تقع إلى الشرق من نهر الحاصباني على الطريق الرئيسي الواصل من دفنه إلى كريات شمونة (الخالصة)، شرقي جسر الحاصباني مباشرة.
تقع في الجهة الشمالية منها آثار قرية (الشوكة التحتا)، وإلى الغرب منها آثار قرية المنشية والسنبرية، التي يفصلها عن نهر الحاصباني، كما تقع في الجنوب آثار قريتي لزازة والقيطية تقع إلى الشرق منها دفنه ويفصلها عنها نهر دان، ترتفع القرية 10 متر عن سطح البحر.
الخصاص جمع "خص" وهو البيت من الشجر أو القصب، وقد ذكرها ياقوت الحموي باسم (الأكواخ) وقال عنها أنها ناحية من أعمال بانياس وينتسب إليها بعض الرواة مثل الحافظ الطبراني (ساكن أكواخ بانياس).
ففي سنة 1919 أثناء الثورة ضد الفرنسيين وقعت عدة مصادمات بين (عرب الفضل) سكان المنطقة والفرنسيين، وكانت معركة الخصاص في تشرين الأول سنة 1919، حيث قام الجيش الفرنسي بإحراق بيت الأمير فاعور، كما أحرقوا أكواخ العرب في المنصورة ودفنة المجاورتين، وقد أعاد السكان بناء بيوتهم بعد ذلك.
ينتسب إلى (آل الفضل) عرب كعوش، ويعود آل فاعور بنسبهم إلى آل ربيعة الذين ظهروا أيام (أتابك الزنكي) وابنه العادل نور الدين (1118 ـ 1174م) صاحب الشام. كما ينتسب إليهم آل أبي ريشة أمراء عشيرة الموالي وآل الحياري وآل العابد في سوريا والأردن، وأما (آل شما) فهم من (آل مرا) أخي الفضل بن ربيعة، وقد أبلى آل الفضل بقيادة زعيمهم (مهنا) بلاء حسناً في معركة عين جالود سنة 1260م.
كان أصحاب الأملاك فيها:
1 ـ الأمير فاعور، أمير عرب الفضل في الجولان، وقد بنى بيتاً له سنة 1945 في الخصاص واستصلح بعض الأراضي.
2 ـ آل "العرقاوي" من بانياس السورية وقد باعوا حصتهم للكيرن كايمت.
3 ـ السوالمة (الأردنية) وشيخهم "جويد شحادة" وكان ابنه عطية الجويّد من مؤيدي موسى الحاج حسين المغربي (الكبير) من قرية التليل. وكان على خلاف مع الأمير فاعور.
كان عدد سكان الخصاص سنة 1931 (386) نسمة ولهم 73 بيتاً وفي سنة 1945 بلغ عددهم (530) نسمة. طردا من قريتهم سنة 1949 وهدمت القرية وأقيم مكانها كيبوتس هجوشريم ويحتوي اليوم على منتجع كما يضم متحفاً يحتوي على مخلفات المنطقة من فترة ما قبل التاريخ وموجودات أخرى من (تل زوق) و(تل الحمص).
تعرضت القرية بتاريخ 18 – 19/12/1948 لهجوم رهيب من قبل البلماخ حيث دخلت سيارتان مملوءتان بالجنود إلى القرية، وأطلقوا النار من البنادق والرشاشات والقنابل اليدوية بشكل عشوائي على السكان الآمنين، كما نُسف بيت الأمير فاعور، وفي اليوم التالي وجدت الشرطة الإنجليزية بين الركام، امرأة وخمسة أطفال قتلى وخمسة آخرين من الجرحى إصاباتهم بليغة.
كانت هذه مقدمة لما حدث في القرية لاحقاً من تشريد وتدمير، حيث تم ترحيل من بقي منهم مع جيرانهم من "القيطية" و"المفتخرة" إلى قرية "عكبرة" قرب صفد في جبل كنعان، ومن هناك إلى (المجدل) قرب طبريا، ومنها إلى "وادي الحمام".
وفي سنة 1952 توجهوا بشكوى إلى محكمة العدل العليا لإعادتهم إلى قريتهم، لكن السلطات أصدرت ضدهم (أوامر خروج) قد طبقت على عدة قرى في الجليل مثل: اقرث، كفر برعم، الكابري، سخ، المنارة، ناصر الدين، طبريا، السمكية، عين الزيتون، صفورية، الصفصاف.
جاء في كتاب يوميات الحرب سنة 1947 ـ سنة 1984 لدافيد بن غوريون ما يلي: 1/1/1948، يوم الخميس:
لقد ارتكب خطأ
العملية الانتقامية التي جرت في الخصاص بتاريخ 18 كانون الأول/ ديمسبر 1947 ("الهاغاناة"، ضمن 1415، 1798)، أثارت أصداء قاسية، وفي 25 كانون الأول/ديسمبر، أبرق د. ب. غ. إلى م. شاريت بتفصيلات العملية، كما يلي: انتقام شخصي جاء عقب الهجوم J.S.P (شرطة المستوطنات العبرية) من مستوطنة (معيان باروخ). ونفذ ذلك قائد الشمال (للبلماخ) خلافاً لتعليمات صريحة بإلغاء خطة الانتقام التي قدمها، والتي تضمنت عملية متزامنة ضد الخالصة والخصاص والناعمة وجاحولا. وقد فسر القائد أمر الإلغاء بأنه ينطبق على الخطة بصورة عامة، لا على عملية واحدة محددة: فأصدر التعليمات إلى رجاله بتدمير منزل في الخصاص استُخدم مركزاً لمواصلات عربية. وقد اتخذوا جانب الحذر كي لا يتعرضوا، بكل الوسائل الممكنة، للنساء والأطفال. لقد التزم الرفاق التعليمات بصورة عامة، لكن منزلاً قريباً أصيب نتيجة للانفجار، وقُتلت عائلة. وقع خطآن أساسيان:
1 ـ تجاهل وتفسير مغلوط من قبل القائد للتعليمات المحددة.
2 ـ لم يُبذل جهد كاف لتجنب إصابة النساء والأطفال. المسألة في قيد التحقيق وقد عبّرت "الهاغاناة" عن أسفها.
بن غوريون
5/4/1948
جاءني يوسف فاين باسم (آبا حوشي): أن واحداً من القادة العرب سيتولى القيادة في الجليل: أمير فاعور، كامل الحسين (من الخالصة)، أحمد بك الأسعد المتوالي. قبل أسبوع جمع كامل الحسين القرويين كافة في ناحيته وطلب منهم عدم مهاجمة اليهود إلاَّ بعد أن تهاجم سوريا ولبنان.
أمير الفاعور يمتثل للملك (عبد الله).
أرسل أحمد بك صهره صبري بك (كان يعمل في "سوليل بونيه"..) كي يقول لنا أنه لن يفعل لليهود شيئاً.
في ضواحي حانيتا القائد أديب الشيشكلي (قائد كتيبة في "جيش الإنقاذ")، يتكلم العبرية والتركية. عنده صديقة يهودية. عنده 400 رجل، منهم 150 عراقياً من الفيلق (العربي) الذين هربوا مع ذخيرتهم. اشتركوا في المعركة ضد يحيعام. حدوده حتى يحيعام. وفي ضواحي صفد، وميرون، وحسن بك ـ عنده 300 رجل يعيشون على حرابهم. فعندما ينشطون وينجحون يستطيعون حشد الآلاف.
جاء إلى ضواحي حرفيش وأبو مرر (يجب أن تكون الغار)، وشفا عمرو 500 درزي من "جيش الإنقاذ". اجتمع (آبا حوشي) إليهم بمفرده. الزعيم شكيف وهاب يمكن التوصل إلى تسوية معه. مستعدون لقبول شخص أو اثنين في المعسكر.
المصدر: كتاب من قرانا المهجرة في الجليل