"الخليل القديمة" بمواجهة الاستيطان المتصاعد
لم تكن "زليخة المحتسب" المعتقلة الأولى لدى الاحتلال لمقاومتها ونشاطها ضد الاستيطان، بل كانت هناك عدة نساء وفتيات ومن بينهن الأسيرة نهيل أبو عيشة، بل يتعدى ذلك إلى حيث استهداف الأطفال والرجال والشبان وحتى كبار السن في البلدة القديمة من الخليل.
فسياسة الترهيب مستمرة هناك لتكون مسرحا للمستوطنين دون رادع أو مانع فصوت الحق يجب أن يغيب.. هكذا الحال مع شعب يرفض الاستيطان في الخليل القديمة.
ضد الاستيطان
وتنغرس البؤر الاستيطانية في خاصرة الخليل القديمة التي تنهشها الأطماع وتتآكل منازلها بفعل سطوة الاحتلال، بينما يتعرض أهلها لحرب تهجير ربما تكون أقسى من حكاية النكبة.
تقول الناشطة المحررة زليخة المحتسب لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إنها كانت تجلس على شرفة منزلها الكائن في شارع الشهداء وسط الخليل لتفاجأ بجموع من المستوطنين تعتدي على المنزل وتطالبها بتسليم نفسها بحجة أنها رشقت الحجارة صوبهم، وهو الأمر الذي نفته جملة وتفصيلا.
وتضيف: "جاء الجنود واعتقلوني تحت هذه الحجة بناء على شكوى زائفة من المستوطنين ونقلوني إلى مركز شرطة مستوطنة كريات أربع، وهناك خضعت للتحقيق لعدة ساعات حتى أفرج عني، ويبدو أن الاعتقال جاء نتيجة منطقة سكني ونشاطي الحقوقي".
وتلفت إلى أن منزلها يتعرض بشكل شبه يومي لاعتداءات المستوطنين الذين يرشقون الحجارة والزجاجات الفارغة صوب المنزل، حتى إنها قامت بوضع سياج حديدي حوّله إلى ما يشبه السجن، فيما تقطن منطقة شارع الشهداء التي يريد الاحتلال السيطرة عليها بغرض إسكان المستوطنين فيها واستيلائهم على منازلها.
ملاحقة مستمرة
ويتعرض الناشطون في مجال رفض الاستيطان إلى الملاحقة المستمرة على يد الاحتلال الذي لا يروق له أي تحرك فعلي يعيد الغضب إلى الفلسطينيين.
يقول الناشط في تجمع "شباب ضد الاستيطان" محمد الزغير لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن الاحتلال يطارد النشطاء ويحاول اعتقالهم خلال أي نشاط لهم كي يردع المواطنين عن مقاومة الاستيطان واعتداءات الجنود في الخليل والتي أصبحت نقطة استهداف تحتضن مشاريعهم التهويدية.
ويشير الزغير إلى أن اعتقال المحتسب لم يكن الأول في سلسلة الهجمة على النشطاء ضد الاستيطان؛ فكان من قبلها اعتقال منسق التجمع المهندس عيسى عمرو والتهديدات المستمرة بحقه من قبل المستوطنين، ومن بعدها اعتقال أكثر من شاب ينشطون في التجمع.
ويتابع: "هذه الإجراءات والاعتقالات تهدف إلى وأد أي محاولة فلسطينية لرفض الاستيطان؛ فالاحتلال يريد تحويل البلدة القديمة إلى تجمع استيطاني يخلو من الفلسطينيين، وبدأت سياستهم بتفريغ المنازل والاستيلاء عليها، ومن ثم بالاعتداء على المواطنين، وكل ذلك ضمن حرب تهجيرية تهويدية".
ويؤكد الناشط بأن رفض الاستيطان سيبقى قائما لدى الفلسطينيين إلى أن يزول نهائيا، وأنه لن يكون هناك رادع أمام أي ناشط في هذا المجال لا بالاعتقال ولا بالتهديد أو التنكيل.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام