اللاجئون الفلسطينيون.. نكبات متتالية وعيون ترنو نحو العودة
مر اللاجئون الفلسطينيون في نكبات متتالية أعقبت نكبتهم الكبرى عام 1948، لكن عيونهم ما زالت ترنو إلى بلداتهم ومدنهم التي هجروا منها، مجددين الأمل بتحقيق حلم العودة ومؤكدين على عدم سقوط هذا الحق بالتقادم عبر توريثه للأبناء والأحفاد.
وترنو عيون الفلسطينيين في ذكرى نكبتهم الخامسة والستين نحو بلدانهم وهم يمرون بأزمات متتالية في الأماكن المؤقتة التي يعيشون فيها، والمعروفة باسم "مخيمات اللاجئين" في عدد من الدول العربية أبرزها لبنان والأردن وسوريا.
ويؤكد عدد من اللاجئين الذين قدموا إلى غزة للمشاركة في مؤتمر "متّحدون من أجل العودة" الذي يُعقد في غزة يو الاثنين (13-5) على استمرار معاناة اللاجئين في البلاد التي يعيشون فيها، متمسكين بحق العودة مهما طال الزمان.
الهوية الوطنية
ويقول رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش إن مجتمع اللاجئين في الأردن لم ينس هويته الوطنية ليدحض مزاعم الصهيونية بأن فلسطين أرضٌ بلا شعب، كما حضرت فلسطين في وجدانهم وطنًا مقدسًا مرتبطًا بعقيدتهم.
ويوضح عايش في حديث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إنّ اللاجئين في الأردن يضعون أيديهم في أيدي الحافظين لحقوقهم في العودة وأولئك الذين يتبنون قضيتهم في المحافل الدولية، والفلسطينيون في الأردن ما يزالون يورثون لحن العودة للصغار حتى حضرت فلسطين في وجدان اللاجئين وتعلقت أرواحهم في بلدانهم التي هجروا منها".
ويوضح عضو هيئة علماء فلسطين بسوريا اللاجئ محمد موسى أنّ المخيمات الفلسطينية في سوريا تتعرض للقصف والدمار بسبب الأزمة السورية، "فمخيم درعا مدمر بالكامل وخرج منه أهله ولم يستطيعوا أن يأخذوا شيئًا".
حصار يتلوه حصار
وأشار إلى أنّ مخيمي "اليرموك" و"العائدين" يتعرضان للحصار ولا يستطيع سكانهما أن يجلبوا الطعام والحليب والقمح، "وكل ذلك يتم تحت وقع الظلم وإدخال الفلسطينيين في الصراعات الداخلية".
ويؤكد أنّ المخيمات تئن تحت وطأة القتل والتدمير، مطالبًا بأن تكون قضية اللاجئين على رأس أولويات الفصائل الفلسطينية، داعيًا الدول العربية لاستقبالهم والسماح لهم بالدخول دون تأشيرات، مبينًا أنّه "رغم أن القذائف التي تنهال على الرؤوس واحدة والتشريد واحد، إلا أنّ هناك تفرقة في التعامل بين الفلسطينيين والسوريين في الدول المجاورة التي ينزحون لها".
ويشدد أمين عام جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية ماهر قنديل على أن اللاجئين الفلسطينيين في مصر عانوا في عهد النظام المصري السابق من التدخلات الأمنية في حياة اللاجئين، وأنّ السفارة الفلسطينية في مصر تمثل عقبة أمام اللاجئين الفلسطينيين وتمثل أحد أفرع الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتعمل تحت إمرة الاحتلال "الإسرائيلي".
إنسان لا رقم!
ويوضح في حديث لمراسلنا أنّ اللاجئين لا يريدون أن يتم النظر لهم كأرقام واحصاءات، وإنما كقضية عادلة، مطالبًا بأن تشمل مصر خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لأن آلاف الفلسطينيين نزحوا إليها جراء الأزمات التي حدثت في سوريا وليبيا وغيرها من الدول.
وكانت إحدى نتائج نكبة عام 1948، إجبار الفلسطينيين على الرحيل والنزوح عن أراضيهم باستخدام العصابات الصهيونية للقوة العسكرية ضدهم والتي دمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية وأزالت معالمها العربية والإسلامية.
وتعرض الفلسطينيون بعد الهجرة إلى الاضطهاد وإنكار الهوية الوطنية، وتحملوا الظلم والمصاعب بعد اجتثاثهم من بيوتهم وإجبارهم على العيش في معسكرات الشتات ومخيماته، محرومين الحد الأدنى من حقوق الإنسان والمواطنة.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام