أنجبت زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي 35 عاماً من قرية بيت ريما غرب رام الله طفلها "مجد"، بعد تهريب نطفة منوية من والده الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً، ليكون بذلك سفير الأسرى الثاني بعد نجاح الأسير عمار الزبن بانجاب طفله مهند قبل نحو عام من خلال تهريب النطف المنوية.
وقالت ليديا زوجة الأسير الريماوي وهي تحتضن طفلها "مجد" ودموع الفرح تنهمر من عينيها: "ليت زوجي كان معنا اليوم"، مضيفة: "فرحتي اليوم كبيرة جدا، الحمد لله، لقد تحقق حلمي وحلم زوجي بان يكون عندنا من الاولاد "رند" و"مجد"، وها هما الى جواري الان، ولا ينقصنا سوى خروج والدهما من السجن لنعيش كعائلة سعيدة".
محافظة رام الله والبيرة د ليلى غنام زارت زوجة الأسير الريماوي، واعتبرت نجاح الزوجان بإنجاب مجد بأنه "انتصار ومجد لكل فلسطيني، فمجدنا وفرحنا نصنعه عنوة عن الإحتلال وجبروته مشددة أن أطفال الأسرى الذين ينجبون بهذه الطريقة يستحقون لقب أطفال التحدي".
وعبرت المحافظة عند احتضانها للطفل مجد عن فخرها واعتزازها بشعبنا الذي يخلق من تحت ركام الموت تحديا وعنفوانا وحياة، شاكرة الجهود الطبية المتميزة والتي تشرف على الحالات المشابهة وتعطي أولوية للأسرى وعائلاتهم، معتبرة أن الأطباء في مهماتهم التي ترسم الإبتسامة وتزرع الأمل في نفوس الأسرى يعتبرون مجاهدون أشاوس لهم من كافة أبناء شعبنا جزيل الإحترام.
وتجمع عدد من أمهات الأسرى ليحتفلون بطفل التحدي، وبينت والدة الأسير رأفت القروي أن ابنها في داخل باستيلات الإحتلال ينتظر قريبا مولوده حيث خاض التجربة ذاتها مبدية ابتهاجا وفرحا منقطع النظير لكافة الأسرى الذين ينتظرون بشغف فرحة تكسر عتمة السجن ألم السجان.
مهند الزبن - سفير الاسرى الاول
من جانبه اعتبر الدكتور سالم أبو خيزران رئيس مجلس ادارة المستشفى أن الأسرى لهم أولوية انسانية واجتماعية ووطنية وطاقم الأطباء يعمل مع أسرهم بشغف كبير حيث أن قضيتهم هي قضية كل أسرة وبيت فلسطيني متمنيا الإفراج العاجل عن أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات.
وحكاية تهريب النطف من داخل السجون بدأت عام 2009، عندما قرر الأسير الفلسطيني "عمار الزبن" من قرية "ميثلون" قضاء مدينة جنين شمال الضفة الغربية، تهريب حيواناته المنوية من داخل معتقله إلى زوجته بهدف إحداث التلقيح، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الأسيرة، وفي تحدٍ صريح للسياسات الإسرائيلية بحق الأسرى خاصة من هم أصحاب المحكوميات العالية والقدامى، والتي تمنع لقاءهم بزوجاتهم بهدف الإنجاب، لتحطيم الأسرى ومنعهم من تحقيق حلمهم بذرية تحمل أسمائهم ونضالاتهم بعد موتهم.
وكل عملية تهريب تتم بعد الحصول على فتوى دينية تبيحها ضمن ضوابط، أهمها وجود شهود بأن الحيوانات المنوية تعود للأب الأسير وستستقر في رحم زوجته،وتستند الفتوى إلى اعتبارات من مفتي الديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، بأن إجازة الشرع للتلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب تتم إذا حصر التلقيح خارج الرحم بين حيوان منوي من الزوج ببويضة الزوجة، ثم يعود الجنين بعد تبرعمه في المختبر إلى الرحم ويحدث الحمل، وهو ما حدث تماماً مع سفراء الاسرى.
المصدر : شبكة قدس