القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تقع في السهل الساحلي الأوسط, على بعد كيلومتر واحد الى الشمال من وادي النسوفية. وكان ثمة طريق فرعية تربطها بالطريق العام المؤدي الى الرملة وغيرها من المدن. وقد عدت عاقر في موقع بلدة أكارون الرومانية. وفي القرن العاشر للميلاد وصفها المقدسي (توفي سنة 990م تقريبا), الجغرافي العربي, بأنها قرية كبيرة فيها مسجد كبير. وذكر أن سكانها يخبزون نوعا خاصا من الخبز, وأنهم كرام محبون للضيف. في سنة 1596, كانت عاقر قرية في ناحية الرملة( لواء غزة), وعدد سكانها 161 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة, بالإضافة عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية عاقر قائمة على أرض مستوية, ومبنية بالطوب. وكان عالم الكتاب المقدس الأميركي إدوارد روبنسون قد زار عاقر في سنة 1838, ووصفها بأنها قرية كبيرة الحجم, وأن منازلها مبنية بالطين والأسمنت والحجارة, و متراصفة بعضها قرب بعض. ومع تزايد حركة البناء في أواخر عهد الانتداب توسعت القرية, ولا سيما الى الشمال من الطريق الفرعية التي تقسم القرية الى نصفين. وكان سكان القرية في معظمهم من المسلمين, لهم فيها مدرستنان ابتدائيتان: واحدة للبنين (أسست في سنة 1921), وأخرى للبنات. وفي سنة 1947, كان عدد التلامذة 391 صبيا و 46 بنتا في المدرستين. وكان في القرية, أيضا مسجدان ومقامان.
كانت القرية غنية بالمياه الجوفية, وقد حفرت في الأربعينات عدة آبار أرتوازية في أرض القرية.وكانت المياه تستمد من هذه الآبار لري بساتين الحمضيات. وكان سكان القرية يزرعون أصنافا أخرى من الفاكهة, أيضا كالعنب والتين والمشمش. كما كانوا يزرعون الحبوب التي تعتمد على مياه الأمطار. في 19441945 , كان ما مجموعه 1300 دونم مخصصا للحمضيات والموز, و 8968 دونما للحبوب, و 914 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت عاقر أولى التي استولى لواء غفعاتي عليها, عندما شرع في تنفيذ الجزء المكلف به من خطة دالت. ففي 4 أيار مايو 1948, انطلق اللواء من رحوفوت جنوبا, وتمكن من تطويق القرية. ثم طلبت قوة الهاغاناه, التي قدرها تقرير لصحيفة ( نيويورك تايمز) بأربعمئة مقاتل, من سكان القرية أن يسلموا كل ما عندهم من أسلحة لكن المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يضيف أنه بعد تسليم الأسلحة ( اعتقد ضباط الاستخبارات أن سكان القرية يحتفظون ببعض الأسلحة), فأخذ لواء غفعاتي ثمانية رهائن من السكان, ووعد بإطلاقهم بعد استلام بقية الأسلحة. ويذكر موريس أن اللواء انسحب بعد ذلك استجابة لتدخل البريطانيين. وجاء في تقرير صحيفة ( نيويورك تايمز) أن المحنة استمرت ست ساعات وثلاثين دقيقة, وأن 3000 شخص تقريبا فروا من القرية نتيجة ذلك. ولعل هذا العدد يشتمل على اللاجئين من القرى المجاورة.
في اليوم التالي, عادت وحدات الهاغاناه لاحتلال القرية بعد أن لاذ معظم سكانها بقريتي يبنة والمغار المجاورتين. وكتب موريس قائلا: ( في غضون أسابيع قليلة, طرد أكثر من ثلاثين شخصا من السكان الذين بقوا في القرية- وهو عمل أثار موجة من الاحتجاج والنقد في صفوف مبام ( حزب العمال الموحد الإسرائيلي). اقراء اقل
القرية اليوم
بقيت بضعة منازل صغيرة, وتقيم أسر يهودية في بعضها. ولأحد هذه المنازل سقف على شكل الجملون, وهو مبني بالأسمنت, وله أبواب ونوافذ مستطيلة الشكل. ويتسم منزل آخر بسمات مشابهة, لكن سقفه مسطح. وينبت شجر السرو والجميز ونبات الصبار في الموقع. أما الأراضي المحيطة, فيزرعها الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
كان البارون إدموند روتشيلد قد أنشأ مستعمرة عكرون, في سنة 1883 على بعد كيلومتر الى الجنوب من موقع القرية, على أراض اشتراها اليهود ثم سميت لاحقا مزكيرت باتيا ( 134140). وفي سنة 1948, أنشئت مستعمرة كريات عكرون ( 133141) على أراضي القرية, ثم غير اسمها الى كفار عكرون. كما بنيت مستعمرة غني يوحنان ( 134140) على أراضي القرية, في سنة 1950.