جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
توفي فجر الاثنين 2/12/2013،آخر معمر فلسطيني يسكن عزبة أبو بصل المحاذية للمنشآت الصناعية الاستيطانية والمهددة أراضيها بالمصادرة، غرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة. وكان المزارع واللاجئ عثمان بلاسمة "أبو حسن" قد اضطر مكرهًا على ترك العزبة بعد إصابته الخطيرة بأمراض صدرية وباطنية جراء استنشاقه الغازات السامة المنبعثة من المصانع، وأمراض أخرى بالقلب ألمت به مؤخرًا. وقد اضطر اللاجئ والمزارع أبو حسن للمبيت عدة أيام في وحدة العناية المركزة، ووصف الأطباء حالته الصحية بالخطيرة جدا وميؤوس منها. كما اضطرت زوجته أسماء بلاسمة إلى بيع ما تبقى من المواشي التي لديهم، للعناية بزوجها المريض، ودفع تكاليف العناية به، وإخلاء بعض الأغراض والأثاث من العزبة، والأدوات الزراعية. وناشدت زوجة بلاسمة التي قدمت ابنها محمد شهيدا خلال انتفاضة الأقصى على أرض العزبة، وتم تجريف جزء منها سابقا، عدم ترك العزبة فريسة سهلة للمستوطنين الذين قالوا أكثر من مرة أنهم ينتظرون مرض ووفاة زوجها للزحف باتجاه منطقة العزبة والأراضي التي عليها لبناء المزيد من المصانع. وأفاد باحث أن عمليات تجريف وتسوية للأرض تجري حول عزبة أبو بصل من الجهة الشمالية، قرب مصانع "اريئيل" الصناعية، وأن جرافات الاحتلال جرفت طرقا حول العزبة، وقامت طواقم مساحة من المستوطنين بمسح عدة مناطق وأراض. وأشار إلى أن عزبة أبو بصل تقع في المنطقة المصنفة "ج" من قبل الاحتلال، وكانت عامرة بالمزارعين سابقا ورعاة الأغنام، واضطروا لتركها نتيجة تضييقات ومصادرات المستوطنين، ووعورة المنطقة ولم يبق فيها إلا المزارع أبو حسن الذي بقي صامدا فيها، إلى أن اضطر لتركها تحت ضغط الصراع مع المرض حتى وافته المنية فجر اليوم.
المصدر: وكالة صفا