دعا وزير الأسرى عيسى قراقع الأسرى في سجون الاحتلال إلى خوض تجربة الأسير عمار الزبن، المحكوم مدة 27 مؤبدا و25 عاما، والذي رزق اليوم بطفله مهند عبر تهريب نطفة من داخل السجن، وعدم اعتباره موضوع استثنائي أو شاذ.
وأكد قراقع، خلال مؤتمر صحفي عقده في المشفى العربي التخصصي في نابلس، اليوم الإثنين، للوقوف على تفاصيل ولادة الطفل 'مهند' ابن الأسير عمار الزبن، إن هذا الحدث المتميز يمثل أكبر تحدي للاحتلال والحرمان الذي يعيشه الأسرى داخل سجون الاحتلال، كما أنه يمثل إنجاز وطني يضاف لسلسلة إنجازات الأسرى الذين خاضوا إضراب الجوع والتحدي وهذا ما لم يتوقعه الاحتلال.
وبيّن قراقع أن هذا إنجاز من نوع آخر لأسير حكم عليه بالسجن المؤبد، وحرمه من رؤية زوجته وأطفاله، وهو اليوم يوجه ضربة كبيرة للمفهوم الإسرائيلي للسجن الذي يهدف إلى التدمير النفسي والاجتماعي، وعدم التواصل، وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها أسير أن يسجل إصرارا على الحياة.
وقال: 'مهند هو صرخة الحرية، هذه التجربة تمثل معجزة الأسير وقوته المعنوية للعودة للحياة العادية، في ظل استمرار منع إسرائيل الأسرى من التواصل مع زوجاتهم وعائلاتهم، وهناك الكثير من العائلات حرمت من زيارة أبناءها'.
ولفت قراقع إلى أن هناك أسرى طالبوا بالاختلاء بزوجاتهم كحق طبيعي وإنساني أقرته الشرائع، ورفع عدد منعم دعاوى لمحكمة العدل العليا، إلا أن ردها كان بان هذا الأمر يشكل خطر على أمن إسرائيل.
بدوره، قال وزير الصحة هاني عابدين: إن مجتمعنا مجتمع محافظ، وما حدث اليوم من انجاز طبي وانتصار للأسير الزبن، يجب أن يكون موافق عليه من الناحية الاجتماعية أيضا، حيث يمكن أن يكون هناك بعض التذمر من هذه الناحية، على الرغم من عدم وجود مانع ديني وشرعي لهذا الموضوع.
وأعرب عابدين عن فخره بما حققه الأسير، قائلا: يجب أن يكون له طفل يعطيه دافع للحياة وبارقة أمل جديدة بأن الحرية قريبة، هذا يعد انجاز طبي، بأن تكون هذه التقنية موجودة في الأرض الفلسطينية، أملا بأن يتقبل المجتمع مثل هذا الأمر الذي لا غبار عليه من الناحية الشرعية.
وأضاف: ' لا نعرف ما ردة الفعل الإسرائيلية، وكيف ستتصرف حيال هذا الموضوع بعد سماعة لهذه القصة، ولكن يبقى هناك أمل كبير بأن يتم الضغط عليها لإعطاء الأسرى هذا الحق ولا يمنعوهم من ممارسة حقهم الطبيعي، مع التأكيد على ضرورة تبييض كافة السجون من الأسرى والمعتقلين'.
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة المستشفى العربي التخصصي سالم أبو خيزران والمشرف على ولادة الطفل مهند الزبن: إن قضية مهند ليست جديدة إنما يتم تداولها في الشارع الفلسطيني منذ التسعينات، وعندما لجأت زوجة الأسير عمار إلينا عام 2006 تفاجئنا لطلبها، وقالت إن زوجها يصر على إجراء عملية أطفال أنابيب.
وبين أبو خيزران أنه كان هناك تخوف من أن تحدث إشكالية اجتماعية وعدم تقبل المجتمع لمثل هذا الموضوع، ترددنا في البداية ونصحناها بضرورة استشارة أقرباء زوجها، وكانت نقطة البداية عبر إحضار العينة، وأخذ عينات ثلاثة من أقرباء الزوج والزوجة من الدرجة الأولى، وتم إجراء العملية مرتين قبل ذلك، إلا أنها وفي كل مرة تكلل بالفشل، وبقينا نحاول ذلك حتى نجحت في المرة الثالثة.
وأضاف:'نتمنى أن تكون هذه بداية فتح الطريق لتحقيق أحلام أسرانا، وهذا لا يعني أن لا نطالب بتبييض السجون من الأسرى كافة، لكن نحاول قدر المستطاع رسم البسمة على شفاهم وشفاه زوجاتهم، كون السيدة الفلسطينية تتحمل الكثير من المصاعب في الحياة خاصة حينما تحرم من الزوج'.
وقرأت ابنه الأسير بشائر الزبن رسالة بعث بها والدها قبل ولادة طفله مهند يؤكد فيها أن هذا انتصار لإنسانية الأسرى التي عمل الاحتلال على نفيها وتحطيمها، وكانت هذه صرخة للحياة رغم عشرات السنين التي تأكل أجساد الأسرى وأعمارهم.
وعبرت زوجة الأسير عمار الزبن ووالده الطفل مهند عن سعادتها بولادة طفلها، قائلة: إن مهند ولد بصحة جيدة، ورسم فرحة عامرة، وطيلة فترة حملها كانت تشعر بالخوف من عدم نجاح هذه العملية، فيما لم تجد حرجا من القيام بهذه الخطوة خاصة أنها لاقت تشجيعا من عائلتها ومحيطها