قرية هربيا المحتلة
قرية هربيا الفلسطينية هي قرية عربية كانت تتبع قضاء غزة قبل عام 1948، وتقع إلى شمال غزة على بعد 15 كيلومتر منها، تحيط بأراضيها أراضي قرية الخصاصوالجورة وبربرة من الشمال، وأراضي بيت جرجا ودير سنيد منالشرق، وأراضي بيت لاهيا منالجنوب، وترتفع هربيا حوالي 25 مترا عن سطح البحر.
المساحة والسكان
تبلغ مساحة أراضي هربيا 22312 دونما، أما مساحة القرية فتبلغ 42 دونما، وبلغ عدد سكان القرية عام 1922 حوالي 1307 نسمة، وفي عام 1931 بلغوا 1510 منهم 803 ذكور و 707 إناث، وفي 1/4/1945 قدروا بـ (2240) نسمة.
الحياة الاجتماعية
ضمت القرية مجموعة حارات كان أكبرها حارتين هما: الحارة الشرقية والحارة الغربية، كان أهالي الحارات متحابين متعاونين يشتركون مع بعضهم البعض في الملمات وفي الأفراح، وقد عرفت القرية أسماء العائلات التالية:أكبرها عائلة الشرافي , سالم، الغول، مقبل، أبو ظاهر ،جابر، عليان، كريزم، الداعور، العرابيد، أبو كلوب، حسونة، النحال، أبو عميرة، الطناني، رضوان، أبو غبن، أبو شقفة، الشيخ عمر، الترامسي، الهسي، دواس، جبر، أبو الجبين، وشح، عبد ربه (الأعرج)، التري(عبد الرحمن-حوسو)، الفيري، أبو جلهوم، كريم، أبو عوكل، الخطيب، شاهين، أبو سمرة، الكومي
الحياة الاقتصادية
كانت المهنة الرئيسية لأهالي القرية الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار، وقد اشتهرت هربيا بكثرة البيارات وزراعة أشجار الحمضيات بالإضافة إلى توفر آبار المياه التي يتراوح عمقها بين 10 – 50 مترا ويقول أهالي هربيا أنه كان في قريتهم ما يقارب 150 بيارة كان يملك منها بعض العائلات الغزية مثل عائلة أبو رمضان، العلمي، الصايغ، سكيك، ويضيف أهالي القرية أنهم كانوا يزرعون في أراضيهم الحبوب ومعظم أنواع الخضروات والفواكه وبخاصة العنب والقصب، كان الإنتاج من الحمضيات وبخاصة البرتقال يشحن بسيارات الشحن ثم يصدر عن طريق التجار إلى الخارج، وقد عرف أهالي هربيا أسماء العديد من مواقع أراضي القرية ومنها الزلطة، الواجهة، المرج، الشراف، الطباخ، البيار، سعد، ووجد في القرية في أواخر الأربعينيات 6 سيارات شحن امتلكتها عائلات سالم، الغول، الداعور، وبالإضافة إلى أعمال الزراعة فقد عمل بعض الأهالي في صيد الأسماك
القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تقع في السهل الساحلي الجنوبي في رقعة مستوية من الأرض تغطيها كثبان الرمل. وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي الذي يمر على بعد كيلومترين إلى الشرق منها, الأمر الذي أتاح لها الاتصال بغزة والمجدل. ويعود الموقع في تاريخه إلى الفترة الكنعانية, كما أنه كان معروفا لدى الصليبين الذين سموه فوربي. وقد سماها الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1220) فربيا, وأشار إلى أنها من قرى عسقلان (معجم , مذكور في الخالدي). كانت عسقلان مدينة ذات شأن في التاريخ وازدهرت في عصور الإسلام الأولى إلى أن دمرها السلطان الظاهر بيبرس المملوكي في سنة 1270 كي يمنع الصليبيين من استخدامها نقطة انطلاق لتهديد فلسطين ومصر. وكانت هربيا شهدت معركة حاسمة دارت في سنة 1244 بين قوات المسلمين وقوة مشتركة من الصليبيين وبعض من شارك معهم من المسلمين في سورية. ويرى المؤرخون أن هذه المعركة تأتي في الأهمية الاستراتيجية بعد معركة حطين التي وقعت في سنة 1187 في سنة 1569, كانت هربيا قرية في ناحية غزة(لواء غزة), فيها 963 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والعنب الفاكهة والقطن.
في أواخر القرن التاسع عشر كان للقرية شكل مستطيل على الرغم من أن بعض منازلها المبنية بالطوب كان منتشرا في البساتين المجاورة. وكان يحيط بالقرية حوض للمياه. وبئر وعدة بساتين وإلى الجنوب منها, كان ثمة بقايا قلعة صليبية. وكان سكانها آنئذ من المسلمين. وقد امتد البناء فيها في موازاة الطرق التي تربطها بالطريق العام الساحلي. وكان لهربيا مسجد ومدرسة ابتدائية يقعان وسطها. وقد فتحت المدرسة أبوابها في سنة 1922, كان فيها 124 تلميذا في أواسط الأربعينات.
