جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
لم يقف مواطنو قطاع غزة مكتوفي الأيدي، جراء الأزمة التي يتعرض لها القطاع، والمتمثلة بتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وعدم رؤية الكهرباء سوى 6 ساعات يوميًا، فقد بدأت بعض العقول التقنية تُفكّر في إيجاد حلول لتلك الأزمة، عن طريق إنتاج تيار كهربائي دون الحاجة إلى المحروقات، وذلك في خطوة لتدارك الأزمة التي تعيشها البيوت الفلسطينية. ويعاني قطاع غزة منذ خمسة أيام متواصلة من أزمة حادة في التيار الكهربائي، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل، بسبب نفاد الوقود وحيلولة الإجراءات التي اتخذها الجانب المصري داخل حدوده دون وصول الوقود اللازم لتشغيل المحطة. ويكمن البديل الذي اخترعه بعض الكهربائيين في غزة، في بطارية سيارة بالإضافة إلى المزود الاحتياطي للطاقة الكهربائية أو الـ UPS. وأوضح مدير مركز الضحى التقني أكرم هارون أنّ بطارية السيارة تُعطي تيارا مستمرا بقيمة 12 فولتاً، لافتا إلى أن الكهرباء المطلوبة تتمثل في 220 تيار متردد (..) وتبدأ الآلية بتحويل التيار من مستمر إلى متردد عبر لوحة إلكترونية من تصميم العقول الفلسطينية، وهي تتكون من قطع الكترونية ومقاومات. وقال هارون: "يبقى التيار المستمر بقيمة 12 فولتاً، ونقوم بإدخاله على ترنس، بحيث يصل بعدها إلى 220، والفولت يقوم بتشغيل الأجهزة الكهربائية الموجودة في البيوت". ولفت النظر إلى أنه في حال انقطاع الكهرباء، يقوم الجهاز بالإنارة مباشرة، مستدركا: "وعندما تصل الكهرباء، تذهب الإضاءة وتبدأ البطارية بالشحن، وممكن تبقى الإضاءة، مع بقاء شحن البطارية". ويجد هارون أن هذه الطريقة آمنة، مبينًا أنه عند حدوث "تماس كهربائي"، فإن التيار الكهربائي ينقطع بشكل كامل، مضيفا: "وفي نفس الوقت ستشحن البطارية حال وجود الكهرباء، ولن تستهلك بنزيناً أو أي محروقات". وأشار إلى أن عُمر البطارية يستمر لمدة عام كامل، موضحًا أن الجهاز يُكلّف 900 شيكل، وأن صيانته تتم بطريقة سهلة. وذكر أنه يستعمل لبيته بطارية 250 واط، وموتور "الكيلو" الذي يستعمله المواطنون 600 واط، مشيرا إلى أن لديهم أجهزة بقيمة 600 واط، ومستعدون لعمل جهاز لغاية 10 كيلو واط. وقال: "كلما زاد الحجم ترتفع التكلفة أكثر لحاجته لبطاريات أكثر؛ لوجود تغذية ذاتية للجهاز". بديل للمولدات الكهربائية بدوره، أوضح المواطن وليد حنيدق والذي قام بتجريب هذا الابتكار للتغلب على مشكلة الكهرباء أنّ الطريقة المذكورة، تعتبر بديلا جيدا عن المولدات الكهربائية. ولفت إلى أنّ المولد الكهربائي يتفوق على البطارية، من جهة أنه يتحمل أحمالاً أكبر، وممكن القيام بتشغيل الإنارة والتلفاز على البطارية، في الوقت الذي يتحكم في الأحمال حجم البطارية. وبينّ أنّ الاختراع جيد كونه لا يُكّلف صاحبه محروقات لتشغيله بشكل يومي، مشيرًا إلى أهمية تطوير الفكرة في ظل عدم وجود بدائل أخرى. ونوه إلى أن الفكرة تُريح المواطنين في غزة من ضجيج المولدات الكهربائية، داعيا إلى تطويرها للاستغناء عن المولد بشكل كامل، وذلك عن طريق تصنيعها بشكل دوري ومُنّظم. ويؤيد المواطن محمد حمدان والذي استخدم ذات الابتكار رأي سابقه، موضحًا أن تلك الطريقة لا تُصدر أي إزعاج أو تلوث بيئي، ولا تحتاج إلى بنزين متواصل للتشغيل، بالإضافة إلى أنها تعمل بشكل مباشر حين انقطاع التيار الكهربائي. وقال : "يطلب الناس بطاريات بقدرات وأحجام مختلفة، كل شخص بحسب حاجته وغالبًا تكون بقدر تشغيل الإنارة والتلفزيون، وعلى صعيد بيتي فلا نشعر بالعتمة بتاتًا". وأضاف: "يُقدّر عُمر هذه البطاريات الافتراضي بـ 8 سنوات، يعيش المواطن فيها بدون أي عناء من انقطاع الكهرباء"، مبينًا أن بعض المؤسسات الكبيرة تستعملها لسد احتياجاتها بدلًا عن المحروقات والمولدات الكهربائية.
المصدر: فلسطين أون لاين