المحتوى |
جمعية دير طريف الخيرية (تجربة نجاح)
مع نهاية العام 1995, تم دعوة مجموعة من ممثلي عائلات دير طريف للاجتماع في دار العم أبو وجيه رحمة الله , الذي كان بيته الكائن في منطقة الإرسال عنواناً لأهالي دير طريف حيث يقصده الجميع للتشاور أو حل إشكال قائم من خلال شخص المرحوم أبو وجيه الذي كان بمثابة المرجع والعنوان الرئيسي لأهالي دير طريف .
حضرت ذاك الاجتماع برفقة والدي رحمه الله , وكان العنوان الرئيسي للجلسة إنشاء ديوان أو جمعية لأهالي دير طريف في رام الله , وبعد تشاور وحوار بين المجتمعين و فتح باب التبرع لجمع الأموال لتنفيذ هذا المشروع , فمنهم من تبرع لفظياً بإلف ومنهم من تبرع بألفين وآخر بخمسة آلاف وآخر بعشرة آلاف وهكذا دواليك , ولكن ذلك كله كان كلاماً ووعداً بالتبرع , وقد كلف المجتمعون عدد من الحضور بالاتصال ومتابعة جمع التبرعات من المتبرعين, وبعد اقل من أسبوع على انتهاء ذاك الاجتماع وعدم الحماس والمتابعة , انتهى الموضوع ولم يتمكنوا من تحصيل أي مبلغ لذاك الغرض . وبقي الموضوع يتداول بين أبناء البلد لفترة طويلة بدون أي حراك فعلي لغاية بداية سنة 2000 حيث اجتمع عدد من الشبان الذين هم في مقتبل العمر وعقدوا العزم على تأسيس جمعية خيرية باسم أهالي دير طريف , وكان من بينهم موسى أبو زيد ومروان العبد قميحة ومصطفى يوسف والدكتور سعيد درس وتيسير عاصي وجمال شلطف وجمال طه وأنا جمال حسين مصلح من ضمنهم , وتم عقد العديد من الاجتماعات في مقر شركة أبو وجيه كمقر مؤقت , وتم بعدها تأسيس وتسجيل الجمعية, وفي اجتماع ضم أكثر من 60 شخصاً كمجلس تأسيسي من أهالي البلد تم مناقشة وإقرار النظام الداخلي للجمعية , وتم اتخاذ بيت الشيخ عطا مصلح القديم الكائن في مخيم قدوره كمقر مؤقت للجمعية , وتم تأثيثه وتجهيزه بجمع التبرعات المادية والعينية من العديد من عائلات البلد , وقد ترافق ذلك مع بداية الانتفاضة الثانية وحصل الاجتياح الإسرائيلية للمدن والقرى الفلسطينية وتداعيات ذاك الاجتياح وما تبعة من حصار اقتصادي , وكون أهالي دير طريف جزء من المجتمع الفلسطيني , فقد أصابهم ما أصاب الآخرين من انحصار وظروف اقتصادية صعبة , وبالرغم من هذه الظروف إلا إن الجمعية أخذت تشق طريقها الصعب محاولة جمع أهالي البلد والشد من أزرهم وقامت بالعديد من الفعاليات الايجابية حيث شاركت بفاعلية في نشاط تجمع المدن والقرى المهجرة , وقامت بتكريم الطلبة الخريجين من الثانوية العامة التوجيهي والمعاهد والجامعات وقدمت لهم الشهادات والهدايا التشجيعية على مدار الأعوام التي تبعت ذلك , بالإضافة إلى المحافظة على العادات والتقاليد المتوارثة بين أبناء البلد من الزيارات وعيادة المرضى والاهتمام بالحالات الاجتماعية الخاصة واجتماع ومعايدة أهالي البلد صباح كل عيد في مقر الجمعية .
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|