وبحكم موقع هربيا وسط كثبان الرمل فقد كانت تشبه الواحة. وكان معدل هطول الأمطار كافيا للزارعة كما كانت المياه الجوفية قريبة من سطح الأرض إجمالا. وكان سكان القرية يزرعون الحمضيات والعنب والموز وقصب السكر. في 19441945, كان ما مجموعه 2765 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و4366 دونما للحبوب و5706 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وتدل الآثار الكثيرة في القرية على أنها كانت آهلة في الأزمنة القديمة. وتشتمل هذه الآثار على بقايا برج وأبنية وأحواض تقع إلى الجنوب الغربي منها. وقد تبين أن خربة الشرف هي بلدة ديوكليتيانوبولس الرومانية( التي كانت تعرف أيضا باسم سرافيا و من هنا استمدت اسمها العربي) وإلى الشرق قليلا, كان ثمة موقع بيزنطي هو خربة الياسمينة (108114).
الرحيل والنزوح
مع نشوب حرب 1948 تجمع معظم أهالي القرى الجنوبية في هربيا، ومع انسحاب القوات المصرية وسيطرة القوات الإسرائيلية على الكثير من القرى والمدن والمواقع، أجبر أهالي هربيا وجميع من كانوا فيها من المهاجرين على الرحيل، فاتجهوا إلى غزة، وتم تدمير معظم القرية بعدها، و(هربيا) اليوم خراب فقد دمّرها اليهود بعد اغتصابهم لها. وأقاموا عليها مستعمرتهم (كرمي)
إستخدام الأراضي عام 1945
تم استخدام أراضى أهالي بلدة هربيا المزروعة بالبساتين المروية الذي بلغ عدد مستخدميها 5.706 فلسطيني و 400 يهودي ، والاراضى المزروعة بالحمضيات بلغ عدد مستخدميها 2.765 فلسطينى ، أما الاراضى المزروعة بالحبوب بلغ عدد مستخدميها 6.403 فلسطيني و 776 يهودي ، والاراضى المبنية بلغ عدد مستخدميها 42 فلسطيني و 50 يهودي ، والاراضى التي صالحة للزراعة بلغ عدد مستخدميها 14.874 فلسطينى و1.176 يهودي . والاراضى الفقيرة بلغ عدد مستخدميها 6.170 فلسطيني .
معركة هربيا
معركة هربيا (642 هـ : 17 تشرين الأول 1244 م) تولى (الملك الصالح نجم الدين أيوب) أمر الدولة الأيوبية في عـام 1239 م. وكان عمه (الصـــالح إسماعيل) من أكبر أعدائه فاستولى علىدمشق واتحد مع الصليبيين ونزل لهم عن طبرية وعسقلانوالشقيف والقدس ليعضدوه ويكونوا معه على ابن أخيه. فاسـتعان نجم الدين بقبائل (الخُوارِ زِميـَة) المسلمة لكسر أعدائه فاتفقوا معه على شرط أن يقطعهم الإقطاعات ويسكنهم البلدان. تجند الخوارزميون واخترقوا سورية إلى أن وصلوا إلىغزة فنزلوها وسيروا إلى الملك الصالح نجم الدين في صفر من عام 642 هـ يخبرونه بقدومهم فأمرهم بالإقامة في غزة ووعدهم ببلاد الشام بعدما خلع على رُسلهم، وسير إليهم الخلع والأموال. ثم أعد الملك الصالح نجم الدين حملة عسكرية بقيادة الأمير ركن الدي بيبرس البندقداري الصالحي، أحـد مماليكه، فسار إلى غزة والتقى بالخوارزمية الذين كان قد انضم إليهم جماعة من (القَـيمَريِة). ومن جهة أُخرى جهز الصالح إسماعيل جنده من سوريا وولى عليهم الملك المنصور صاحبحمص وسار بهم ورافقه الإفرنج من عكا وغيرها بالفارس والراجل ليحارب المسلمين من مصريين وخوارزميين، وساروا جميعهم إلى غزة ثم أتتهم نجدة (الناصر داود) من الكرك. التقى الجمعان في هربيا 642 هـ:1244 م وقد رفع الإفرنج الصلبان على عسكر دمشق فوق رأس المنصور صاحب حمص. وكان في الميمنة الإفرنج في الميسرة عسكر الكـرك وفي القلب المنصور إبراهيم. وكانت القيادة العـامة الكونت دي بار وسمعان دي منتفورت. وقدر عدد القتلى باكثر من 000، 30 ألف.
ولاشك انّ هذه أعظم كارثة حلت بالصليبيين منذ وقعة حطينعــام 1187 حتى أطلق المؤرخون على هذه الموقعة اسم (حطين الثانية).
وعلى أثر هذه الموقعة استولى الملك الصالح نجم الدين أيوب على القدس والساحل وغيرهما.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أقيمت مستعمرتا زيكيم (104113) وكرميا (106112) في سنتي 1949و1950, على أراضي القرية. أما مستعمرة ياد مردخاي (108110), التي كانت أسست في سنة 1943, فقد توسعت لتحتل أراضي القرية.