في مثل هذا اليوم من العام 1917 قامت قوات الاحتلال البريطاني بالسيطرة على مدينة يافا في فلسطين، واخضاع سكانها العرب بعد ابعاد القوات العثمانية عنها.
ويعود تاريخ يافا إلى 4000 سنة قبل الميلاد، بناها الكنعانيون وكانت مملكة، وقد حوصرت ودمرت وأعيد بناؤها عدة مرات، حيث تعرضت لغزو الفراعنة، والآشوريين، والبابليين، والفرس، واليونان، والرومان، ثم فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص، وبقيت مع باقي أراضي فلسطين تعيش بأمان في ظل الرعاية الإسلامية إلى أن احتلها الإنكليز عام 1917، ثم تسلمها الصهاينة منهم عام 1948 وشردوا غالبية سكانها العرب.
تعتبر يافا نافذة فلسطين الرئيسة على البحر المتوسط، وإحدى بواباتها الهامة، وقد لعبت دورا كبيرا وهاما في ربط فلسطين بالعالم الخارجي، من حيث وقوعها محطة رئيسة تتلاقى فيها قوافل الشرق مع الغرب، وجسرا للحركة التجارية، ويُعد ميناء يافا، وهو من أقدم موانئ العالم، درة فلسطين من حيث القِدم والأهمية التجارية والاقتصادية.
وكلمة "يافا" كنعانية الأصل، فهي تحريف لكلمة "يافي" بمعنى الجميلة، وأطلق اليونان عليها اسم "جوبي"، وذكرها الفرنجة باسم "جافا"، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب من مصب نهر العوجا على بعد 7 كيلومترات، وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس وتبعد عنها حوالي 60 كيلومترا، وقد بلغت مساحة أراضيها 17510 دونمات، وقدر عدد سكانها عام 1948 بحوالي 3651 نسمة، وضمت المدينة سبعة أحياء رئيسة، هي: البلدة القديمة، حي المنشية، حي العجمي، حي أرشيد، حي النزهة، حي الجبلية (اهريش).
كما كان فيها ستة أسواق متنوعة وعامرة، بالإضافة إلى أربع مشافي، وحوالي 12 جامعا، و10 كنائس، و3 أديرة، وكان فيها أيضا قبل عام 1948 (47) مدرسة.
وكانت يافا مركزا للنشاط الثقافي والأدبي في فلسطين، حيث صدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية، كما لعبت دورا رياديا مميزا في الجهاد ضد الاحتلالين البريطاني والصهيوني، ومنها انطلقت ثورة 1920، ومنها بدأ الإضراب التاريخي الذي عمّ فلسطين عام 1936، وشهدت بعد قرار التقسيم معارك دامية بين المجاهدين وحامية يافا البريطانية من جهة والصهاينة من جهة أخرى.
وبعد سقوط المدينة واقتحامها من قبل العصابات اليهودية في 15/5/1948 جمع هؤلاء أهالي يافا في حي العجمي وأحاطوهم بالأسلاك الشائكة، وجعلوا الخروج والدخول بتصريح من الحاكم العسكري، إلى أن أرغموهم على الهجرة القسرية منها.
المصدر: يافا 48