تهجير وطرد المئات.. شوك المفاوضات ينبت في الجنوب
ليس قرار بناء 5 آلاف وحدة استيطانية، كما أنه ليس قرار مصادرة مئات الدونمات قرب يطا جنوبا، إنه مخطط قديم جديد سرّع في تنفيذه عرس المفاوضات الذي زغردت له ألسنة قادة السلطة ليكون ثمن ذلك تهجير ثماني خرب وتجمعات استيطانية قرب يطا لعل المستوطنين يتجاهلون مؤقتا رفضهم مفاوضات عبثية ولو أنها لصالحهم.
الطرد القسري
وتعتبر التجمعات الفلسطينية والبدوية منها حجر عثرة في طريق التمدد الاستيطاني الذي يلتهم الأراضي جنوب الخليل وتحديدا في يطا، حيث إن قوات الاحتلال أصدرت قرارات الإخلاء أواخر الثمانينيات وجمدته وأعادت طرحه مع المفاوضات التي بدأت مطلع التسعينيات وجمدته ثانية، والآن أعيد إلى الواجهة بعد رد التماس الأهالي لمنع طردهم.
ويقول الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن قوات الاحتلال تسعى لطرد أهالي مجاز وتبان وسفاي وفخيت وحلاوة والمركز وجينبة وحروب بحجة أنها تشكل خطرا على أمن الجنود الصهاينة، رغم أنهم يعيشون في تلك المنطقة منذ عقود من الزمن وهم أصحاب المكان، إلا أن مخططات الاحتلال التي توالت في السنوات الماضية باتت فعلا تهدد المواطنين هناك والذين يتجاوز عددهم (1500) فلسطيني من عدة عائلات".
ويشير حنتش إلى أن القرار المتعلق بطرد المواطنين كان صدر عام 1989م ثم تجدد مطلع العام 2000 والآن يسعى الاحتلال لتسريع التنفيذ حتى يتسنى له السيطرة على خاصرة الجنوب الشرقية.
وبالتزامن مع تلك الإجراءات فإن إخطارات الهدم ما زالت تتوالى على قرى ومناطق أخرى في المحافظة على وقع نغمات السلام المنشود في البيت الأبيض، وابتسامة صهيونية تترجم وحدات جديدة كانت آخرها 520 وحدة استيطانية تم المصادقة عليها في الضفة.
صفعة للوهم
ويعتبر المحلل السياسي نشأت الأقطش أن المفاوضات تسير وفق أجندة الاحتلال ولا يوجد أصلا وقف لتلك المسيرة لأنها تخدم الاحتلال يوما بعد يوم، وتعطيه مزيدا من الوقت والغطاء لتنفيذ مشاريع أخرى.
ويتابع الأقطش لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "تشريد المواطنين من الضفة الغربية خطير جدا وهذا يعني أن صفعة جديدة للسلطة من قبل الاحتلال على وقع المفاوضات، حيث إن الإسرائيلي يريد من تلك الحفلة الدولية فقط الأمن وما عليه يتم تجاهله بل وطمسه وفرض واقع جديد، وهذا يقودنا إلى أن المرحلة لن تنتهي سلميا وستكون هناك ردة فعل شعبية وعدم السيطرة عليها سيكون محور بناء المرحلة القادمة".
وتستعد قوات الاحتلال لبدء إعطاء التراخيص لبناء أكثر من 5 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية وشرق القدس في الوقت الذي تلتقط فيه الصور لكبير مفاوضي فتح والإرهابية "تسيبي ليفني" ليكون الغطاء السلمي جاهزا لأنياب الجرافات التي اقتلعت الأمل وأبقت الألم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام