المحتوى |
المعاناة التي بدأت منذ الترحيل عن الارض:
وعن بداية معاناة عائلة ابو القيعان حدثنا الشيخ موسى ابو القيعان البالغ من العمر نحو 90 عاما قائلا:" في عام 1956 قامت السلطات الاسرائيلية بترحيلنا عن ارضنا الواقعة غربي مدينة رهط والمقام عليها اليوم كيبوتس شوفال على ان نعود الى ارضنا بعد فترة وجيزة, وقاموا حينها بتزويد بعض افراد العشيرة بالسلاح بهدف حماية المنطقة من المتسللين بصفتها محاذية تماما للحدود, ثم اعلمونا ان هذه الارض بملكيتنا وبإمكاننا السكن فيها وبناء بيوتنا عليها. وفي عام 1979 تم التخطيط لاقامة بلدة حورة وعرضوا علينا ان ننتقل الى حورة, غير ان البلدة الجديدة لم تف حاجتنا فقام قسم من العائلة بشراء بعض القسائم في حورة وبقي القسم الاكبر في ام الحيران وعتير. وكنا وما زلنا نعاني الامرين من عدم توفير الكهرباء ومعاناتنا الاشد كانت مع توفير المياه للقرية وللمواشي التي يعتاش عليها قسم كبير من الاهالي ".
اما مسلسل هدم البيوت فبدأ عام 2003 حين اقدمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة وقامت بالصاق اوامر هدم ادارية لاربعة منازل في القرية, كما يقول السيد ناجح ابو القيعان ويضيف :"وكذلك قاموا بالصاق امر هدم للمسجد بحجة ان هذه البيوت غير مسكونة وغير مأهولة وبقي الوضع في اروقة المحاكم الى ان اقدمت قوات كبيرة بعد صدور امر هدم من المحكمة لهدم احد البيوت الذي يعود لشيخ القرية الشيخ موسى ابو القيعان وحصلت يومها مواجهات عنيفة مع اهالي القرية جرح على اثرها عشرة اشخاص, فيما تمكنا حينها من اصدار امر احترازي من المحكمة لتأجيل امر الهدم , وللأسف الشديد صادقت المحكمة على اوامر الهدم الامر الذي شجعهم هذه المرة لالصاق اوامر هدم على كافة بيوت القرية بيتا بيتا بما فيها المسجد !!».
الوضع القائم:
لا تتوفر في القرية أي من مستلزمات الحياة الاساسية بدون كهرباء ولا بنى تحتيه اما المياه فقد اضطر السكان لمد انابيب لنقل المياه بمسافه 6 كم على حسابهم الخاص ويعاني السكان من انقطاع وضعف ضخ المياه خاصة في فصل الصيف مما يضطرهم لنقل المياه عبر صهاريج خاصه تكلف مبالغ طائله, اما عن معاناة توفير الكهرباء فحدث ولا حرج كما يقول ناجح ابو القيعان:"نحن محرومون من استخدام التيار الكهربائي ونضطر الى استخدام المولدات الكهربائيه بشكل دائم وهذا يكلفنا مبالغ باهظه كما اضطر البعض لاستخدام الطاقه الشمسيه لتوفير الكهرباء".
وتفتقر القرية الى وجود المدارس ويضطر الطلاب للسفر اليومي الى بلده حوره التي تبعد نحو 6 كم كما لا توجد في القرية أي عيادة او مستوصف صحي ويتلقى اهالي القريه كافه الخدمات من بلده حوره.
ومما يميز اهالي القرية انهم يعتاشون على الثروة الحيوانيه لا سيما تربية المواشي والاغنام.
ورغم الاوضاع البيئيه الصعبه التي يعيشها اهالي القريه غير انهم تمكنوا من بناء بيوت وزراعة الاشجار حيث تحولت القرية لمنظر رائع وجميل يسر الناظرين وتقع بيوتهم على سفح جبل وهي غاية في الجمال.
وفي المقابل تتجلى المعاناة في اوسع ابوابها ويلاحظ جليا مدى تقصير الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة بحق اهالي القرية شانهم شان 45 قرية وتجمعا للعرب في النقب.
وتحيط بالقرية عدة مستوطنات وهي: عتير, سوسيا, كرميم, بيت يتير بالاضافه الى خمسه مزارع فردية للمستوطنين منها مزرعه لتربية الكلاب ومزرعة للمدعو "شاي درومي" والذي قتل الشاب خالد الاطرش.
ويعيش سكان المستوطنات رغد الحياة وتتوفر لديهم كافه مقومات الحياة في الوقت الذي يعاني اهالي ام الحيران معاناة شديدة يصعب وصفها.
القرية وخطر الترحيل والتهجير والاخلاء!!
تشهد قرية ام الحيران خطرا حقيقيا لترحيل اهلها وتهجيرهم من ارضهم واخلائهم بالكامل من المكان. وعن هذه الخطر يقول السيد ناجح ابو القعيان :" جل ما نعاني منه ان قريتنا معرضة لهدم واخلاء كافه بيوتها وما زال ملف القرية يتم تداوله في المحكمة المركزية في بئر السبع منذ اربعة اعوام بعد ان قررت محكمة الصلح السماح بهدم بيوت القرية واخلاء اهلها منها, ونحن استئنفنا على القرار وما زال الملف في اروقة المحكمة المركزيه."
