جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
في خطوة لتزوير التاريخ وتسويق الرواية اليهودية التوراتية بأسلوب غريب ومبتذل لجذب الصهاينة والسواح؛ نظم الاحتلال ليلة أمس 12/6/2014،ما يسمى بـ "مهرجان الأنوار" على أسوار القدس العتيقة في خطوة لاقت استهجان واستنكار المقدسيين الذين اعتبروه وسيلة من وسائل الاستيطان والتهويد الصهيوني للمدينة المقدسة. انطلق المهرجان لهذا العام في سنته السادسة تحت اسم "نور القدس 2014"، ويشارك في تنظيمه والإشراف عليه بلدية الاحتلال وما يسمى "سلطة تطوير القدس"، ومكتب رئيس حكومة الاحتلال، و"وزارة شؤون القدس ويهود الشتات"، ووزارات السياحة والمالية، وسلطة الآثار، والشرطة، وشركة "تطوير الحي اليهودي"، و"شركة تطوير القدس الشرقية". وتحاول سلطات الاحتلال من خلال "مهرجان الأنوار" إظهار المدينة على غير وجهها الحقيقي لتبدو ظاهرياً يهودية، وتلغي الحضارة والتاريخ العربي الفلسطيني بالمدينة، مستخدمة في ذلك عدة طرق، سواء عن طريق تهويد أسماء الشوارع وبالنشرات التي توزع على السياح، أو من خلال دعوة الفنانين من كل أنحاء العالم للمشاركة في المهرجان الصهيوني، وبالتالي إظهارها بأن القدس عاصمة للصهاينة، إضافة إلى حشد الآلاف منهم لزيارة القدس والمشاركة في أيام المهرجان. ويقول الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا : إن الاحتلال يقصد من المهرجان إضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدسة بشكل فيه التزوير والتزييف والإيهام، محذراً من الإجراءات الصهيونية في مدينة القدس والتي فيها اعتداء على حقوق المواطنين والتضييق عليهم من خلال قيام اليهود بهذه الاحتفالات المزيفة. ويضيف الشيخ صبري أن من أهداف هذا المهرجان جلب السياح الأجانب وإيهام هؤلاء السياح بأن مدينة القدس هي مدينة يهودية تاريخية وكل ما تقوم به الحكومة وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة هو التغيير لمعالم المدينة موضحاً أن الطابع اليهودي ما هو إلا استحداث لأمور جديدة توهم المشاهد بأنها قديمة. ويؤكد الشيخ صبري أن مدينة القدس ستبقى تمثل كنزاً تراثياً حضارياً إسلامياً رغم محاولات طمس اليهود لها، وسيبقى أهلها المقدسيون محافظين على مدينتهم ومقدساتهم. ويشير أيضًا أن من ضمن أهداف المهرجان زيادة أعداد السياح وما يترتب عليه من تقوية الاقتصاد الصهيوني على حساب الاقتصاد الفلسطيني الذي يضعف يوماً بعد يوم. ويقول الدكتور جمال عمرو المتخصص في عمارة القدس وتاريخها : إن أخطر ما في المهرجان هو النشرة التي توزع فيه باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية، مبينا أن النشرة بينت مسارات المهرجان الثلاثة (الأبيض، والأزرق، والأخضر)، والتي تقود الزائر إلى حارات القدس القديمة (حارة الأرمن، والشرف، والنصارى)، إضافة إلى أبوابها (باب العامود، والجديد، والخليل). وأشار إلى أن الخطورة تتمثل في تغيير أسماء الشوارع والطرقات والأزقة، لتكون يهودية، وعلى سبيل المثال المسجد الأقصى المبارك "جبل الهيكل"، "ساحة البراق" ساحة "حائط المبكى"، باب النبي داود "باب صهيون"، شارع وادي حلوة ببلدة سلوانى"شارع معاليه هشالوم"، مغارة الكتان "مغارة صدقياهو"، باب الجديد "شاعر هحداش"، مأمن الله" مميلا". واعتبر عمرو أن مهرجان "الأنوار" هو جزء من سياسة التهويد والتزييف التي يتبعها الاحتلال، وذلك من خلال بثه رسومات ثلاثية الأبعاد على أسوار القدس تشير إلى تاريخ مزيف يحكي عن يهودية مدينة القدس من قبل الميلاد وحتى يومنا هذا. بدورها؛ دعت اللجان الشعبية الفلسطينية في بيان صحفي إلى مقاطعة هذا المهرجان الذي لا يقتصر على الضوء والرسومات بل ويتضمن حفلات راقصة واستعراضات بهلوانية، وعروضا ضوئية، في الفترة المسائية والليلية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام