رحلت وكلنا والله راحل - مسيرة ورحيل الداعية والشيخ أحمد سامي أبو لبن مقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبحر وإياكم في مسيرة داعية إسلامي وشيخ جليل شهدت له آلاف المسلمين من الجاليات المهاجرة في الدانمرك وبعض العواصم والمدن الأوروبية. شهد له الغريم قبل الصديق الصغير قبل الكبير الغني قبل الفقير على أنه أدى الأمانة وسار على خطى الحبيب وبلغ الدعوة وجاهد في الله حق جهاده. إنه الداعية والشيخ أحمد سامي أبو لبن - أبو عبد الله. بداية آثرت أن نكتب مقدمة بسيطة نُبَيِّن فيها بعض النقاط المهمة والمحطات التي سنأتي على ذكرها في مشوار - مسيرة ورحيل علم من أعلام هذه الأمة الشيخ الجليل أحمد سامي أبو لبن رحمه الله. لقد عايش هذه الحقبة - على امتداد حوالي ربع قرن من العطاء - الآلاف من الجاليات المسلمة في الدانمرك خصوصاً وبعض المدن والعواصم الأوروبية عموماً.
كانت مسيرة الشيخ أحمد- رحمه الله حافلة بالأحداث والإنجازات الملفتة والتي عمت جميع الجاليات المسلمة في الدانمرك وخارجها. دأب الشيخ أحمد أبو لبن منذ قدومه الى هذه البلاد على انشاء كيان ومرجعية اسلامية تعنى بأمور الأقليات المسلمة المقيمة في الدانمرك من خلال توحيد كلمتهم وجمعهم تحت أكبر راية عرفتها القارة الأوروبية ألا وهي راية الإسلام والتوحيد والتآخي.
كان أحمد أبو لبن- رحمه الله يمتلك كاريزما فريدة من نوعها ولديه حضور مؤثر في الجالية المسلمة قبل ذلك كنا ندفن موتانا بجوار موتى الدانمركيين. ما كان هذا ليتم إلا بفضل الله تعالى وكرمه ومن ثم بفضل أحمد أبو لبن. ثم توالت الانجازات العديدة منها كذلك انشاء منظمة الشباب المسلم MUNIDA وهناك كذلك مشاريع عمل على تحقيقها ولكن الموت غيبه، منها الوقف الاسلامي في مالمو – السويد.
في ظل ثوابت ومعطيات التاريخ والواقع الدنماركي ظهر بعض الأعلام ممن نشطوا في حقل الدعوة الإسلامية ووظفوا الإعلام إدارة وفكراً وتربية وأخلاقاً وسياسةً ومناورة حسب ما يقتضيه فن الممكن من الكياسة والفطانة ، ولعل أبرز هؤلاء الإمام الشيخ / أحمد سامي أبولبن رحمه الله .
فالإمام أحمد أبولبن يعد من الرواد الذين كان لهم السبق في نشر الإسلام في المجتمع الدنماركي ؛ وذلك لما يتمتع به من مقدرات ذهنية ؛ فهو مهندس وعالم ومفكر يجيد العديد من اللغات فضلاً عن مقدرته الحوارية في التعامل مع القضايا والمشكلات والأزمات برؤية إعلامية وحضارية. ولأهمية ذلك تأتي هذه الورقة بعنوان: "المنهج الإعلامي للإمام أحمد أبولبن (رحمه الله) وأبعاده الحضارية في الدنمارك" لاعتبارات عديدة أهمها
1. التعريف بالمنهج الإعلامي الذي اتبعه الإمام أحمد أبولبن مستمداً أصوله من القرآن الكريم والسنة النبوية
2. بيان المهارات المتعددة التي اتصف بها الإمام أحمد أبولبن وأثرها الحضاري في الدنمارك.
3. التأكيد على أهمية التفكير الإعلامي واستراتيجية أخذ القرار في ممارسة العمل الإسلامي في الغرب على المدى البعيد.