قرية مردا أصول عائلة عوض وعوده وقاسم
تقع قرية مردا على بعد حوالي 24 كم من مدينة نابلس و9 كم شمال شرق سلفيت، عدد سكانها 2200 نسمة وتبلغ مساحة أراضيها 9020 دونم، وتشغل مباني القرية 500 دونم. كانت قبل الاحتلال ضمن قرى محافظة نابلس، وبعد الاحتلال ضمت إلى محافظة سلفيت التي أنشئت بعد الاحتلال بعد تقسيم إداري جديد، القرية مشهورة بمائها ففيها بئر دائمة وتحصل منها القرية وبعض القرى الجاورة على حاجتها من المياه، كذلك هناك بنع تظهر بالشتاء تسمى عين سميتا، وبئر آخر يسمى بئر معاد كانت تظهر بالشتاء، لم يكن أهل القرية يهتمون به فقـلما يستخدمونه، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي استغل هذه البئر وأقام عليها محطة ضخ يغذي المستعمرات المجاورة والقرى أيضا، فالقرية تقبع فوق حوض مائي كبير وربما الأكبر في فلسطين.
لمحة تاريخية
،فالقرية كانت مدينة كبيرة حسب ما ورد في بعض المراجع التاريخية، تقلصت بعد الحروب الصليبية، ففبها آثار لستة مساجد، وهي: مسجد البئر، والذي مازال قائما، المسجد الشرقي، ويقع بجوار المقبرة استغلت الأساسات المتبقية من جدرانه أقيمت عليها مدرسة القرية الحديثة، مسجد النبي ثريا، المسجد الوسطي، مسجد في غرب القرية، والأخير مسجد المقبرة الكبيرة، كذلك يوجد بالقرية مقامات لبعض الأولياء والعلماء، مثل مقام الشيخ أبو شوشة، مقام الشيخ بدر، مقام الشيخ جمعة، مقام النبي ثريا، مقام الشيخ أبوالوفا مقام الشيخ محمد المقيصب،
كذلك مما يدل على أن مردا كانت مدينة وجود مواقع أسماؤها ذات مدلول، مثال ذلك أرض في شرق القرية تسمى الوادي الأحمر وسبب التسمية أن هذه الأرض رويت بدماء أبناء القرية والقرى المجاورة في معركة طاحنة مع الصليبيين قتل عدد كبير من أهلها وأهل القرى المجاورة لها، وهناك نقش على حجر في القرية يقول أن عدد رؤوس الجاموس التي ذبحت لبيعها للناس في يوم الجمعة أربعون غير الماعز والضأن وبيعت كلها بحيث أن من تأخر في المسجد بعد الصلاة لم يجد لحما، بينما تقول النقش أنه في الجمعة التي تلت المعركة المذكورة لم تذبح سوى عنز واحدة لم ينفد لحمها، لاستشهاد معظم أهل البلد.
هناك ارض تسمى أرض الخان، وهي محاطة بسور يبدو أنه كان مأوى للتجار المارين بالمدينة، كما تدل التسمية، هناك ارض تسمى مارس السوق، ويبدو أنها كانت سوق المدينة وهي مجاورة للأرض المسماة أرض الخان،
لقد ورد ذكر لقرية مردا في كثير من كتب التاريخ والموسوعات الفلسطينية مثل أعلام فلسطين للأستاذ محمد عمر حمادة، أهل العلم والحكم في ريف فلسطين للأستاذ أحمد سامح الخالدي، معجم بلدان فلسطين للأستاذ محمد حسن شراب، الموسوعة الفلسطينية، لقد ورد في هذه المراجع ذكر عن قرية مردا، من أمثلة ذلك مايلي: ما ورد في كتاب الأستاذ الخالدي مايلي" تقع مردا بين جماعين من الشمال وسلفيت من الجنوب، وهي الآن قرية صغيرة، وكنا نسمع أن أربعين فتاة من بنات مردا، كانت الواحدة منهن تصدر الفتوى الشرعية، في عصر المماليك، وفي هذا البحث الذي أفردناه عن مردا ما يشير إلى كثرة علمائها وبعض عالماتها"
ماورد في كتاب معجم بلدان فلسطين: مردا قرية جنوب قرية جماعين أكثر أشجارها الزيتون 1693 دونم، والفواكه 573 دونم بلغ عدد سكانها 852 نسمة سنة 1961، وأكبر عائلاتها آل الخفش ويذكرون انهم حجازيون، يشربون من مياه نبع قديم ينزلون إليه بدرجات وترفع مياهه في الشتاء، أسست مدرستها بعد نكبة 1948 رغم كثرة ما ينسب إليها من علماء، أمثال أحمد بن أبي المكارم بن شكر خطيب مردا المتوفى سنة 622 هـ، وعمر بن يوسف بن محمد بن أحمد المرداوي من علماء القرن السابع الهجري، ومحمد بن عبد القوي بن بدران الحنبلي النحوي، من تلامذة ابن تيمية، توفي في دمشق سنة 699 هـ، وقد عدد الدباغ 41 عالما ينسبون إلى مردا، والنسبة إلى البلدة "مرداوي".
