الحمة (قرية):
قرية عربية تقع على نهر اليرموك الأدنى عند مخاضة زور كنعان والتقاء الحدود السورية ـ الفلسطينية ـ الأردنية. وهي إحدى محطات خط سكة حديد درعا ـ سمخ، وتبعد 65 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة القنيطرة السورية، و22 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة طبرية.
تقوم القرية على أرض منبسطة بين محطة السكة الحديدية والضفة الشمالية لنهر اليرموك، وتستند بهرها إلى مرتفعات الحافة الجنوبية الغبية لهضبة الجولان. وتنخفض 156 م تحت سطح البحر. وعرف المواقع في العهد الروماني باسم "إماتا" وكانت تتبع آنذاك مقاطعة أم قيس.
امتدت مباني القرية بشكل طولاني على الضفة الشمالية لنهر اليرموك. ويقع جنوبها جامع كبير كانت المساكن قد تجمعت حوله، ثم نمت القرية باتجاه الشمال الشرقي نحو محطة السكة الحديد.
امتدت برك ماء واسعة شمال القرية تملأها مياه ينابيع الحمة الحارة، وأهمها ثلاثة هي: المقلى والريح والبلسم. وتحتوي تلك الينابيع على نسبة كبيرة من الكبريت ونسبة أقل من الأملاح، وتبلغ حرارتها على التوالي 47 و 38 و 39.4. ويبلغ متوسط تصريف كل نبع من تلك الينابيع أقل من متر مكعب واحد من المياه في الثانية.
وكانت هذه الينابيع مستعملة كثيراً في من اليونانيين والرومانيين، ثم اقتصر استعمالها بعدئذ على القبائل الرحل التي كانت تزورها للاستفادة من خواصها. وفي فترة الانتداب البريطاني أُعطي أحد المواطنين اللبنانيين امتياز استثمار ينابيع الحمة فترة تبدأ عام 1936 وتنتهي عام 2029. وأخذ الناس يؤمونها من مختلف جهات فلسطين والأقطار المجاورة للاستشفاء بمياهها من الأمراض الجلدية والعصبية. وأهم الأملاح المعدنية في ينابيع الحمة كربونات الكالسيوم، وكبريتات الكالسيوم، وكلوريد وسلفات الصوديوم، وكلوريد البوتاسيوم، وحامض السيلكون، وأملاح الحديد والألمنيوم، ويعتقد أن إشعاعات الراديوم تنبعث من مياه الحمة ومصدرها اليورانيوم.
تبلغ مساحة أراضي الحمة 1.692 دونماً، منها 382 دونماً للطرق والأودية، وقد غرس الزيتون في ستة دونمات من تلك المساحة. وانتشرت زراعة الحبوب إلى الشمال الشرقي من القرية على طول الضفة الشمالية لنهر اليرموك.
بلغ عدد سكان الحمة عام 1931 /172/ نسمة كانوا يقطنون 46 مسكناً. وارتفع هذا العدد إلى 290 عربياً في عام 1945. وقد تعرضت الحمة لاعتداء صهيوني في عام 1951. إذ قصفت الطائرات القرية ومنشآتها، وتشرد أهلها. وبقيت منذ ذلك الوقت نقطة حدود تحت إشراف القوات السورية، إلى أن احتلها الصهيونيون في عام 1967 وطردوا سكانها منها (ز: حرب 1967)، ومدت إليها طريق معبدة من سمخ، وأقيم فيها منتجع سياحي.
المصدر: كتاب بلادنا فلسطين