أصول شقران عرابة
تعود عائلة عساف وآل أبّكر من عرابة – جنين بنسبها إلى الشقران، وهم بطن من الصبر من الأزد حيث تنتسب جميع قبائل الأزد إلى جدها الأكبر (الأزد)، واسمه دراء بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
والأزد من أكثر القبائل القحطانية شهرة، ورد اسمها في بعض المصادر الأسدْ (بتسكين السين) وهي غير قبيلة أسَد (بفتح السين) العدنانية. بطونها كثيرة زادت على ستة وعشرين بطنا كبيرا، ينتمي أكثرها إلى مازن وعمرو ونصر والهنو بني الأزد. والى مازن بن الأزد تنتمي أشهر تلك القبائل وبطونها، من الأوس والخَزْرَج، وبارق، وخُزاعة، والعَتيك، وجَفنة التي ينتسب إليها أمراء الغساسنة، وكعب، وشُقران، وزمَّان.
وكان الموطن الأصلي للأزد مأرب وما حولها من بلاد اليمن، ثم تفرقوا عن موطنهم هذا لأسباب كثيرة أهمها تهدم سد مأرب، وسوء أحوالهم الاقتصادية.
وقد تفرقوا بعد رحيلهم من اليمن إلى أنحاء مختلفة من أرجاء الجزيرة العربية، فمنهم من نزل جبال السراة، فيما نزلت بطون من بني مازن مكة والمدينة وبلاد الشام، فنزلت خزاعة مكة، ونزل الأوس والخزرج المدينة، ونزل آل جفنة بلاد الشام، وعرف هؤلاء جميعاً بأزد غسان، ومنهم من استوطن عمان، وهم بطون من بني نصر بن الأزد وأخيه مازن، وهؤلاء أزد عمان.
وفي القرن الخامس الميلادي هاجرت جماعات مـن أطراف الجزيرة إلى جهة شمالها الغربي بجوار حدود المملكة الرومية فأسسوا دولة الغساسنة التي كانت تحت حماية الأمراء الرومانيين تبعا للقسطنطينية، كما كان حكام الحيرة عمالا لملوك الفرس.
ومازن بن الأزد هو غسان، أبو الملوك، وهو زاد الركب، واليه جماع غسان كلها، وإنما سمي غسانا بماء كان ينزله بجنتي مأرب يقال له غسان. وكان مازن بن الأزد وولده ينزلون ذلك الماء دون بني أبيهم. ويقال أن ذلك الماء كان شربا لهم بجنتي مأرب. بل غسان بين قديد والجحفة، وأقاموا به زمانا فسموا بذلك الماء غسانا، وهو بالمسلك قريب من الجحفة، وقال بعضهم بل هو اسم ماء بالشام وهو أول مكان نزول ولد مازن بالشام، فنسبوا اليه حين نزلوا عنده.
أما أولاد عمرو بن مازن بن الأزد فهم عدي، وزيد الله، ولوذان، وامرؤ القيس، والحارث، وحارثة، ومالك، وثعلبة، وسوادة، وعوف، والعاصي، وخالد، والوجيه، كل هؤلاء يسمون غسان. منهم بنو شقران بن عمرو بن صريم بن حارثة بن عمرو بن مازن بن الأزد، ولهم بالشام شرف.
انتقال الشقران الى عرابة - جنين
من المؤكد أن عشيرة الشقران قد استقرت في منطقة القسطل من البلقاء شرقي الاردن. ولا يوجد لدي معلومات عنهم خلال ذلك الوقت ولا كم من السنين سكنوا في منطقة القسطل فقد انقطع خبرهم لدي منذ ذلك الحين وحتى مجيئهم الى عرابة. أما عن انتقال هذه العشيرة الى عرابة فهناك أكثر من رواية يتناقلها الابناء عن الاباء، وبالرغم من وجود بعض الاختلافات في بعض التفاصيل فان هذه الروايات تدور جميعها حول رحيل احد ابناء العشيرة الى منطقة جبل نابلس حيث تعرض للغدر من قبل احد الامراء في تلك المنطقة مما دعاه للعودة الى عشيرته في القسطل وجر جيش كبير بقيادة اخيه واحتلال عرابة. وانني ارجح الرواية التي اوردها جدي الحاج مطلق البدوي العربي العبد الغني الحاج عساف رحمه الله في مخطوطته شجرة النسب التي كتبها عام 1910م، حيث انها الرواية الاقدم والمكتوبة بخط اليد من قبل مؤلف المخطوطة حيث لم يدخل عليها اي تعديل او تغيير كما قد يكون حدث خلال انتقال الرواية الشفوي على مر السنين.
وفيما يلي قصة قدوم عشيرة الشقران الى عرابة كما كتبها رحمه الله بخط يده في مخطوطته المذكورة انفا، شجرة النسب:
"بيان حسب ونسب عشيرة جرار وعشيرة الشقران في جبل نابلس. قيل أن اصلهما عشيرة واحده يقال لها شقران ساكنه بأراضي البلقا ولها قرية اسمها القسطل. وان فرقة منها سكنت في بلاد حمص وحماة، وفرقة سكنت في اليرموك، وفرقة بقيت في بلاد اليمن. قيل ان هذا التفريق حدث في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أما الفرقة التي سكنت في اليرموك فقد نزح البعض منها وسكن في قرية القسطل التابعه لواء البلقا ولقبوا بشقران كون جدهم اسمه شقران، فنمت وتناسلت هذه العشيرة أي عشيرة شقران في اراضي البلقا منذ تاريخ 1070 الف وسبعين هجرية تخمينا. فنزح احدهم يقال له محمود الزبن الملقب بجرار الى جبل نابلس وسكن بجوار قرية عرابة في بيت من شعر، فلما طابت له المعيشة فتح بابا للكرم حتى تواردت عليه اهالي جبل نابلس افواجا افواجا. فحسده بعض الامراء، أي امير عرابة بذلك الزمان، فسطا عليه ليلا وشجه بالجراح حتى يئس من حياته. فما كان من زوجته وشقيقته وخدمه الا ان رحلوا به ووضعوه في كهف من كهوف صانور وهي خراب، ثم تبصروا له على طبيب من قرية جبع. فبالقدر الرباني شفي من جراحه واضمر الى امير عرابه الشر وانذر على نفسه ان يعمر صانور ويجعلها قرية يسكن بها متى طاب له الوقت. حينئذ توجه الى عشيرته بقرية القسطل وجهز منها جم غفير وعقيد الجيش اخيه محمد الزبن. وتوجهوا لجبل نابلس لقرية عرابة، فلما وصلوها ذبحوا اميرها وكل من يلوذ له، وجعل اخيه محمد اميرا عليها وتوجه هو الى صانور وعمرها واوفى بنذره وسكن فيها، ولقب من ذلك الزمان بجرار لكونه جر على قرية عرابه. هذا سبب لقب جرار واخيه محمد بقي بقرية عرابه وعليه لقب شقران، اي لقب عشيرته في البلقا."
محمد الزبن الذي حمل لقب عشيرته الشقران خلف ولدين، صالح وهو الذي تناسلت الذرية ذكورا واناث، وزبن ولم يخلف ذكور.
المصدر/ كتاب قيد التأليف عن تاريخ عائلة عساف من عرابة