الصحفية : ناهد أبو هربيد غزة - بيت حانون - غزة
الصحفية في قناة الكوفية ناهد أبو هربيد من غزة
الصحفية ناهد أبو هربيد، 36 عاماً، تقول إنها كانت تعيش حياة عادية قبل الحرب.
"كانت حياتنا جميلة ونعيش كباقي الفلسطينيين رغم قسوة الظروف والواقع الأليم في قطاع غزة إلا أننا اعتدنا على هذا الواقع. ولكن حياتنا انقلبت رأساً على عقب منذ السابع من أكتوبر، هجرنا من منازلنا التي تعبنا في بنائها".
ناهد من شمال قطاع غزة تحديداً من مدينة بيت حانون، التي "دمرت بالكامل وسويت بالأرض".
هي يتيمة الوالدين وأخوتها محاصرون في شمال قطاع غزة، حيث يعانون من القصف والجوع.
كانت ناهد تقيم في منطقة تل الهوا غربي مدينة غزة، "كان لي بيت جميل تعبت جداً لأحصل على هذا البيت، إلا أن آلة القصف دمرته بالكامل وسوته بالأرض. لا شيء أصبح يصلح للحياة هنا. الموت حوالينا بكل مكان".
نزحت ناهد من غزة ومن ثم إلى مدرسة إيواء في المغازي. اجتاح الجيش المغازي، ونزحت مرة أخرى إلى دير البلح وسط قطاع غزة.
تستذكر ناهد نزوحها رغماً عنها من المكان الذي كانت تعيش فيه وتقول "بدلاً من بيت دافىء، أصبحنا في خيمة شديدة البرودة لا تقينا حتى من برد الشتاء والرياح الشديدة التي تخلع الخيمة من جذورها ونبقى في مهب الريح".
التعليق على الصورة،تعمل ناهد صحفية في قناة الكوفية الفلسطينية وكانت تعمل سابقاً مراسلة لقناة 218 الليبية وقناة الرسالة السعودية
تحمل ناهد وطأة اللحظات الصعبة بـ"قلب مليء بالحب والإصرار".
"عين على حياتي والعين الأخرى تراقب آهات شعبي الموجوع، مع محاولة نسج آمال في قلب هذا السياق الصعب، فتحديات اليوم تزيد من قوتنا وتضيف لقصة صمودنا، لنصبح رمزاً للقوة والصمود في وجه الظروف الصعبة ومع تلك الظروف والتي تجلب معها ألماً عميقاً، حيث يتداخل الخوف على أحبائنا بقوة مع حنين الأم لسلام يومها".
تضيف: "باتت أحلامنا تتأرجح بين رغبة قلوبنا في الأمان وواقع مليء بالرجع والفقدان، فتكون كل دمعة لديها نصراً على اليأس، وكل ابتسامة تروي قصة صمود لا تنكسر".
وبعد خمسة أشهر منذ بدء الحرب، تصف ناهد وضعها النفسي بالقول: "لا مشاعر لنا من هول المشاهد والوجع والألم والدمار وأصوات القصف. كنا في بداية الحرب نبكي ونتألم. والآن بعد مرور خمسة أشهر أصبحت قلوبنا قاسية، نشتهي أن تنزل دمعة واحدة لنستطيع أن نفرغ ما بداخلنا. قلوبنا تحجرت من هول ما نراه".
تعيش ناهد الآن في خيمة برفقة صديقات ولا ترتقي للحياة الكريمة، كما تقول، مضيفة: "تمرّ علينا أيام لا نأكل ولا نشرب شيئاً سوى الماء غير الصالح للشرب، ولكن مجبرين. نأكل حبات تمر نستطيع أن نكمل يومنا بها. أصعب شيء مررت به أنني وحيدة، ولا أب ولا أم ولا أحد معي في هذه الحرب. الخوف كان سيد الموقف ولكن استمريت وأصريت على تكملة رسالتي الإعلامية".