وعن عمليات الهدم يقول ابو القيعان"شهدت قريتنا في الاونه الاخيره هدم نحو 15 بيتا بحجة البناء غير المرخص وتم اعادة بناء البيوت من جديد."
وعن دوافع الاخلاء يقول ناجح ابو القيعان"هناك خطة تمت المصادقه عليها لبناء مستوطنه يهودية على حساب ام الحيران وتدعى "حيران" ولا يعيق بناء هذه المستوطنه سوى وجودنا في القرية ولذلك لم تال السلطات الاسرائيليه جهدا في محاولاتها المستمرة لترحيلنا عن ارضنا واخلاء بيوتنا"
"نحن من جهتنا ليس لدينا خيار سوى البقاء في قريتنا وبيوتنا, ونحن نطالب الاعتراف بقريتنا وإعطاءنا كافة حقوقنا الاساسية او ان يعتبرونا جزء وحارة من بلدة حوره على ان نبقى في بيوتنا وقريتنا وبالامكان توسيع الخارطة الهيكليه لحوره حتى تصل الى قريتنا. نحن ندرك تماما ان هناك تمييز عنصري من الدرجة الاولى والا كيف يمكن لنا ان نفسر محاولاتهم ترحيلنا عن ارضنا وبناء مستوطنة لليهود على ارضنا؟؟".
"هكذا هي المساواة في الدوله", يقول ابو القيعان ويضيف:"هذا هو الوجه الحقيقي لدولة اسرائيل التي تتبجح بالديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان ولا اعلم دولة في العالم تتعامل مع من يعتبرون مواطنيها كما تتعامل معنا المؤسسة الاسرائيليه ".
دور مميز ساهم في الصمود والرباط
شهدت قرية ام الحيران دورا مميزا في مشاريع البناء والاعمار والصمود التي تبنتها الحركة الاسلاميه عبر مؤسسة النقب للارض والانسان وتم خلال هذه المشاريع شق شارع بمساحه 600 متر , بناء ملاعب للاطفال وترميم مسجد القرية وصيانه المقبرة في البلدة وكان لقرية ام الحيران حضور بارز في معسكر التواصل الاول."
قصه مؤثرة ومحفوره في ذاكرة القرية:
يروي لنا الاخ ناجح ابو القيعان هذه القصة المؤثرة في وجدان القرية ويقول:" بتاريخ 17 -10-1997 شهدت القرية عاصفة جويه لم يسبق لها مثيل كشفت العاصفه حجم المعاناة والظلم والتمييز الذي يحاك ضد المواطنين العرب من قبل الحكومات الاسرائيليه المتعاقبه.
وسببت العاصفه اقتلاع غالبيه بيوت اهالي القرية والتي كانت مكونه من البراكيات والزينكو واذكر جيدا كيف اتت هذه العاصفه واقتلعت بيتي من اساسه شانه شان غالبيه بيوت اهالي القرية واذكر جيدا ان مياه الامطار التي اصطحبت العاصفه سحبت اولادي الخمسه وامهم بمسافه 150 مترا وتمكن الجيران من انقاذهم وانتشالهم من المياه التي فاضت في كل مكان.
وادت العاصفه الى مقتل 3 بنات وهن الاخوات خضره ووضحه خضر ابو القيعان وابنه عمهن ياسمين اسماعيل ابو القيعان.
وفي خضم احداث العاصفه التي حظيت بتغطيه اعلاميه واسعه زار حينها شارون وكان وزير البناء والاسكان القرية, ولما راى المشهد قام بتعويض اصحاب البيوت المهدمه وسمح للسكان بالبناء غير ان الدوله تنكرت لذلك لاحقا وهي تعتبرنا الان غزاة على الارض وتطالب باخلائنا منها."
مفارقات تلفت الانتباه:
رغم المعاناة وشح الخدمات من كهرباء وماء وبنى تحتيه غير ان لقرية ام الحيران ميزات خاصه منها:
تعتبر القرية من اكثر قرى النقب فيها نسبة اكادميين ومتعلمين فيها اطباء محامين ومدراء مدارس ومفتش معارف ومهندسين ومجموعه من الشباب الذين يتعلمون الطب في الخارج وما يقارب 10 معلمين بالاضافه الى اصحاب حرف مميزة في مجال التجاره وتربية المواشي والاتجار فيها على مستوى النقب وورش لصليح السيارت وصناعه الرخام وكهرباء بيوت ومجال الاتصال وغيرها.
هذا وتحيط بقرية ام الحيران نحو 5 مزارع فردية لمستوطنين يهود تتمتع بكافه الاحتياجات الاساسيه للحياه من مياه وكهرباء وتراخيص بناء واراضي واسعه.
يقول ناجح ابو القيعان"تصل مساحة اقل اصحاب المزارع الفردية اضعاف اضعاف مساحة قريتنا بالكامل!!! "
وعن علاقتهم بجيرانهم المستوطنين يصف ناجح ابو القيعان جيرتهم بالسيئة حيث قال"نحن نعاني من الجيره السئية لبعض المستوطنين حيث قام احدهم بالاعتداء على المواشي وبلغ به الحد الى اطلاق النار على مواشينا مما ادى الى نفوق العديد من المواشي بحجة ان الاغنام وصلت الى محيط مزرعته الفرديه, وقمنا بتقديم شكوى لدى الشرطة لكنها لم تفعل شيئا."
المصدر: موقع فلسطينيو 48
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|