جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أين حقوق الإنسان؟، ألست أنا إنساناً؟، أين أبي رحل عني؟، وأين ذهبت أحلامي؟، أيعقل أن يكون القتلى هم أنفسهم المُبرِّئين ؟!".. شعارات رفعها أطفال بعمر الزهور ينتمون لعائلة السموني خلال وقفة احتجاجية، أمس. بدا الأطفال غاضبين وهم يرفعون لافتات وشعارات رفضاً لإغلاق النيابة العسكرية الإسرائيلية التحقيق في تورط جيش الاحتلال في الغارة الجوية التي أودت بحياة 21 فلسطينياً من أفراد العائلة ضربة واحدة. "ما ذنبنا نحن أن نُيتّم ونحن الأطفال؟!.. يجب محاكمة المجرم حتى لو طال الزمان".. قالها الطفل محمود السموني، بصوت وشى بنارٍ تعتمل قلبه. محمود البالغ من العمر (14 عاماً) فقد والده عطية السموني، وشقيقه أحمد (4 أعوام)، وآخرين من الأعزَّاء عليه في العائلة خلال العدوان مطلع العام 2009. وقال: "لم نرتكب أي ذنب سوى أننا كنا في بيوتنا.. على كل أحرار العالم الوقوف إلى جانبنا لملاحقة قادة الاحتلال في المحافل الدولية، وإن لم يفعلوا سنقوم نحن بذلك حينما نكبر". عائلة السموني أصبحت مشهورة بعد أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 29 فرداً منها خلال العدوان على القطاع الساحلي في الفترة الممتدة بين السابع والعشرين من ديسمبر/ كانون أول لعام 2008، إلى الثامن عشر من يناير/ كانون الثاني لعام 2009. أما بسمة، قد دلت معالم الحزن التي تألقت على وجهها أنها لم تهنأ في أي يومٍ لها منذ أن فقدت والدتها صفاء السموني قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وكانت الطفلة البالغة من العمر (8 أعوام) إلى جانب والدتها حينما نزفت الدماء بعد إصابتها بشظايا صواريخ المروحيات. وتعلَّق بصر بسمة بدمية تحمل سلاحاً عُلقت وسط خيمة الاحتجاج، وأشارت بيدها إليها قبل أن تقول بصوت بالكاد يسمع من شدة الخوف: "يهود". وجاء القرار الإسرائيلي بإغلاق ملف السموني، بعد أشهر قليلة من ترقية "إيلان مالكا" الذي كان المسؤول عن لواء "غفعاتي" في جيش الاحتلال. "مالكا" الذي يحمل رتبة عميد في جيش الاحتلال الآن، هو من أعطى الأمر للمروحيات الحربية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بإطلاق عدة صواريخ تجاه منزل يعود لأحد أفراد السموني تجمع فيه أفراد العائلة بأمر من جيش الاحتلال. وروى أحمد السموني المتحدث باسم العائلة في مؤتمر صحفي عقد على هامش الخيمة، كيف نفذَّ جيش الاحتلال جريمته بحق أفراد العائلة. وأشار إلى أن جيش الاحتلال جمع أفراد العائلة حتى أصبح العدد يفوق المئة في بيت وائل السموني، قبل أن تطلق قذيفة مدفعية، وصواريخ من الطائرات الحربية على المنزل لتحيل في ثوانٍ معدودة المكان برمته إلى دمار ودماء وأشلاء. ولفت إلى أن عدد من آخر من عائلة السموني تمكن من الفرار من المكان المستهدف إلى أن وصل وسط مدينة غزة. والغالبية العظمى من أفراد العائلة المنكوبة يعملون في حرفة الزراعة. وبين كيف منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر من الوصول إلى الجرحى والمصابين في مكان الجريمة، إذ ارتقى عدد منهم بعد مرور أيام عليهم وهم ينزفون دماً. وتطرق إلى زيارة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، الذي كان مسؤولاً عن التحقيق في العدوان على غزة، إذ بين أنه بكى حين سمع الشهادات من أطفال العائلة. رسالة وقال مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني: "سنعمل على ملاحقة مجرمي الحرب في المحاكم الدولية". واعتبر الصوراني في كلمة له خلال الوقفة، الخميس 3-5-2012، إغلاق الاحتلال الإسرائيلي ملف السموني، رسالة بأن "الاحتلال لن ينصف فلسطينياً في ضحاياه في يومٍ من الأيام، سواء كان في غزة أو الضفة الغربية". وأضاف "نحن ملزمون ومصرون ومستمرون في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لملاحقة قوات الاحتلال حتى تحقيق العدالة". وجدَّد تأكيده على أن قوات جيش الاحتلال ارتكبت جرائم في مختلف مناطق ومحافظات قطاع غزة خلال فترة العدوان. وخرقت (إسرائيل)- والقول للصوراني- من خلال أنظمتها الداخلية خاصة فيما يتعلق بالتحقيق في الجرائم، القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، عاداً ذلك "ارتكاب جرائم جديدة".
المصدر: فلسطين أون لاين