| المحتوى |

يجلس محمد عويضة (30 عاماً) صاحب حديقة حيوان التي أصبحت كالصحراء لا يتردد إليها أحد، بفعل تحنيط غالبية الحيوانات التي كانت بها وماتت بسبب الحروب الإسرائيلية الثلاثة على قطاع غزة خلال 8 أعوام، على كرسي وسط حديقته ينظر بنظرة كلها ألم ومعاناة على ما حل به، بعد أن كانت حديقته المكان الوحيد بمحافظة خان يونس يلجأ إليه المواطنين لترفي والترويح عن أنفسهم.
وأصبحت حديقته التي تقع شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، لا تحوى سوى أصناف بسيطة من الحيوانات، بسبب موت وهلاك الحيوانات، وجزء من الحيوانات التي تم تحنيطها.
وفتحت الحديقة أبوابها في مطلع عام 2007 ولم يكن يعلم محمد أن غطرسة وهمجية الاحتلال الإسرائيلي ستنال من مصدر رزقه الوحيد والذي ذاق الأمرين وعانى من أجل الوصول إلى تحقيق حلمه في امتلاك حديقة حيوان مميزة على مستوى القطاع.
ويقول عويضة وعيناه تملئها الحزن :"بسبب الأوضاع الصعبة وعدم القدرة علي التحرك خلال العدوان الإسرائيلي الأخير علي قطاع غزة، لم نتمكن من الوصول إلي الحديقة كونها تقع في منطقة ريفية، لكي نطعم الحيوانات ونعتني بهم، لأنهم يحتاجون إلى رعاية بشكل مستمر، لذلك خسرت أفضل الحيوانات التي كانت موجودة في الحديقة وماتت بسبب الجوع."
وأوضح أن المواد السامة التي تنبعث من الصواريخ والتي استعملتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها عام 2008علي القطاع تسببت في موت بعض الحيوانات داخل الحديقة، وازدادت نسبة الموت في عدوان عام 2012، وفي عدوان 2014 تسبب بموت معظم الحيوانات التي حصلنا عليها بصعوبة وتعتبر الضربة القاضية للحديقة.
وأضاف عويضة "أصبحت الحديقة فارغة لا تحتوي على كمية كبيرة من الحيوانات، ولا يوجد بها سوى بعض أنواع الحيوانات، وهذا ما نلاحظه من عدم اقبال المواطنين على زيارة الحديقة."
فعند دخولك إلى الحديقة تشعر وكأنك تدخل إلى صحراء جرداء، بدلا من أنها تكتظ بالمواطنين وخاصة الأطفال الذين يتمتعون بمشاهدة الحيوانات والطيور ولكن قلة أنواع الحيوانات وهلاكها حال دون ذلك.
وبين صاحب الحديقة أنه بسبب عدم إقبال المواطنين على الحديقة لم يعد قادر على جلب تكاليف الطعام، الذي تحتاجه بقية الحيوانات والطيور المتبقية داخل الحديقة بشكل يومي، حتى أصبح يتداين لكي يطعمها.
وبفعل ذلك قام عويضة بعرض بعض الحيوانات الموجودة داخل الحديقة للبيع .
المصدر: دنيا الوطن
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|