عرب المواسي من العشائر الفلسطينية المعروفة بين القبائل في فلسطين. سكنت هذه العشيرة في منطقة واسعة في الجليل الأسفل عند منطقة الوعرة السوداء إلى الغرب من وادي الحمام قرب مدينة طبرية، وكانت تمتد مضارب عرب المواسي حتى قرية ياقوق وأطراف الطبراني وباب النبعة وممليا والعزونية والشمالية وخربة سعد حتى بير مزقه حطين والطيارات والروس حتى قرية أم العمد وأراضي نحرين، وأما من الغرب فكانت تصل حتى حدود عرابة ودير حنا ووادي سلامة.
بلغ تعداد عرب المواسي عام 1945 (1870نسمة).
شارك عرب المواسي بفاعلية في الأحداث الفلسطينية المتعاقبة وخاصة الثورة الكبرى عام 1936، التي كان من قادة فصائلها المجاهدين شهاب الحمد وسلامة عبد القادر.
المجزرة
بعد سقوط الناصرة وقرى الشجرة ولوبية انسحب جيش الإنقاذ من هذه المواقع واتخذ له مراكز جديدة كان منها في عيلبون وعرابة والمغار. وكانت تحدث بعض المناوشات بين جيش الإنقاذ والعصابات الصهيونية. وفي إحدى الاشتباكات بالقرب من (عين القثب) قتل جنديان صهيونيان.
وعندما سقطت عيلبون بتاريخ 30/10/1948 بدأ اللواء السابع والتاسع (عوديد) ووحدة مصفحة، وسرية من المشاة التابعة للواء جولاني، بجمع سكان عيلبون بتهمة قتل الجنديين من العصابات الصهيونية. وكانت بين القوة التي احتلت عيلبون مجندة من عين القثب شقيقة أحد القتلى، فطلبت من قائد الوحدة حاييم بطاطا أن تنتقم لمقتل الجنديين بقتل أكبر عدد من العرب، فوافق القائد على ذلك، وقامت بقتل 14 شاباً من عيلبون كان من بينهم محمد خالد أسعد من قرية حطين.
بعد ذلك أُلقي القبض على شباب من عرب المواسي بتهمة تعاونهم مع جيش الإنقاذ ومساعدتهم بقتل الجنديين الصهيونيين. كان عدد الشباب 16 شاباً جُمعوا في منطقة (ممليا) وأحضروا إلى أراضي عيلبون ثم أطلقت النار عليهم جميعهم فقتلوا على الفور.
ثم نقلت جثثهم إلى خربة بيت ناطف ووضعوا هناك في قبر جماعي، وكان من بينهم رجل أصيب بعدة طلقات في جسده، وتظاهر بالموت وكان اسمه أبو سودي. وبعد ذهاب الجنود تقدمت إحدى البدويات واسمها (زهيه الفواز) لترى ماذا حدث فوجدت هذا الرجل ما زال حياً فحملته وأسعفته حتى تماثل للشفاء.
والشهداء هم عطية حمّود أرشيد – محمد عطية حمّود – مقبل عطية حمّود أرشيد- صالح عبد الله أرشيد – حسين قاسم وحش- سعيد محمد قاسم – باير حسن طه – نايف أسعد عيسات – أسعد محمد قاسم – صالح يوسف الرملي – حسين إبراهيم حمد – خالد عبدو النادر- محمد حسن النادر – أحمد حسين النادر.
وبعد أن علم من تبقى من المواسي بالخبر ذهبوا إلى تلك الحفرة ونقلو الشهداء إلى مقبرة المواسي في عيلبون.
شهود المجزرة
الشاهد خليل عوض شواهده كان عمره 16 عاماً عند وقوع المجزرة، يقول: اليهود عندما فتشوا البيوت وجدوا عند عطية أرشيد جناد ذخيرة يعود إلى أحد الجنود اليهود الذين قتلوا في اشتباك مع جيش الإنقاذ فقتلوه هو وابنيه معجل ومقبل، وقصة الجناد هي كذبة ألفها اليهود للانتقام من عرب المواسي ومن أهالي عيلبون.
الشاهد الثاني حسين علي دويعركان عمره 14 عاماً وقت وقوع المجزرة: بعد ما سقطت نمرين ولوبية، تجمع الأهالي في عيلبون التي هاجمها اليهود في الليل وكان ذلك في آخر شهر تشرين أول فسقطت القرية وساق اليهود الأهالي إلى الشارع العام واحتجزوا 14 رجلاً من عيلبون و16 رجلاً من عرب المواسي وقتلوهم جميعاً.
الشاهدة فاطمة حمّود أرشيد زوجة حسين علي دويعر تقول: قتلوا أبوي عطية الحمّود وأخوتي مقبل ومعجل وكمان انقتل ابن عمي صالح حمّود أرشيد انطخ بمنطقة الحمرة عند مفرق ديرحنّا، قتلوه قبل أن يقتلوا الخمسة عشر رجلاً، عندها كان يسرح بقطعان البقر. ومع المجموعة قتلوا زوج أختي وكان عريس جديد. وقتلت المجموعة رشاً عند باب الثنايا قرب باب البطوف.
تتابع الشاهدة فتقول: نجا واحد من بين إلّي نطخوا، وروى لنا ما حدث: «قال لهم أحد إخوتي نحن ثلاثة من عائلة واحدة اتركوا واحداً منا اتركوا أبي على الأقل لم يردّوا عليه بل قاموا بقتلهم جميعا». وقد ذهبت أمي فاطمة حمّود أرشيد ونقلت جثث أبي وإخوتي على ظهرها في الليل.
هذه مجزرة وهؤلاء شواهدها، وبعد هذا يريدون منا أن ننسى، يريدون طيّ تلك الصفحات المؤلمة ودمل تلك الجروح الغائرة. هل فكّر دعاة الضمير العالمي بمشاعر أب يقتلون أولاده أمامه ثم يجهز عليه؟ من يستطيع ان يتخيل الدقائق الأخيرة من حياة هذا الإنسان؟
أم هل وقفتم أمام مشهد طفلا بعمر الورود سبع أو ثمان سنوات يبكي خائفا ويترجّى ألا يقتل، فيقتل في حضن أمه أو أبيه دون أدنى رحمة أو أي شفقة؟