الشهيد وائل مطلق عساف
الميلاد والنشأة
الشهيد وائل مطلق محمد عساف من مواليد بلدة عرابة بتاريخ 8-12-1981م، غير متزوج، ينتمي لعائلة بسيطة مكونة من عشرة افراد مع والدته حيث ان والد الشهيد متوفى منذ اربعة اعوام ويأتي ترتيب الشهيد الثامن بين اخوته و اخواته، واستشهد بتاريخ 12-9-2001 م. التحق فارسنا بمدارس عرابة حتى اتم الثانوية العامة "التوجيهي" الا ان الشهيد وائل قد قدم امتحان الوزارة في السجون حيث كان معتقلا هناك، تميز بالتفوق العلمي في المدرسة، ذكي ذا عقل وفطنة، حيث كان عمره ساعة استشهاده دون العشرين عاما.
نشأ الشهيد و ترعرع في المسجد الشرقي في بلدة عرابة منذ صغره حيث تميز بحب تلاوة القرآن الكريم وحفظ معظم أجزاء القرآن الكريم وامتاز بفقه شرعي اكبر من عمره بكثير ويبدو ذلك جليا في وصيته التي كتبها قبل استشهاده. والثقافة التي عرفها الشهيد واسعة لحبه للمطالعة و كتابة المقالات في شتى المواضيع .
بطولاته
التحق بصفوف الجماعة الاسلامية في مدرسة عرابة الثانوية للبنين على يد الشهيد سفيان عارضة. الشهيد وائل عساف من ابرز الاسماء التي شاركت في تأسيس السرايا في منطقة جنين منذ اللحظات الاولى وقد هيأه الشهيد القائد اياد حردان والشهيد سفيان عارضة لقيادة السرايا رغم صغر سنه. جال منطقتي جنين وطولكرم بحثا عن الجهاد حتى الشهادة. شارك في عمليات عسكرية متعددة مع الشهيد سفيان عارضة والشهيد اسعد دقة حتى استشهدوا معا في اشتباك عنيف في بيت الشهيد سفيان عارضة.
اصبح الشهيد وائل مطلوبا للاحتلال فأبى الاستسلام، والتقى مع الشهيد سفيان عارضة والشهيد اسعد دقة حيث اشتركوا في عدة عمليات عسكرية على شارع يعبد قرب مستوطنة " دوتان " قرب عرابة ومنطقة طولكرم وقباطية، وكان يقيم سرا في منزل الشهيد سفيان عارضة، وفي ليلة 12 – 9 –2001م وبعد ان رجع الشهداء من اشتباك مسلح عند مستوطنة "دوتان" قرب عرابة وفي الساعة الثانية صباحا قامت قوات ضخمة من الجنود المشاة والدبابات بمحاصرة منزل الشهيد سفيان عارضة وطلبوا من الشهداء الثلاثة ان يسلموا انفسهم لكنهم رفضوا جميعا و طلبوا الشهادة، واخذوا اماكنهم وجرى اشتباك عنيف مع القوات الكبيرة لجيش العدو لمدة ثلاث ساعات متتالية سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى وبعضهم من جيش لحد حسب شهادة الجيران الذين كانوا يسمعون بكاء وصراخ الجنود، ثم وبعد عجز الجنود عن حسم الامر حضرت طائرات الاباتشي واخذت تضرب المنزل بقوة بالصواريخ من الغرب ومن الشرق وبغزارة كبيرة ولم تترك شبرا من المنزل دون قصف، وقرر الشهيد وائل الخروج للمواجهة ففتح الباب وخرج على شكل "ركبة ونصف" مطلقا النار فأصاب جنديا من فئة لحد حسب شهادة الجيران ومن ثم اردى والد الجندي فوقه لدى اقترابه واصيب بالرصاص وكانت عندها الزهرة بلقيس شقيقة الشهيد سفيان عارضة هناك لأجل اسعاف الجرحى ولما اقتربت لاسعافة لمحها قائد الاباتشي فاطلق عليهما صاروخا مزق الزهرة بلقيس وادى لاستشهاد الشهيد القائد وائل عساف فورا، اما الشهيد اسعد دقة فبعد ان نظف المكان امامه من الجنود اراد الخروج من النافذة تفاديا لقصف الاباتشي وليواصل القتال خارج المنزل مثل الشهيد وائل، لكن عشرات الرصاصات اخترقت جسدة الطاهر فور هبوطه من النافذة من قبل جنود متمركزينعلى تلة مقابلة لم يرهم بسبب الظلام وقد وجد الجدار الذي كان عليه مليئا بنقاط الدم على ارتفاع طابق ونصف من شدة تفجر الرصاصات في جسده ليلحق بأخاه وائل الى الجنة، أما الشهيد سفيان فقد اصيب اصابة فادحة في الرجل والبطن وقد تمكن الناس من اخراجه ونقله للاسعاف، لكن الجيش كمن للسيارة واختطف الشهيد سفيان والقاه ارضا ساعات طوال تحت الضرب والتعذيب والاستجواب حسب رواية شهود كانوا هناك حتى ارتقى الى جنان الخلد ليسطر مع الشهداء اروع ملاحم الجهاد.
مواقف إنسانية
كان الشهيد وائل يحب مساعدة الناس، فقد كان يعطف على اربعة اخوات كبار في السن ويلبي لهن حاجاتهن ويساعدهن. كما كان يعطف على كبار السن ويحترمهم ويساعدهم ويقدرهم. كان بارا بوالديه وحزن جدا لوفاة والده الا انه تجاوز المحنة. مطيع لاخوانه واخواته الكبار عطوف على من هم اصغر منه. حنون على والدته احبها كثيرا واطاعها من رآه احبه لحسن خلقه ومعاملته.
ذكريات
كان الشهيد محبا جدا لعائلته، فكلما دخل البيت او خرج يقبل يد والدته ويطلب رضاها. اما صلاته فهي جميعا في المسجد، كان يحب ان يؤدي الصلاة في المسجد جميع الاوقات حيث تميز بها. كان حليما ومترويا ولم يغب احدا من زملاءه. وعندما كانت امه تطلب منه ان يهتم بدراسته ويحصل على الشهادة بتفوق كان يقول لها بابتسامة هادئة: ادعي لي ان احصل على الشهادة الحقيقية وهي الشهادة في سبيل الله، والتي كان لا يطلب سواها ورغم ذلك كان متفوقا على صفه .
من مقولات الشهيد
ـ احمدك اللهم ربي واسألك اعلى رتب الشهادة، اشهد ان لا اله الا انت واستودعك على هذه الشهادة.
ـ اسألك الله كما يسرت لي كتابة هذه السطور اول مرة بمداد المجاهد ان تيسر لي كتابتها مرة اخرى بدماء الشهيد.