"هوية" من تشيلي:
معظم العائلات الفلسطينية في تشيلي متمسكة بجذورها وتحافظ على هويتها
قام فرق من المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) بجولة واسعة في تشيلي للاطلاع على أوضاع العائلات الفلسطينية هناك والعمل على توثيق تاريخها لتأكيد حقها في العودة إلى أرضها فلسطين، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 2/1/2017 و 11/1/2017.
وتركز نشاط (هوية) خلال الجولة في العاصمة سانتياغو التي تضم العدد الأكبر من الجالية الفلسطينية، إضافة إلى مدينة كونسبسيون التي تضم ثاني أكبر تجمع للفلسطينيين في تشيلي.
ويبلغ عدد التشيلانيين من أصول فلسطينية قرابة نصف مليون نسمة، جذور غالبيتهم تعود إلى بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور، حيث انتقل أجدادهم إلى تشيلي نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين على متن بواخر انتهى بها المطاف في تشيلي.
الملفت في الجولة كان أن كثرة العائلات التي مضى على تواجدها في تشيلي أكثر من قرن، ولا تجيد اللغة العربية، لا تزال تتمسك بانتمائها لعائلاتها وبلداتها الأصلية في فلسطين، وكثير منهم لا يزال يروي حكاية انتقال الأجداد من فلسطين إلى تشيلي بالتفاصيل ويعمل جاهداً على نقل الرواية والتاريخ إلى جيل الشباب.
السيد أنطونيو حنانيا وأصله من بيت لحم، واحد من الأشخاص الذين التقاهم فريق "هوية" في مدينة كونسبسيون، وساهم في بناء شجرة العائلة ابتداء من جده أنطونيو وجدته ايلين بطشون من القدس.. انتقل مع والده ووالدته إلى تشيلي عام 1948 وهو ابن الثمانية شهور لأن أعمام والده كانوا قد سكنوا تلك البلاد منذ مطلع القرن العشرين.
المزيد من المعلومات عن عائلة حنانيا جمعها الفريق من ابن عم انطونيو، الفارو حنانيا صاحب واحدة من أكبر شركات برامج الكمبيوتر في تشيلي، الذي تحدث بإسهاب عن انتقال والد جده إلى تشيلي عام 1900 تقريباً، ثم عن عودة جده إلى فلسطين بعد وفاة والدته، ثم انتقال جده إلى تشيلي مرة أخرى بعد النكبة عام 1948.. وهو يحتفظ بشجرة كاملة لعائلة حنانيا في منزله، ويخطط لإرسال أبنائه إلى بيت لحم في الإجازة ليتعلموا شيئاً من اللغة العربية وبعضاً من تقاليد وتراث أهل البلد.. في نفس الجلسة تعهد السيد غوستافو ديبان، ابن خالة الفارو، بتقديم كتاب فيه نبذة عن تاريخ وأصول معظم العائلات الفلسطينية في تشيلي، وقد فعل قبل مغادرة الفريق لتشيلي.
وفي جانب آخر، قدم السيد إميليو جدي لفريق هوية، مجلداً من أكثر من 400 صفحة فيه تفصيل عن عائلة الجدي في كل دول أمريكا الجنوبية، وقد استغرق جمع الكتاب أكثر من ثمان سنوات، ويتضمن صوراً قديمة وحديثة عن العائلة إضافة إلى العديد من الوثائق والسجلات العائلية.
كما التقى الفريق بعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور يوسف وديع الياس، من مواليد 1937، وكان جده حنا أول من قدم من العائلة إلى تشيلي عام 1900 من بيت جالا، وأصل العائلة السايس ولكن جده اكتفى بالتسجيل حنا الياس بدلاً من حنا الياس السايس.. ويذكر الدكتور يوسف أن لعائلته 5 أجيال في تشيلي حتى الآن فيما لم يتبق من العائلة أحدٌ في بيت جالا.
أما عائلة الحدوة، وهي من أكبر العائلات الفلسطينية في تشيلي ويقدر عدد أبنائها هناك بالآلاف، وتعود أصولها إلى بيت جالا أيضاً فهي مثالٌ حي على التشتت الذي أصاب العائلات الفلسطينية حتى في المهجر.. إذ التقى فريق "هوية" بعمدة مقاطعة كالوتا في العاصمة سانتياغو السيد دانيال الحدوة، وكذلك السيد انطونيو الحدوة الزائر من بوليفيا والسيد نضال حنا الحدوة الزائر من غواتيمالا، وكلهم متمسك بأصل العائلة رغم تباين كتابة الاسم بسبب تعدد اللغات والجميع يعتز بالانتماء إلى بيت جالا رغم أن معظمهم لم يزر تلك البلاد طوال عقود.
هذا هو حال العائلات الفلسطينية في تشيلي، تعمل على حفظ تاريخها وتعتز بانتمائها وهويتها وتفتخر بأصولها الفلسطينية وتعتبر أن حقها بالعودة إلى فلسطين متى شاءت أمر طبيعي، ولا مكان للاحتلال على أراضيها التي استولى عليها بالقوة.