رحلات للطلبة الإسرائيليين لتعزيز الولاء اليهودي للهيكل المزعوم
كشفت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر، أمس، أن 550 ألف طالب إسرائيلي، زاروا مدينة القدس المحتلة، وتجولوا في باحات الحرم المقدسي الشريف، خلال العام الماضي 2011م.
ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر، قوله: "إن وزارة التعليم سجلت رقماً قياسياً في عدد التلاميذ الذين زاروا في السنة الأخيرة القدس، في إطار الرحلات المدرسية والتي قدرت بـ550 ألف طالب".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ساعر" هو الذي بادر إلى هذه الخطة التي أسماها "نحج إلى القدس"، والتي وعد في إطارها أن يزور كل طالب في جهاز التعليم القدس ثلاث مرات على الأقل حتى سن الثامنة عشرة.
ويرى باحثان فلسطينيان، أن هذه الزيارات والرحلات الإسرائيلية المختلفة لكافة شرائح المجتمع الإسرائيلي، هي عبارة عن زيارات ممنهجة ومدروسة، لكن الجديد فيها أنها معلنة من قبل المؤسسات الإسرائيلية العليا، التي تحاول من خلالها تعزيز الولاء الإسرائيلي نحو المكان الذي سيقام عليه الهيكل المزعوم، وفق رؤيتهم.
ويصنف الباحث والخبير في شئون القدس حسن خضر، تصريحات "ساعر" ضمن إطار تبني المؤسسات الإسرائيلية العليا سواء (السياسية أو العسكرية أو التعليمية أو المؤسسات المعنية بالمستوطنين واليهود المتدينين)، لبرنامج أقره الاحتلال الإسرائيلي قبل عامين، يقضي بتعزيز الولاء عبر الرحلات والزيارات اليهودية لمدينة القدس والحرم المقدسي.
وعزا خضر خلال حديثه لـ"فلسطين"، تعزيز الزيارات والرحلات الإسرائيلية المختلفة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، لنتائج دراسة إسرائيلية أنذرت بضعف الولاء اليهودي "للمكان الذي سيقام به هيكلهم المزعوم".
وقال: "أصبح اليهود يتوافدون من كافة الأطياف والشرائح المختلفة، متدينون وغير متدينين، عسكريون، وسياسيون، ونواب إسرائيليون، للقدس وللمسجد الأقصى، ويتنافسون في عدد الزيارات، وأخذ الصور واللقطات التذكارية والتاريخية من ساحات المسجد الأقصى".
وأكد أن هذه الرحلات والزيارات من قبل الشرائح الإسرائيلية المختلفة، والتي طالت كافة الفئات والأجناس، تأتي بهدف حشد العواطف الدينية والإيمانية، إضافة إلى تعزيز الولاء نحو الصورة الجديدة" التي رسمها الاستيطان القاضم للتاريخ والآثار الفلسطينية العربية.
وأوضح الباحث أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً ملحوظاً ورسمياً في الزيارات الإسرائيلية، نظراً لما يعتقدونه أن الفترة الحالية هي فترة ولادة الهيكل الثالثة.
وطالب الباحث الدول العربية والإسلامية، بخطوات ومواقف رسمية جادة، تكبح جماح اليهود ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتلزمها بوقف ممارساتها واقتحاماتها المتكررة للمقدسات الإسلامية في فلسطين.
غطاء قانوني
و أكد الباحث خضر، على كرام زميله الباحث جمال عمرو، الذي اعتبر غياب الموقف العربي والإسلامي، إضافة إلى الخلافات الفلسطينية الداخلية هي التي شجعت الاحتلال الإسرائيلي في الوصول لمرحل تهويدية.
ورأي عمرو خلال حديثه لـ"فلسطين"، أن القادر اليوم على كبح المخططات الإسرائيلية في المدينة المقدسة هما دولتا مصر وتركيا، لما تتمتعان به من عروبة تاريخية وحضارية إسلامية مجيدة، إضافة إلى فضاء الحرية الإقليمية التي يلعبان بها بقراراتهما وسياساتهما الضاغطة.
وأشار عمر إلى مدى الخطورة التي تتعرض لها المدينة المقدسة، واصفاً تلك الخطورة بـ"السبع الموبقات، التي ستهلك الأرض إذا استمرت حالة الفتور بين الأوساط الثلاث- الفلسطينية والعربية والإسلامية".
وأوضح أن الزيارات الإسرائيلية، أصبحت اليوم عبارة عن زيارات رسمية من قبل المؤسسة الإسرائيلية السياسية، والقضائية، التي تمنح زيارة رعاياها الغطاء والمسوغات القانونية.
واستعرض عدة تصريحات وأقوال، لقادة إسرائيليين من مختلف المستويات والشرائح الإسرائيلية، والتي تشير جميعها إلى تبني المؤسسة الإسرائيلية العليا، لجميع المخططات الاستيطانية، والزيارات اليهودية لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال: "نجد أن المستوى السياسي أصبحت تصريحاته الإعلامية، تتوازي مع القيادة العسكرية التي تتوافد يومياً للمسجد الأقصى، وتسعى لإقامة المراسم العسكرية فيه، وأما الشئون الدينية اليهودية فقد تلاعبت كثيراً في الفتاوى التي تحرم زيارة اليهود والنساء غير المتدينين للأقصى، من أجل السماح لأكبر عدد من اليهود لزيارة المسجد الأقصى".
وتمني عمرو من القادة والدول العربية والإسلامية، أن يدعموا التواجد الفلسطيني والعربي في المدينة المقدسة، بدلاً من "الخروج بتوصيات وقرارات، تبقي حبراً على ورق" وفق كلامه، أمام المخططات التهويدية والاستيطانية الهائلة.
المصدر: فلسطين أون لاين