كفرراعي بين الماضي والحاضر
تتوسط بلدتنا الحبيبة كفرراعي منطقة الشمال الفلسطيني تقريباً، وتتبع محافظة جنين، وتقع في الجنوب الغربي للمدينة، وفي الشمال الشرقي من مدينة طولكرم، وتبعد حوالي 23كم عن مدينة جنين، وتقع بلدتنا على ستة جبال متوسطة الارتفاع أعلاها حوالي 580م عن سطح البحر بناء على مصادر الخارطة الجوية للبلدة وهي: باطن قيس، باطن الرامة، ظهرة الشونة، ظهرة الصافي، باطن عزيز، باطن عابد.
أسباب تسمية بلدتنا بهذا الاسم:
إن أصل تسمية البلدة بهذا الاسم “كَفرراعي” – وهي فتح الكاف وليس ضمها – وتعني المكان الخصيب المليء ببقايا الحصيد، وهو المكان المحبب لدى الرعاة لجعل مواشيهم تجتاح المنطقة فتأكل من الكلأ فتكفرها كفراً، أي تأكل بنهم وسرعة.
وقال البعض أن “الكَـفَـر” هو المكان الذي تجتمع فيه الأغنام وقت الظهيرة كي تستريح فتجثوا فيه، وتغطي أرضه بأجسادها، ولهذا السبب سميت كَـفرراعي بهذا الاسم.
وكذلك فإن “راعي” هو اسم فاعل بمعنى “كل من ولي أمر قوم”، وراعي الماشية حافظها.
يذكر في الأثر أنّه أثناء حصار الأمير بشير الشهابي لصانور عام 1830 عانت كفرراعي كثيراً من السلب والنهب الذي قام به بعض جنود الدولة، ولما أراد الناس صيانة أموالهم وممتلكاتهم وأنفسهم دارت رحى القتال بين الطرفين، فدخل الجند القرية وشرعوا بحرقها و نهبها، ولما شُغلوا بالنهب ارتد عليهم السكان فقتلوا منهم سبعة عشر رجلاً وأجلوهم عن القرية.
ومن أبرز المعالم التاريخية في البلدة “خربة طبرس”، والتي تقع في شمالي بلدتنا، وقد كانت فيما مضى قرية معروفه اقتطعها الظاهر بيبرس بين قائديه “بدر الدين الوزيري”، و”زكي الدين منكورس الديودار”، ومازالت بقايا بيوتها ومساجدها وآبارها ماثله للعيان.
تاريخ بلدة كفرراعي:
تعود أصول أهالي كفرراعي إلى إحدى القبائل العربية المتفرعة من الخزرج والتي كانت تقيم في منطقة الشوبك في بادية شرق الأردن.
وقد كان رجل منهم يدعى “فرحان” له أتباع من المسيحية يعملون عنده في الحدادة، وكان لهذا النصراني ابنة جميلة فأراد أحد مشايخ الشوبك أن يتزوجها بالقوة ورغماً عن أبيها، فقام فرحان بقتل ذلك الشيخ الشوبكي، وفروا والحداد إلى قرية “فاده”.
وعندما أحس بملاحقة قبيلة الشيخ المقتول له وللحداد النصراني قدموا إلى فلسطين واستقروا بمدينة البيرة ورام الله، وما زالت ذرية الحداد في رام الله حتى الآن. ويقال لهم “آل حداد”. وأما “فرحان” فكان له ستة أبناء، أحدهم بقي في البيرة، والثاني اسمه “مالك” وبنيه يقطنون قرية “كفر مالك” قضاء رام الله، والثالث استقر في منطقة يافا وذريته كانوا يدعون “بالشوابكة”، وكان منهم مصطفى الشوبكي أول ثائر على الانجليز، وأول شهيد في منطقة يافا، أما أولاده الآخرين فأحدهم توفي في الأغوار في منطقة يقال لها “قرعة الغور”، والآخرين هم “حسين وحرز الله”، قدما إلى كفرراعي التي كان مكانها خربة قديمة لم يعرف أحد عن تاريخها أو عن اسمها شيئاً. فأقاموا هؤلاء في المنطقة وأسموها “كفرراعي”، وقد كانوا بدواً رُحّل، ثم استقروا وبنوا بيوتاً، وتقاسموا الأرض فجعلوها شماليه وجنوبية، وما زالت البلدة تقسم إلى حمولتين: حسين الحارة الشمالية، وحرز الله الحارة الجنوبية.
وقد هاجر إليها منذ القدم بعض الأشخاص الذين انضموا إلى حماليه، وأصبح لهم ذرية فيما بعد. فمنهم من جاء من جبع، ومنهم من بيت ليد، ومن طبرس، و قيسارية، والسنديانة، وطبعون، وغير ذلك من المناطق الذين هاجروا منها في السابق أكثر من الذين قدموا إليها وخاصة من القسم الشمالي «حمولة حسين». خرجوا قسم من آل ذياب واستقروا في طمره، ودار المدلل، في قرية وقاص. وآل غنايم والخليلية في دير الغصون، ودار أبو صوصة في عرابة وجنين، وكذلك في الفريديس، من تعود أصولهم إلى آل ملحم، ويقال أن قرية نزلة عيسى أصلها من كفرراعي، ومن آل حرز الله من سكن صيدا وعلار ويعبد وكفريوبا قضاء إربد في الأردن.
الأماكن الأثرية:
تمتاز البلدة بالأبنية العثمانية العريقة ذات السمات التقليدية المعروفة، حيث الأقواس على الشبابيك والقباب تزيّن المباني القديمة، وكذلك الحجارة الأثرية القديمة، والمقام الذي يسمي بالولي حاتم الذي يقع في منطقة «اللكلوم»، وجامع حاييس الذي يقع في منطقة طبرس، والتي ما زالت آثار قدمها ماثلة للعيان.
وكما تمتاز البلدة بكثرة الخرب – أي الأماكن القديمة جداً والمقامات والكهوف والآبار- التي كانت تستخدم لجمع المياه ومن هذه الخرب: خربة «طبرس» والتي تعود إلى العهد البيزنطي، وخربة «الحمام» التي تعود إلى العصرين اليوناني والروماني، وخربة «المصرارة» والتي تعود إلى العصر الحديدي، وخربة «الخربة» التي تعود إلى العصر البرونزي.
الحدود:
من الشمال: يعبد، والنزلة الشرقية.
من الجنوب: الرامة، والعطارة، وبلعا.
من الشرق: فحمة، وعرابة، وعجة.
من الغرب: صيدا، وعلار، والنزلات.
عدد السكان:
يبلغ عدد سكان البلدة المقيمين فيها حالياً حسب إحصائية جمعية كفرراعي للتنمية والثقافة الخيرية ما يزيد عن7500 نسمة، وما يزيد عن 6000 نسمة خارج البلاد. فمنهم من ترك البلدة قبل عام 1967، ومنهم من هاجر بعد ذلك من أجل التعليم أو العمل، ومنهم لأسباب سياسية.
أما عدد منازل بلدتنا كفرراعي فيزيد على 1350 منزل، ومعدل أفراد الأسرة 6 أفراد، وتبلغ عدد النساء من عدد السكان 50.5 %. ويبلغ عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة بنسبة 50%، ونسبة المسجلين كلاجئين45%.
وفيما يتعلق بالمساحة، فتبلغ المساحة الإجمالية لبلدتنا كفرراعي 3600 دونم، مستغل منها ما نسبته 75%مزروعة بالأشجار المثمرة، كالزيتون حيث فيها أكثر من 60,000 شجرة زيتون مثمرة حيث ازدادت عملية استصلاح الأراضي والزراعة في انتفاضة الأقصى بشكل ملحوظ، ويبلغ الناتج السنوي أكثر من 800 طن من الزيت.
المناخ:
دافئ رطب شتاء معتدل صيفا، وهو يتبع مناخ البحر الأبيض المتوسط
• الحرارة: من 28 -34 صيفاً، 6-12 درجة شتاءً.
• الرياح: جنوبية شرقية صيفاً، وغربية شمالية وغربية جنوبية شتاءً.
• الأمطار: ما يعادل من 550 -650 ملم سنوياً.
• الرطوبة: عالية نسبياً 70 -80 شتاءً،40 – 60 صيفاً.
• الجيولوجيا: فيها الصخور الكلسية، ولا يوجد مصادر مياه، وتعتمد الزراعة فيها على مياه الأمطار والشرب، مياه “ميكورت”، وتقع ضمن الحوض المائي الغربي.
• الأودية: وهناك ثلاثة أودية في البلدة هي: وادي الجيز، ووادي مصّين، ووادي حردان.