ورد في كتاب أعلام فلسطين، أسماء عددا من العلماء الذين ينسبون إلى القرية منهم، ابراهيم بن عثمان بن محمد المرداوي، المعروف بجابي بن عبادة، ولد في دمشق وينسب إلى بلده الأصلي مردا من قرى نابلس، وكان من الأفاضل المشهود لهم بالعلم والمعرفة، ومنهم أحمد بن ابراهيم بن مجلي بن عبد الملك المرداوي، سمع من خطيب مردا وتوفي بها سنة 718هـ، خطيب مردا أبو العباس أحمد بن أبي المكارم بن شكر بن نعمة بن علي بن أبي الفتح بن حسن بن قدامة بن أيوب بن عبد الله بن رافع المقدسي الخطيب الحنبلي خطيب قرية مردا، قال عنه الحافظ الضياء:" سافر إلى بغداد في طلب العلم واشتغل وحصل في مدة يسيرة ما لم يحصله غيره في مدة طويلة، وسمع الحديث ببغداد، وبجبل قاسيون، وسمعت شيخنا الإمام عماد الدين ابراهيم غير مرة يغبطه بما هو عليه من كثرة الخير ثم ذكر له كرامات، توفي بمردا سنة 622هـ، ونكتفي بهذه الأمثلة،
وأوردت الموسوعة الفلسطينية صفحة 462 المجلد الثالث من الدراسات الخاصة ما يلي تصف النشاط العلمي لقرى نابلس: ومن الملاحظات اللافتة للنظر النشاط العلمي الواضح في قرى نابلس، ولا سيما جماعين ومردا والدبر وبورين ورامين، وفي الصفحة 466 من نفس المجلد أوردت الموسوعة مايلي" وفي خارج فلسطين استمر في العصر الأيوبي المملوكي نشاط المركز الحنبلي الذي أقامه الحنابلة الذين قدموا دمشق من جبل نابلس واشتغلوا بالفقه الحنبلي والحديث، وقد جمع صاحب " أهل العلم والحكم في ريف فلسطين" أسماء أكثر من خمسين عالما من علماء الفقه والحديث جاؤوا إلى صالحية دمشق من قرية مردا (في جبل نابلس) وحدها وتعاقبوا في القدوم إلى الصالحية مدة طويلة وأسهموا إسهاما كبيرا في علم الفقه والحديث. وفي صفحة 468 من نفس المجلد تقول الموسوعة " ومن علماء مردا الذين استقروا في دمشق تميز علاء الدين علي بن سليمان المرداوي السعدي ثم الصالحب الحنبلي المتوفي بدمشق سنة 885 هـ 1480م وقد نزل بدمشق بعد أن أقام بالخليل مدة، ومن كتبه الجليلة كتاب "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" و"التحرير في أصول الفقه" و"التنقيح في شروح المذهب الحنبلي" وكلها كتب مشهورة أهلت صاحبها للقب "شيخ المذهب" و"أعجوبة الدهر" وكان معظم فقهاء عصره من تلاميذه"
كما ورد في كتاب ألفه الشيخ صالح محمد الخفش تحت اسم (عقود الجواهر في الشعر والتاريخ والنوادر) (وهو مخطوطة باليد من أربع مجلدات) أن عددا من العائلات كانت تقيم في مردا وتركتها بحثا عن مصادر الرزق ومنها: آل اللحام، واقاموا في قرى القدس وهناك أرض بمردا تعرف بخلة اللحام، آل الخالدي، وأقاموا بالقدس، وكانوا يعرفون باسم الديري نسبة إلى الدير وهي جزء من قرية مردا، آل ضمرة ,آل النوباني وأقاموا في المزارع، وآل هاشم، وأقاموا في نابلس وجدهم جعفر قبره في مردا، وآل أبو الرب وسكنوا قباطية وجدهم جمعة قبره في مردا، وآل الشايب وسكنوا الصريح في الأردن، وآل زقوت وسكنوا غزة، وآل فزع وسكنوا جنين، وآل الخفش في سلفيت، وأحد أبناء محمد الخفش وهو عبد الجبار رحل إلى قرية ماعين في الأردن وعائلته تحمل اسم النابلسي، وآل واكد في المجيدل بالناصرة، والمرادوة في قريوت،
و كذلك عائلات إبداح وأبو حجير، أبو شمة، براغشة، الخفش، سعيد، أبو بكر، سليمان، عياش، منصور.
وينسب اهالى المنطقه الى عشائر العتوم وبني حسن