جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
لم يتخيل الحاج سليمان الحمامدة من سكان قرية وادي النعم بالنقب المحتل أن أرضه التي يملكها منذ عشرات السنين، وقد غرسها بالقمح والشعير، دمرتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي أمام عينيه، وحولتها إلى جرداء قاحلة بعدما كانت خضراء. وذاق الحاج الحمامدة (74عامًا) مرارة إبادة وتجريف المحاصيل الزراعية في أرضه على مدار ثلاث سنوات، بحجة أنها ليست ملكًا لأصحابها، وأنها تابعة "لدولة إسرائيل". يقول إن جرافات الاحتلال وما تسمى "بدائرة أراضي إسرائيل" قامت على مدار الثلاث سنوات الماضية بتجريف وحراثة أرضه التي تبلغ مساحتها نحو 200 دونم، ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يعاود زراعتها من جديد، مما كلفه خسائر باهظة. ويضيف أن المواطن يواجه أوضاعًا اقتصادية صعبة بالنقب، فهو لا يستطيع شراء طن الشعير الواحد، كونه يكلف نحو 2000 شيكل، وأحيانًا لا نستطيع الحصول عليه لعدم توفره في القرية، مما يفاقم من معاناتنا. ويشير إلى أن التضييق الإسرائيلي على أهالي النقب يزداد يومًا بعد يوم، بحجة دفعهم للرحيل، لافتًا إلى أنهم بالمقابل لا يتلقون أي دعم أو تعويض مادي عن خسائرهم. ورغم الهجمة الإسرائيلية المتواصلة، وقساوة العيش، إلا أن الحمامدة يتسلح بالصمود والبقاء على أرضه، ويصر على زراعتها من جديد وغرسها بالقمح والشعير، في تحد واضح لسياسات الاحتلال. وتمارس "إسرائيل" هذه السياسة في محاولة للتضييق على سكان النقب، وحصارهم في مصادر رزقهم الرئيسة، وبالتالي دفعهم للقبول بمخططات الترحيل والتهجير، لصالح إقامة المستوطنات والمشاريع التهويدية.
المصدر: وكالة صفا