنسانية دولية، تقدم الرعاية الصحية إلى الشعوب المتضررة من النزاعات المسلحة أو الأوبئة أو سوء التغذية أو الحرمان من نقص الرعاية الطبية أو الكوارث الطبيعية، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي، وقد تأسست عام 1971 بهدف إنشاء منظمة مستقلة تركز على الطب المعني بحالات الطوارئ، ولديها مكاتب في 19 دولة، تدعم المشاريع القائمة في نحو 65 بلدا، كما تضم المنظمة خمسة مراكز لإدارة عمليات الإغاثة، تتحكم بشكل مباشر بالمشاريع الميدانية الخاصة بها، التي يقوم بتنفيذها 27 ألف موظف، في مختلف بقاع العالم.
المصدر: صحيفة فلسطين