معركة الكابري- آذار 1948
مع إعلان حكومة الاستعمار في شباط عام 1947 انتهاء انتدابها على فلسطين يوم 15 أيار 1948 وتسليمها السلاح والآليات الحربية للقوات اليهودية، اجتمع رجال القرية وقرروا شراء السلاح للدفاع عن القرية في الوقت الذي لم يكن فيه المال متوفرا لدى الجميع بسبب سوء الوضع الاقتصادي. على الرغم من ذلك اشترك أهل القرية بشراء بعض الأسلحة مع العلم ان الرجال كانت تنقصهم الخبرة في السلاح كما كان ينقصهم التدريب على الرماية، فيما عدا من كانوا في سلك البوليس. في آذار 1948 انطلقت قافلة مؤن وعتاد من مستعمرة نهاريا إلى قلعة جدين (قلعة قديمة منذ عهد الرومان) وبعض المستعمرات في الجليل الأعلى، وذلك عبر الطريق القديمة عكا صفد. وبوصول القافلة اليهودية إلى منطقة الريّس قرب مقبرة كويكات، تتقدمهم جرافة ومصفحتا حراسة وخمس سيارات شحن وباص، فوجئوا بإطلاق النار عليهم من الكمائن التي أعدّها ثوار كويكات والقرى المجاورة. لم تتمكن القافلة من التقدم وأثناء القتال الذي شارك فيه خمسة من جيش الإنقاذ بقيادة الضابط علوش، إلى جانب أهالي قرى المنطقة، صدرت نداءات من المقاتلين إلى اليهود تطلب منهم التسليم، ولكنهم رفضوا واستمروا بالمقاومة. وطلب المقاتلون وقوداً لإحراق الآليات، فأتوهم بكمية من البنزين، أخذها شحادة علي شحادة وأسرع إلى المصفحة الأولى وأضرم فيها النار. أسفرت المعركة عن قتل معظم أفراد القافلة وعددهم 46 جنديا بينهم امرأة، ومن الجانب الفلسطيني استشهد ثلاثة احدهم جندي من جيش الإنقاذ واحمد حسن من الكابري والثالث من لوبية، لم يُعرف اسمه، كان ماراً بجَملِه محملاً بالبرتقال من احد البساتين إلى قريته. وجرح اثنان من كويكات وهما شحادة علي شحادة وذيب محمد سنونو والثالث حسين خليل من الشيخ داوود (الشيخ دنون اليوم).
الرحيل:
وقع الهجوم الصهيوني الأول على القرية ليلة 19 كانون الثاني عام 1948، حيث نجح أهالي القرية في صد الهجوم بما امتلكوه من أسلحة قليلة. وفي ليلة 7 شباط قاموا بهجوم آخر على القرية، وهنا أيضا نجح أهل القرية في صدّهم كما في المرة الأولى. تم احتلال القرية في المرحلة الأولى من "عملية ديكل" بين 8 و 14 تموز. وفي سياق هذه العملية تم احتلال معظم الجليل الأسفل، بما في ذلك الناصرة. وقد بدأت عملية ديكل ليل 9 تموز، وذلك مباشرة بعد أن دخل أول وقف لإطلاق النار في الحرب حيز التنفيذ. وكانت الخطوة الأولى من هذه العملية تهدف إلى الاستيلاء على سلسلة من القرى تقع على محور شمال- جنوب في تلال الجليل العربي. وقد استمدت الوحدات المهاجمة من اللواء شيفع (السابع) ومن الكتيبة الأولى في لواء كرميلي. وأدت هذه المرحلة المبكرة من عملية ديكل إلى توسيع رقعة الأراضي الساحلية التي سيطرت القوات الصهيونية عليها في منطقة عكا، واحتلال القرى: عمقا، كويكات، كفرياسيف، أبوسنان، جولس، المكر، وجنوباً قريتي عبلين وشفاعمرو. في تلك الفترة احتدمت المعارك بين اليهود والعرب وبدأت المدن والقرى العربية تتساقط بأيدي اليهود حتى وصلوا . بعد فترة إلى عكا وقاموا باحتلالها بتاريخ 19 أيار 1948 في 9 تموز، جاء بعض العرب المتعاونين مع الصهيونيين إلى قرية كويكات وطلبوا من المختار الاستسلام، غير انه رفض، ربما لخوفه من أن تتهمه الجيوش العربية بالخيانة، حيث أنها طلبت من أهل القرية عدم إخلاء القرية. في تلك الليلة عينها، بدأت عملية ديكل وقصفت كويكات، وعندها فرّ الكثيرون من سكان القرية إلى قريتي أبوسنان وكفرياسيف وغيرها من القرى التي استسلمت لاحقاً ولحقهم الثوار فيما بعد. وبقي في القرية بعض المسنين الذين طردوا فيما بعد إلى القرى المجاورة.
كويكات اليوم:
في كانون الثاني 1949، تم إنشاء كيبوتس هبونيم على أراضي القرية، قرب موقعها، وفي وقت لاحق أعيدت تسميته فأصبح يعرف باسم بيت هعيمك. وكان سكان هذا الكيبوتس من المهاجرين اليهود الذين أتوا من انجلترا وهنغاريا وهولندا. لم يبق من القرية سوى المقبرة المهجورة التي تغطيها الحشائش البرية ومقام الشيخ أبو محمد القريشي، وثمة نقشان باقيان على قبرين، الأول لحمد عيسى الحاج والثاني للشيخ صالح اسكندر الذي توفي عام 1940. ولا تزال بعض البيوت قائمة حتى يومنا هذا، يسكنها أهالي المستوطنة، إضافة إلى مدرسة القرية التي تحولت إلى ملهى ومسبح لأهالي المستوطنة.
المصدر: موقع زيتونة