مدينة خان يونس
تختلف مدينة خان يونس عن بعض المدن الفلسطينية في أنها نشأت بقرار وتخطيط مملوكي ولمصلحة أكثر من دولة. ولا يزيد عمر نوتها "القلعة" كثيرا عن ستمائة عام, في حين بلغت أعمار مدن فلسطينية أخرى آلاف السنين. وفي حداثتها كانت تؤدي خدمات الحماية والرعاية للقوافل والمسافرين بين مصر والشام وأنها أصبحت مجتمعاَ صغيراً اجتمعت فيه الخلائق الذين كانوا يقومون بخدمة القوافل أو يستفيدون منها بأي سبب من الأسباب وهكذا ظهرت حول هذا الخان محله عامره ثم صارت قريه زاهره ثم ارتقت الى ما فوق رتبة القرية وأخيرا تطورت الى مدينه وأصبحت فيما بعد مدينه مشهورة عبر التاريخ كاد أن يقتل فيها في زمن الحملة الفرنسية القائد نابليون بونابرت ولذلك قصه.
وكاد أن يهلك فيها القائد العسكري وزير الدفاع الإسرائيلي اسحاق رابين في شارعها الرئيسي في زمن الانتفاضة وكلاهما لم يكن معروفا للأهالي ونجا كل منهما بأعجوبة.
وهي مدينه مظلومة عبر التاريخ تقدم ما تملك ولا تأخذ ما تستحق في نموها وتطورها. أرسل السلطان المملوكي برقوق / حامل اختامه الأمير يونس النيروزي الداواداري لبناء القلعة في مكانها الحالي وتم بناء القلعة التي تحمل شعار برقوق في عام 789هـ -الموافق 1387م وقد بنيت على شكل منزل مكون من عدة غرف مستقله بقت أثارها حتى بداية الخمسينات من هذا القرن. ولأنها كانت نزلا سميت خان وكانت القلعة أشبه بمجمع حكومي ولكن النشاط الغالب كان للحاميه التي تحفظ الأمن "وتنشره" في المناطق المجاورة وكان بالقلعة بئر ماء وإسطبل للخيل ومسجد ومئذنة مرتفعة.
وكانت القلعة مربعة المساحة تقريبا ولها على كل ركن برج حمايه وكان لها باب كبير ذو قوس جميل وعلى جدرانها آيات قرآنيه ورسومات ترمز الى بنائها. وقد ظل مسجدها عامراً بالمصليين حتى الربع الأول من هذا القرن حيث لم يكن غيره بالمدينة. ويذكر أن احدى الحاميات استطابت الإقامة فيها مع اسرها. ثم جاء أخرون وسكنوا خارجها فنشأت بذلك مدينة خان يونس وكان للقلعة أغا يحكمها ويدير شئون المنطقة من أول وادي السلقا الى وادي العريش.