جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
"العربية لحقوق الإنسان": ما تتعرض له فلسطين اليوم أكثر من نكبة
دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا العرب والمسلمين حكاما ومحكومين إلى مراجعة حقيقية لموقفهم من القضية الفلسطينية، الذي قالت بأنه "أصبح باهتا لا يرقى إلى مستوى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميا بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته". وأكدت أن حقوق الشعب الفلسطيني "حقوق ثابتة لا تقبل التصرف، يحميها إصرار الشعب الفلسطيني على استعادتها وقواعد القانون الدولي الآمرة التي تقرر أن المساس بهذه الحقوق يقع منعدماً". ورأت المنظمة في بيان لها اليوم الأربعاء (15|5) في الذكرى الخامسة والستين لاحتلال فلسطين قبل خمس وستين سنة، أن "الشعب الفلسطيني لازال يعيش النكبة تلو الأخرى؛ فمن النكبة التي أدت إلى ضياع فلسطين وتشريد معظم أهلها وارتكاب أبشع المجازر بحقهم على يد القوات الصهيونية، مرورا بنكبة عام 1967م التي أتت على ما تبقى من الوطن إلى ما عاشه الفلسطينيون ويعيشونه اليوم من نكبات متوالية". وأشار البيان إلى أن أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات يعيشون في ظروف معيشية صعبة لم تساعد على النهوض بحياتهم وتقدمهم كباقي شعوب الأرض، وقال: "ما ضاعف المعاناة أن القلاقل في الدول المضيفة انعكست على حياة اللاجئين، حيث ارتكبت بحقهم المجازر والانتهاكات المختلفة في لبنان والعراق وحاليا في سورية، حيث إن المخيمات السورية منذ بدء الثورة السورية كانت هدفا لقوات النظام السوري". وأضاف: "بسبب هذه الأزمات الخطرة عاش الفلسطينيون في المنافي نكبات متتالية؛ فعلى سبيل المثال بعد غزو العراق قتل من الفلسطينيين المئات وهجر معظمهم إلى كافة أنحاء العالم، وفي سورية اليوم أيضا قتل المئات من اللاجئين الفلسطينيين وهرب منهم الآلاف إلى دول الجوار، حيث أصبحت المخيمات في لبنان -والتي كانت بالأمس القريب هدفا للمتحاربين فارتكبت بها أفظع المجازر- ملاذا آمنا للفارين من جحيم القتل والتدمير في سورية". وأكد البيان أن "الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م تعرضوا ولا زالوا لأبشع الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الإحتلال فشكلت نكبات لا تقل بشاعة عن نكبتي عامي 1948 و1967"، وقال: "يعيش الفلسطينيون تحت احتلال فاشي يعمل بشكل حثيث على تهويد الأرض ومصادرتها وبناء المزيد من المستوطنات وتقطيع أوصال المدن والتضييق على الناس في رزقهم واستهداف الرافضين لسياسة الاحتلال بالاعتقال والقتل، وبفعل التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال فإن الأخير يعيش أزهى عصوره فهو يعتبر أرخص احتلال في التاريخ، إنها نكبة ما بعدها نكبة". وأضاف: "في القدس المحتلة نسخة مركزة من النكبات؛ فالاحتلال يستبيح كل شيء في المدينة: البشر، الحجر، الشجر حتى الأموات في قبورهم لم يسلموا، المقدسات والمسجد الأقصى على رأس المستباحين حيث يعمل الاحتلال جاهدا على هدمه وبناء ما يسمى الهيكل، ما يجري في القدس أكثر من نكبة، إنها عملية اجتثاث للهوية العربية والإسلامية وتدمير لإرث إنساني عمره مئات السنين بدعاوى تلمودية زائفة، إن ما تعيشه القدس هو عملية ذبح متسارعة على مرأى ومسمع العالم أجمع". وأشار البيان إلى أنه، وفي قطاع غزة "فقد فتك الاحتلال هناك بكل شيء حاصروه، جوعوا الناس ثم شنوا حربين مدمرتين قتلت المئات وجرحت وشردت الآلاف، هدّمت المباني وقُتل الأطفال على مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون أن يحركوا أي ساكن، ولا زال القطاع يدفع ثمن صموده الأسطوري يرزح تحت حصار خانق بتواطؤ واضح من أطراف عربية، يسطر النكبة تلو النكبة". وأعربت المنظمة عن أسفها لمسار التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، وقال البيان: "في الوقت الذي يقوم به أحرار العالم من كنائس وجامعات وعلماء ومكونات هامة أخرى بمقاطعة الكيان الفاشي وإخراجه عن الشرعية تقوم أطراف عربية وإسلامية بمد جسور التواصل مع هذا الكيان وطرح المبادرات التي تشجع على التهويد، فهذا العالم البريطاني الشهير هوكينجز شاهد ليس على شلل هؤلاء إنما على فساد عقولهم وتحللهم من كل المبادئ؛ فهوكينجز مصاب بشلل تام لا يقوى حتى على تحريك شفتيه لكنه يملك عقلا متقدا ومبادئ دفعته ليعلن مقاطعته أي نشاط تكون إسرائيل طرفا فيه". وأضاف البيان: "إن نكبتنا الحقيقة هي في شلل المبادئ لدى الأمة العربية والإسلامية طوال سنوات الصراع، فالتاريخ والوثائق التي أمكن جمعها أثبتا أن بعض الأنظمة الرسمية كانت سببا في قيام هذا الكيان وعاملا أساسيا في حدوث النكبة وحاميا بعد ذلك لكيان الاحتلال بعد قيامه، ومتآمرا على حقوق الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة". وأكد البيان أن ذكرى النكبة "تكشف أن المسؤولين الفلسطينيين طوال سنوات الصراع لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب من المسؤولية تجاه أهم قضية مركزية، فأضاعوا الحقوق في أروقة المفاوضات وتنازلوا عن كل الحقوق الثابتة واختلفوا وتصارعوا وانفصلوا ببقع جغرافية تحت الحصار والاحتلال، ومضى على هذا الحال أكثر من ست سنوات وما يسمى بالمصالحة تراوح مكانها وقد لاحت في الأفق فرص عديده لإعادة اللحمة لم يغتنموها والاحتلال يغتنم كل فرصة لقضم الأراضي وبناء المستوطنات وتهويد القدس عاصمة دولة فلسطين". وأضاف: "إن ذكرى النكبة والنكبات المتتالية تؤكد أن قضية فلسطين ليست قضية لاجئين إنما قضية شعب يسعى إلى الحرية والانعتاق من احتلال غاشم عاث في الأرض فسادا، أهلك الزرع والنسل وامتد أذاه إلى مختلف دول العالم، الأمر الذي يتطلب توحيد الصفوف وتركيز الجهود للحفاظ على الحقوق وإعادة الاعتبار للقضية".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام