القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية قائمة على السفح الغربي الأدنى لأحد الجبال, ومحاطة بأودية من الجنوب والغرب والشمال, وتربطها طريق فرعية تخترق قرية سفلي المجاورة بطريق القدس- بيت لحم العام. كما تربطها طريق فرعية أخرى بدير أبان, كبرى القرى المتاخمة. في أواخر القرن التاسع عشر, وصفت جرش بأنها قرية مبنية على رقعة ناتئة فوق تل, وقد غرست دونها أشجار الزيتون. وكانت القرية مستطيلة الشكل, ومنازلها مبنية في معظمها بالحجارة وكان البناء فيها يمتد أصلا على محور شمالي غربي- جنوبي شرقي. لكن عند نهاية فترة الانتداب, امتدت الأبنية الجديدة في اتجاه الجنوب الشرقي في موازاة الطريق المؤدية إلى سفلى. وفي تلك الفترة صنف (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) جرش مزرعة. كان سكانها من المسلمين لهم فيها مقام يدعونه مقام الشيخ أحمد, وهو أحد مشايخ الدين المحليين. وكان في القرية دكاكين عدة إلا إن السكان اعتمدوا على قرية دير أبان المجاورة لتلبية حاجاتهم الأخرى مثل الخدمات الإدارية والطيبة وكانوا يتزودون المياه للاستخدام المنزلي من آبار عدة ومن نبع مجاور.
كانت الوادي وأشجار الزيتون والكرمة في المنحدرات وكانت الأعشاب والأشجار البرية تغطي مساحات واسعة من سفوح الجبل وقممه و لا سيما إلى الشرق من القرية خربة سيرا المعدودة من قرى العهد المملوكي العثماني.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
بين 19و21 تشرين الأول أكتوبر 1948 أغارت القوات الإسرائيلية على جرش في سياق عملية ههار (أنظر علار, قضاء القدس). وكانت القوة الأساسية المشتركة في هذه العملية هي لواء هرئيل ويذكر (تاريخ حرب الاستقلال ) أن الوحدة المسؤولة عن احتلال جرش كانت السادسة من هذا اللواء.
القرية اليوم
نغطي الأعشاب موقع القرية وتتخللها بقايا المنازل المدمرة وركام المصاطب. ويقع إلى الشمال الغربي من الموقع أطلال مقبرة. وتغطي البساتين هضبتين إلى الغرب من الموقع, يفصل بينهما واد وينبت عليهما شجر الخروب والتين واللوز والزيتون.
المصدر: من كتاب كي لا ننسى
للدكتور وليد الخالدي