جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
لمحة تاريخية: بُني جامع الظاهر عمر على يد والي عكا ظاهر العمر سنة 1750–1775 وهُدمت مئذنته إثر هزة أرضية في أواخر القرن التاسع عشر، وأعيد ترميمه بواسطة جمعية التعاون والأخوة الإسلامية. يشمل المسجد اليوم حرما وروضة أطفال ومكتبة، ويمتاز بعلوه عن الأرض. وقد سمي بالمسجد المعلق. بحسب مقال للأستاذ نظير شمالي (الذي يرافقنا في جولتنا في مساجد عكا) فإن المسجد "يقع في نهاية السوق العمومي من طرفه الجنوبي، وفي الجهة الغربية الجنوبية من ساحة الكراكون، وفي الجهة الغربية من ساحة الجرينة المحاذية للميناء، كما يقع بالقرب منه من جهته الجنوبية الغربية الحمام الشعبي الذي أقامه أيضا ظاهر العمر". أما حدود المسجد سابقا: فجنوبا طريق، وشرقا طريق ووقف الصادقي ووقف الجزار، وشمالا وغربا: وقف الصادقي. هذا وتبلغ مساحة المسجد الكلية نحو 742 مترا مربعا، وذلك يشمل المسجد والساحة الداخلية والمدخل والمراحيض وساحة أخرى مرافقة، وقد بني المسجد بشكل هندسي مميز، ويشمل ثلاث قباب في المدخل مع أقواس ذات أعمدة لها قاعدة دائرية، بحيث يتكون العمود من أربعة دوائر ملتحمة مع بعضها البعض، بالإضافة إلى القبة الداخلية في المسجد التي ترتكز على أربعة قناطر داخلية، وأما المئذنة فلم يبق منها بعد الزلزال إلا قاعدتها. فوق قنطرة المدخل الخارجي الشرقي تجد لوحة رخامية مربعة الشكل وقد نقش عليها : "بسم الله الرحمن الرحيم - أنشأ هذا المسجد ووقفه وحبسه الشيخ ظاهر بن عمر في شعبان 1161هـ"، وأما النقش الثاني فقد ثبت تحت القنطرة في المدخل الشرقي ويحمل خمسة أبيات من الشعر: أنشاه وقفا ظاهر نجل الفتى عمر المقدس من آل زيدان الذي من كل طيب فيه مغرس قصد الإله به وطهّره من الشرك المنجس فجزاؤه فيه مؤرّخ بمسجد التقوى المؤسس ما قال فيه مؤرخ هو جنة سمة وأنفس يذكر أن الصلوات الخمس أقيمت في المسجد حتى عام النكبة 1948م ثم سكنته إحدى العائلات العربية العكية لسنوات طويلة، حتى جاءت جمعية التعاون الإسلامية في عكا ورممته عام 1987م، وعادت الصلاة لتقام فيه خمس مرات يوميا، ولكنه كان يغلق في غير أوقات الصلاة. مئذنة معلقة اختلف المواطنون العكيون في سبب سقوط مئذنة المسجد المعلق، وحسب ما نشره المربي نظير شمالي -الخبير بتاريخ عكا- فإن للعكيين ثلاثة أقوال حول ذلك، حتى وصلت أقوالهم حد الأساطير والخرافات، فمنهم من قال إن المفتي عبد الله الجزار الذي كان يسكن بجوار المسجد قد ضايقه وجود المئذنة أمام نوافذ قصره، فهدمها!! وهناك من قال إن عفريتا قد شق المئذنة فتصدعت، ومن البدهي أنّ مثل هذه الأقوال لا تمتّ للحقيقة بصلة، إلا أن سذاجة الناس قبلتها فتناقلوها بينهم. أما القول الثالث وهو الأصح والأقرب إلى الحقيقة فهو أن المئذنة تصدعت بفعل الهزة الأرضية التي ضربت البلاد عام 1927م، وقد تأثرت بها كثير من المآذن في فلسطين، مثل مئذنة باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك. محاولات تهويد ليس بالشيء الغريب أو الشاذ عندما تتجول في مدينة عكا أن تصطدم بمن يحمل آلة تصوير ويلتقط صورا للمساجد والأماكن الأثرية في عكا وفي غيرها من البلدات العربية، لكن لم يخطر في بال أحد أن يسأل: لماذا كل هذا الاهتمام بالمساجد العربية؟ هل هذه الصور لا تتعدى كونها تذكارية، أم هي لحاجة في نفس يعقوب؟ البحث والاستقصاء يوصلانا إلى أن هناك محاولة لمسح التاريخ العربي الإسلامي لهذه الأماكن ونسبتها إلى اليهود، وتجد أن باحثين وكتابا يهودا ذكروا المسجد المعلق في تقاريرهم. فمثلا الباحث آرييه يتسحاقي كتب اسم الجامع "جامع الموعليق"، والباحث م. يحيئيلي أطلق عليه اسم "المعلقة"، لكن أحد أبناء عكا -كان أفراد عائلته يعيشون في منزل بجانب مسجد ظاهر العمر في البلدة القديمة- أكد أنه في أحد الأيام، وبينما كان يمر بجانب المسجد، رأى أحد المرشدين السياحيين المنتدبين من بعض الشركات السياحية يقدم شرحا للسياح عن بعض معالم البلدة القديمة، وقد أشار إلى مئذنة مسجد ظاهر العمر وقال إن هذا المسجد قد أقيم على أنقاض كنيس يهودي كان في المكان، وأن الرب قد غضب على هذا البناء فتهدمت مئذنته عدة مرات....
المصدر: موقع فلسطينيو 48