الخليل - سليمان بشارات - إنسان أون لاين - 2010-04-27
إخطارات بهدم الخيام المقامة.. تجريف بمحيط الخربة لإقامة الجدار العازل.. تضييق مستمر على كافة مناحي الحياة..هكذا تبدوا الصورة في خربة "شعب البطم" بمحافظة الخليل بالضفة الغربية التي بات اهلها يخشون كابوس التهجير منها.
الاحتلال يسعى إلى افراغ الخربة من المواطنيين
فقد سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، مؤخراً إخطارات لأهالي خربة شعب البطم جنوب شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، تقضي بوقف العمل والبناء في خيام سكنية وحظائر مواشي، تمهيداً لإقامة الجدار .
وأفاد المواطن يوسف النجار، من خربة شعب البطم بأن قوات الاحتلال والإدارة المدنية التابعة لها داهمت الخربة وتحديداً القسم الشمالي منها وشرعت بكتابة الإخطارات ووضعها أمام الخيام والحظائر، فيما قامت بالتقاط الصور للقسم الجنوبي من الخربة والذي لم يسلم إخطارات.
استفزازات مستمرة
وأشار النجار، انه وقبل أسبوع من تسلمهم للإخطارات داهم القرية مجموعة من المستعمرين يرافقهم جنود من جيش الاحتلال الذين أثاروا الرعب في أوساط النساء والأطفال، حيث قام المستعمرون والجنود بالتقاط صور أخرى للمنطقة والتجول بين الخيام، ولدى سؤالهم عن سبب دخولهم إلى الخربة، أوضحوا أنهم " يبحثون عن كل ما هو جديد من بناء على أراضي شعب البطم ".
وجاء في دراسة أعدها، طاقم البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي التابع جمعية الدراسات العربية في القدس، شملت الإخطارات فهي عبارة عن حظائر لمواشي المواطنين في شعب البطم، وخيام لإيواء أسرهم، وحمامات من الصفيح كانت مؤسسة أهلية قد قدمتها كدعم لصمود المواطنين في شعب البطم، كما شملت الإخطارات مولد الكهرباء الوحيد في الخربة.
وبينت الدراسة أسماء أصحاب من شملهم القرار وهم: عزات خضر جبارين وعدد أفراد أسرته 17 نفر، ويمتلك خيمتين وحظيرة، موسى الحاج حسن ولديه 16 نفر، ويمتلك خيمة وحظيرة، يوسف إسماعيل النجار ولديه 12 نفر ويمتلك خيمة قيد الانشاء وحظيرة، و عزات جبرين النجار ولديه 13 نفر ويمتلك خيمتين للسكن وحظيرة، و محمود موسى النجار ولديه 16 نفر، ويمتلك خيمة للسكن وحظيرو عريشة، و إسحاق الجبارين ولديه 8 أنفار، ويمتلك خيمة للسكن وخيمة قيد الانشاء.
جدير بالذكر أن الإخطارات حددت تاريخ 29/4/2010، كموعد لجلسة محكمة الاحتلال للنظر في هدم هذه المنشآت وإرجاع المكان إلى طبيعته – على حد تعبير الإخطار.
تشريد العائلات
هذا وفي حال نفذت سلطات الاحتلال تهديدها وهدمت خيام المواطنين وحظائرهم، فستعمل على تشريد ما يزيد على المائة فرد من المواطنين في شعب البطم، كما ستعمل ضرب الثروة الحيوانية التي يمتلكها المواطنون ويعتاشون على تربيتها والاتجار بها، فضلاً عن مصادرة مئات الدونمات من أراضي الخربة التي تحيط بها المستعمرات والشارع الاستيطاني رقم 60.
وأفاد المواطنون في شعب البطم لباحث مركز أبحاث الأراضي بأن الاعتداءات التي مارسها المستعمرون في المستعمرات المحيطة بقريتهم مستمرة منها مطاردة الرعاة والمزارعين لدى تواجدهم في أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها، وأشاروا كذلك إلى إصابة المواطنين خالد موسى النجار ويوسف إسماعيل بالرصاص الذي أطلقه المستعمرون عليهم قبل نحو 8 سنوات، كما ذكروا ذاك المستعمر الذي يمتطي فرسه ويطارد الرعاة والمزارعين.
خربة شعب البطم
تقع خربة شعب البطم في الجنوب الشرقي لبلدة يطا، وتبعد عن مركز البلدة نحو 15 كيلومتراً، عدد سكانها نحو مائة فرداً ، من عشيرتي الجبارين والنجار، الذي يسكنون الخربة أباً عن جد قبل مجيء الاحتلال، ويغلب طابع البداوة على حياة المواطنين هناك، والذين يزرعون أراضيهم بالحبوب والزيتون واللوزيات، و يقومون على تربية المواشي، ولا يوجد في الخربة أياً من مظاهر الحياة الحديثة، ويعتمدون على مياه الأمطار في الشرب وري مواشيهم، وعلى مولد للكهرباء يضيء كافة خيام الخربة في الليل.
وتحد الخربة مستعمرة " افيغايل " من الجهة الشمالية، كما تحدها مستعمرة " يعقوب داليا " او ما تعرف ب" أم العرايس " من الجهة الجنوبية والشرقية، ومن الغرب يطوقها الشارع الاستيطاني رقم 60، والذي يربط المستعمرات المقامة على أراضي محافظة الخليل المصادرة، حيث يتفرع من هذه الشارع طريقاً ترابياً وعراً بطول نحو 2 كيلومتر للوصول إلى شعب البطم.