الوضع البيئي والحياة البرية:
تعتبر بلدتنا كفرراعي مميزة بطبيعتها وخصوصاً في فصل الربيع، حيث تُشاهد أنواع كثيرة من الطيور لا نستطيع مشاهدتها في مكان آخر. كما وتشاهد في فصل الخريف مجموعات من الطيور المهاجرة، ومن أهم الطيور والحيوانات البرية النادرة التي تعيش في البلدة:
• الطيور:
عصفور الشمس الفلسطيني، عقاب الحيات، ديك السمن، الشنار “الحجل”، الشحرور، الشحيتي، الهدهد، الزريقي، البلبل، عروسة التركمان، الحلاّج، السنونيا، أبو الحناء (الحنيني)، الرقطي”الحمام البرّي”، الدوري.
•الحيوانات البرية:
الغزال، النّيص، الأرنب البري، القنفذ، الغريري، النمس، الحصيني، الخنزير البري، النسناس، الكلاب البرية، الواوي»ابن آوى»، السلعوّة.
النباتات والأشجار:
يوجد فيها عشرات النباتات المهمة بيئياً، أهمها:
الزيتون، الزعتر، شقائق النعمان، الزعيتمان «زعتر البلاط»، اللّوف، الفقع، اللّسينة، الزعمطرط، الخبّيزة، العجرم، سيف القمح، الزعرور، السريّس، البطم الفلسطيني، البلّوط، العبهر، الخروب، الملّول، الصّبر، الرمّان، اللّوز، التين، الجرنق، المشمش، الكرز.
الوضع الصحي للبلدة:
يعتبر الوضع الصحي دون المستوى المطلوب لعدم وجود البنية التحتية الكافية للقطاع الصحي.
الوضع الاجتماعي:
تنقسم البلدة إلى حمولتين رئيستين هما حسين، وحرز الله. وتمثل حمولة حسين الحارة الشمالية، وحرز الله الحارة الجنوبية.
الوضع التعليمي:
يوجد في البلدة ست مدارس ثلاثة للذكور، وثلاثة للإناث، وهي:
1. مدرسة ذكور كفرراعي الثانوية
2. مدرسة ذكور كفرراعي الأساسية
3. مدرسة ذكور كفرراعي الأساسية الجديدة
4. مدرسة بنات كفرراعي الثانوية
5. مدرسة بنات كفرراعي الأساسية
6. مدرسة بنات مسقط الأساسية
كما ويوجد في بلدتنا كفرراعي اثنتين من رياض الأطفال هما روضة الإسراء، وروضة النجاح الخاصة.
الوضع الرياضي:
يوجد في البلدة نادي رياضي، هو نادي كفرراعي الرياضي الذي تم تأسيسه في العام 1995م، والذي حقق العديد من الفوز والانجازات الرياضية. ورغم هذا الانجازات إلا أنه لا يوجد للنادي مقر له سواء للعب أو الاجتماعات، وهو بحاجة ماسة له، مع العلم أن النادي يملك رخصة من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية.
الوضع الفلكلوري:
يوجد في البلدة فرقة للدبكة الشعبية وهي “فرقة الأصيل”، والتي شاركت وتشارك في العديد من المهرجانات والأفراح والمناسبات الوطنية في داخل البلدة وخارجها وعلى مستوى الوطن الحبيب فلسطين.
الوضع الديني:
يوجد في البلدة ستة مساجد، وهي:
مسجد عمر بن الخطاب (المسجد القديم، الأوسط)، وهو أول مسجد في البلدة.
مسجد أبو ذر الغفاري.
مسجد علي بن أبي طالب.
مسجد أبو بكر الصديق.
مسجد الصالحين.
مسجد أبو أيوب الأنصاري.
الوضع الوطني والتحرري:
للبلدة دور ريادي في مقاومة الاحتلال لتحرير فلسطين، فكان أوائل المقاومين للاحتلال بعد حرب حزيران 1967 من آبائنا الذين يعيشون بيننا في بلدتنا كفرراعي والذين قاوموا الاحتلال واعتُقلوا وحوكموا لسنوات طويلة، ومن هؤلاء المناضلين المرحوم بدر حسن جوابره أبو حسن، والمرحوم صبحي فياض الأطرش أبو فياض، والمرحوم محمد جابر الأطرش أبو هشام، والمرحوم الحاج يوسف ملحم أبو صالحية، والمرحوم الشيخ محمود حسن الحاج قاسم، والأستاذ أحمد ناجي صبيح أبو الناجي، والأستاذ محمد نجيب برماوي أبو نضال، ومحمد حسن ملحم أبو الجسر، ومحمد حسين جوابره أبو جمال، عزيز الأشقر «أبو فؤاد».
وما زالت المقاومة والشهداء والمعتقلين ما دام الاحتلال جاثماً، فمن شبابنا وإخواننا وأبنائنا الكثير الكثير ممن اعتقلوا بعد عام 1967 وخلال الانتفاضتين وما زال منهم في سجون الاحتلال الكثير وبأحكام عالية وهم:
الأسير برهان حمد صبيح «عميد أسرى كفرراعي»، الأسير أحمد مصطفي الأطرش، الأسير محمد حسين الأطرش، الأسير أيسر عايد الأطرش، الأسير عزام نبيل ذياب، الأسير عماد عزيز الأشقر، الأسير علي يوسف صبيح، الأسير مهند خالد مرطوان شيخ إبراهيم، الأسير مجدي ماجد يعاقبه، الأسير محمد أحمد حسن الجسر ملحم، الأسير طارق زكي ملحم، الأسير علام مطر ملحم.
الوضع الاقتصادي:
يعتمد سكان البلدة على الزراعة، وتربية الماشية، والدواجن، والموظفين، والمغتربين في دول الخليج العربي. بالإضافة إلى التجارة، وفئة قليلة من العاملين الذين يعملون داخل الخط الأخضر. ونتيجة الجدار الفاصل أثر بشكل ملحوظ على حياة المواطنين، وزادت نسبة البطالة بنسبة عالية جداً.
الوضع الثقافي:
هناك العديد من المتعلمين والمثقفين في البلدة، ويبرز دور هؤلاء الإخوة في العديد من المشاركات الثقافية، والمهرجانات السياسية.
وكما أن هناك عدد كبير من الكفاءات العلمية من حملة الدكتوراه، والماجستير، والبكالوريوس. والتي تتقلد مناسب مهمة وريادية في الوزارات والجامعات والبنوك ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
وهناك أيضاً من أهلنا وأقاربنا وأبنائنا في الأردن والخليج العربي، وهم أيضاً من حملة شهادات الدكتورة، والماجستير، والبكالوريوس. ومنهم من تبوئ مناصب في البرلمانات، والوزارات السابقة والحالية، ومنهم:
الدكتور خالد أمين صبيح، والذي شغل منصب وزير، والدكتور همام سعيد، نائب في البرلمان الأردني، ويشغل رجل الأعمال غازي عليّان عضو في البرلمان الأردني الحالي، والنائب خالد سعيد يحيى، والذي يشغل منصب نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني.
فالجميع فخر لنا ولبلدتنا كفرراعي.. بلدة الشهداء، ومنبت الأحرار.
وضع الشعر والزجل الفلسطيني:
تحظى البلدة بالعديد من الشعراء والزجالين الذين يهتمون بالشعر والزجل الفلسطيني، وهم:
المرحوم صبري نجيب يعاقبه، الأستاذ نجيب صبري يعاقبه، والأستاذ صدقي عبد الشمالي، جمال مصطفى صالح الدله، الأستاذ أحمد ناجي عبد الخالق، الأستاذ أحمد توفيق موسى، الأستاذ جهاد مروح راغب افطيمة، بلال مروح راغب افطيمة، عصام إسماعيل يعاقبه، عبد الجبار يوسف صوالحه، بيان محمد الشيخ إبراهيم.
العائلات في البلدة:
يوجد 11 عائلة في بلدتنا كفرراعي تربطهم أواصر الطيب، والمحبة المتمثلة في النسب والقرابة وهي:
حمولة حرز الله: الشيخ إبراهيم، يحيى، صبيح، يعاقبه، مرشد.
حمولة حسين: ملحم، ذياب، جوابره، الأطرش، صوالحه، الأشقر.
الدواوين:
في السنوات الأخيرة الماضية سعت بعض العائلات في البلدة إلى إنشاء الدواوين الخاصة بكل عائلة. وذلك لتمتين وتوطيد العلاقات العائلية والروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة وبين عائلات البلدة بشكل عام، وإقامة المناسبات الخاصة بكل عائلة كالأفراح،
والاجتماعات الخاصة، والمناسبات الأخرى، ومن الدواوين المقامة حالياً: ديوان آل يحيى، وديوان آل صبيح، وديوان آل ملحم، وديوان آل الشيخ إبراهيم، ومنها ما زال قيد الإنشاء كديوان آل ذياب، وديوان آل الأطرش.
كافة الحقوق محفوظة لمدونة الصحفي محمد مرشد
وفي حال الاقتباس أو النسخ من المدونة يرجى ذكر المصدر مع الشكر الوافر
2011
المصدر: دليل هاتف كفرراعي 2011
أ. عماد الأطرش، الصحفي: محمد مرشد