عادات وتقاليد (الحمايدة) في الذاكرة
العادات والتقاليد بين ابناء الحمايدة عادات أصيلة وتتصف بالكرم وحسن الضيافة واكرام الضيف، وهناك عادات متجذرة لا تنسى من ذاكرة التاريخ وان كان بعض العادات قد اندثرت وهي قليلة.
ومن الذكريات الجميلة ان عشيرة الحمايدة كانوا في كل عيد أضحى يحضرون عجلا أو بقرة كبيرة يطوفون بها في الاحياء والحارة قبل العيد بشهر أحيانا او أسبوعين للعرض على الناس ويقومون بذبح العجل أو البقرة يوم العيد وكان الأطفال يغنون ويقولون(بكرة العيد ونعيد ونذبح بقرة السيد والسيد مالو بقرة نذبح بنتوا هالشقرة والشقرة ما فيها دم نذبح بنت العم) مجرد أهازيج وفرحة كانت تعم الحارة، والبعض كان يذبح الخرفان اتباعا لسنة الرسول.
أما الزواج فكان له قصة اخرى فقد كانت تستمر الاهازيج والافراح لمدة شهر احيانا او أسبوع على الاقل بعد الهجرة وكانوا يجتمعون في السهرة الليلية حيث كان الاحتفال عبارة عن الدبكة الفلسطينية وما تسمى (بالدحيـــة والدبكة) حيث يصطف الرجال من الحمايدة وجيرانهم ومعارفهم ويقوم رجل معروف بقيادتهم في المقولات الشعبية والشعر الفلسطيني ومنها (يمسيك بالخير يالاقي خير مسية تعقب مسيا - والرز مكوم عالصواني كأنه خيام مبنيا). وكان أخي ابو فلاح في غزة يقود تلك الامسية منذ صغره بزجله وشعره الفلسطيني وفقا للعادات والتقاليد، وأبو فلاج هو الاكثر أبناءً على الاطلاق من ابناء ملاحي وله من الذكور عشرة من الابناء من زوجتان وكان مصلحا يجتمع عنده الناس لحل قضاياهم احيانا ومعروف بكرم الضيافة والنخوة والعشرة.
وكان من العادات لدي الحمايدة ان تساق الذبائح للعريس احتفالا بزواجه واكراما له من الاقارب والمعارف احيانا، وكانت تقدم في الديوان اسبوعيا ما تسمى بالرحمة وهي عبارة عن طعام يقدم رحمة على الميت وصدقة عليه.
وكان منتشرا أكلة تسمى الهيطلية في ذلك الزمان تصنع من طحين القمح والنشا، وطعام اللزاقي وهو مصنوع من الطحين والسكر والزيت، ومن اشهر الاكلات وليومنا هذا المقلوبة وهي مصنوعة من الخضروات القرنبيط والباذنجان والبطاطا مع الارز، والطعـــــام المفضل والمشــــهور (المفتول) وهي أكلة فلسطينية أردنية مشهورة (الكوسكسي) تصنع منزليا من الطحين الابيض والاسمر وتفرك بزيت الزيتون وتطبخ على البخار وتقدم مع شوربة اللحم او الدجاج او الفراخ البلدية او البط والديك الرومي وطاجن الملفوف المحشي وطاجن محشي الكوسا وورق العنب، والمنسف الفلسطيني وهو من اللحم وخبز الشراك والأزرق بالإضافة الى شوربة تصنع من الكشك المملح ويضاف عله المكسرات والليمون الاصفر، ومن الاكلات المعروفة البصارة وهي الملوخية الجافة مع الفول المجروش ولا ننسى صحن الفول (المدمس) صباح الجمعة وفي الشتاء فهو رفيق لا يمكن التنازل عنه في كل بيت حمايدة، طاجن شوربة العدس الشتوي مع الليمون والبصل فهو غاية للعائلة الحميدية، واكلة تسمى العجة وتقدم في الافطار او الغداء وهي مسلوق القرنبيط الابيض يضاف له البيض والطحين والبصل والبهارات ويقلى في الزيت الحار ويقدم حارا مع يخني الطماطم والبصل، والقدرة كانت أكلة مشهورة من زمان وبعضهم كان يجهزها باللحم والأرز والبهارات وقطع الطماطم والكركم والبصل وقليل من الزيت، ويدفنها في الجمر، وبعضهم يرسلها الى الفران (الفرن) ويذهبوا بها الى البحر للغداء، والبعض الاخر يقوم بعمل المندي ويقوم من يرغب في ذلك بحفر حفرة ووضع نصف برميل فيها ويضع بداخله الفحم او الخشب ويتركه حتى يهدأ ويضع فوقه شبك ثم يضع فوق الشبك اللحم او الدجاج الكامل او الخروف الكامل او السمك حسب الرغبة ثم يقوم بتغطيته ودفنه وهذه أكله طيبة ومشهورة عند بعض العائلات وليس الكـــــل، كما ان الحمام المحشــــي (الزغاليل) والكباب المشوي على الفحم، والأسماك عموما مشهورة في طيب طعمها لدى أغلب العائلات الحمايدية وخاصة من يعيشون بالقرب من البحر، والكعك يصنع في أيام العيد وفي المناسبات ليومنا هذا، ومن العادات لدى النساء تطريز المفارش والأغطية ولوازم بيوت الشعر والتطريز اليدوي.
والحمايدة مشهورون بكرمهم في اكرام الضيف حيث يذبحون له الذبائح وكانت في الماضي تستمر الضيافة لغاية سبعة اشخاص وأكثر والكثير من الحمايدة كان يذبح العجول في عيد الاضحي واحتفالا بالعريس ايضا، ومن العادات ليومنا هذا يعملون هوشة على العريس وأحيانا يتضاربون وتحصل مشاكل لان فلان لم يخلفوا عليه العريس وقد تستمر لسنوات، ويحضر الغريب تلك العزايم فيرى الناس يتنازعون على العريس فيظن انها حصلت مشكلة كبيرة من شدة ما يسمع من الصوت، واندثرت عادات من الماضي وهي ليست من السنة (اربعين الميت - وعيد الميت - والصراخ على الاموات - وعادات الثأر المؤلمة).
والحمد لله الان هناك اختصار في تزوج العريس لدى الحمايدة حيث اصبح المهر في حدود الفي دينا تقريبا ويساعد اهل العروس ببعض الاثاث لابنتهم والزواج اصبح يتناسب مع العرسان الذين يواجهون موجة الغلاء وارتفاع الاسعار، وكباقي العشائر الفلسطينية فقد عانى ابناء الحمايدة من الهجرة وضياع الحقوق والارض وللقصة بقية (ما أصبت فمن الله وان كان هناك خطأ فجل من لا يسهو سبحانه وتعالى) وللقصة بقية....
الخبير الشاعر ـ الاستاذ د. ابو ناصر الحمايدة - مستشار الطب البديل والطب الصيني والحجامة