جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
لا تختلف قصة سليم أبو ليلى عن غيرها من قصص الأشخاص المعوقين، الذين عانوا الكثير في حياتهم، بسبب إعاقتهم من جهة، وعدم تقبل المجتمع لهم من جهة أخرى. لكن هذا الشاب، وبالرغم من معاناته، لم يستسلم لواقعه. اليوم، يعتبر نفسه ناجحاً، وقد حقّق أحلامه الصغيرة. تزوّج، ووجد عملاً، والحضن الذي لطالما بحث عنه. يبلغ أبو ليلى 35 عاماً. يعاني من ضمور في عضلاته منذ الولادة. حتى أن شقيقته الصغرى عانت الأمر نفسه. قصدا الكثير من الأطباء الذين أجمعوا على أن المرض وراثي، بحكم صلة القربى التي تجمع والديهما. مع ذلك، سعى الأهل جاهدين إلى علاجه. حتى أنهم ذهبوا إلى فلسطين. لكن جدته رفضت بقاءه هناك وحيداً بعيداً عن عائلته. يقول أبو ليلى: "بعد مرحلة طويلة من العلاج، أدخلني أهلي إلى المدرسة، وبقيت فيها حتى الصف الخامس أساسي. كنتُ أكره التعليم وأرفض الذهاب إلى المدرسة، بسبب العبارات المسيئة بحقي التي كنت كثيراً ما أسمعها". يضيف: "واجهتني صعوبات كثيرة في حياتي. كان الأولاد يسخرون مني. وفي أحيان كثيرة، يقومون بتقليدي. صرت أخشى الخروج من البيت. في البداية، دخلت إلى مدرسة خاصة بالأشخاص المعوقين. إلا أنني اضطررت إلى تركها لأن صفوفها محدودة. بعدها، انتسبت إلى معهد لتعلم القراءة والكتابة". يتابع أبو ليلى: "عام 2000، بعدما قضيت وقتاً طويلاً في عزلتي، انتسبت إلى مؤسسة الكرامة". يقول: "في هذا المكان، أشعر بالراحة. بات لي الكثير من الأصدقاء". ويضيف: "أحببت أن أتعلم مهنة، بخاصة الرسم على الزجاج. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، إذ لم أكن قادراً على الإمساك بالريشة. لكنني أصريت، ونجحت". واليوم بتّ قادراً على الرسم على الزجاج بالرغم من بعض الصعوبات. حتى أنني أتفنن في انتقاء الألوان. أفضل الرسم على المرايا، التي غالباً ما تباع في المعارض"، لافتاً إلى أن "أعمالنا تخطت الحدود اللبنانية". ويوضح أبو ليلى: "بالإضافة إلى الرسم، حلمت أيضاً بالزواج. وهذا ما حصل. كما أنني أحب عملي. عدا عن الرسم، أبيعُ البطاقات الخاصة بـ "تشريج" الخطوط الخلوية. لدي زبائني وعلاقتي جيدة مع الناس". بقي لديه حلم واحد، وهو أن يصبح أباً. يقول: "تزوجت منذ خمس سنوات، وأحب أن أرزق بطفل".
المصدر: العربي الجديد