بقلم نواف ابوعياش
الجماسين يرجع إسم القرية نسبة إلى اشتغال أهلها ورعايتهم للجواميس (وهو حيوان يشبه البقرة إلا انه أكبر حجماً). ويقيم الجماسين في الارض الواقعة قبل مصب نهر العوجا بأكثر من ثلاثة كيلو مترات. وتقع إلى الشمال من مدينة يافا. وتبعد عنها 4كم. وتنقسم قرية الجماسين إلى قسمين: – الجماسين الغربي: وتبلغ مساحة أراضيها 414 دونماً وقُدر عدد سكانها عام 1922 (200) نسمة. وفي عام 1945 (1080) نسمة. الجماسين الشرقي: تبلغ مساحة أراضيها (358) دونماً وقُدر عدد سكانها عام 1945 (730) نسمة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بتشريد أهالي الجماسين الغربي والبالغ عددهم عام 48 حوالي (1253) نسمة. وأهالي الجماسين الشرقي والبالغ عددهم عام 48 (847) نسمة. وكان ذلك في 17/3/1948. ويبلغ مجموع اللاجئين من القرية بقسميها في عام 1998 حوالي (12894) نسمة.
وهي قرية من قرى وطننا فلسطين القابعة بين ربوع هذا الوطن المسلوب و المحتل حيث أنها إحدى قرى مدينة يافا تبعد 4 كم عنها ترتبط بها بطريق تدعى بطريق العملية- وهي طريق سهلية ذات تربة سوداء وبيضاء، أصول عشيرة الجماسين بدوية هاجرت في القرن السادس عشر من غور الأردن، ويقال بأن هناك فخذاً يسمى جماسة من عشيرة السبخة إحدى عشائر محافظة دير الزور السورية، الديانة الإسلام.
موقع قرية الجماسين
تقع القرية غرب نهر العوجا والشيخ مؤنس حيث يبعد النهر 2كم عنها ويوجد وادي يسمى وادي المسيل تتوفر فيه المياه صيفا وشتاءا حيث ينقل الماء من نهر العوجا إلى البحر الأبيض المتوسط و يمر هذا الوادي من منطقة تسمى رأس العين شرقا.
يحد الجماسين من الشمال عرب العوجا و عرب السوالمة وأبو كشك , من الشرق ببارة تل أبو حسن وقرية فجة التي تبعد 10 كم عن الجماسين ,ومن الغرب ببارة الزمهرية وجريشه , وجنوبا ملبس و العباسية تبعد 6كم عن الجماسين.
حمايل وعشاير الجماسين
تشتمل القرية على عدد كبير من الحمايل والتي كانت تتفاخر في إعدادها ووقوفها إلى جانب بعضها البعض بالسراء و الضراء ومن هذه الحمايل:
حمولة أبو ليل ,أبو عياش , مسيمي ,أبو ذراع ,حنون ,مراحيل ,أبو علي ,رياحي ,أبورزق , ابوحمدان , أشتيوي , أبوعرب , سحلوب ,سروجي , ابوسريس,ابوداود,ابوصبيحه ,ابومريم , أبو الأسمر , ابوالريش ,ابوشحادة , ابوهدبه ,ابوعوض , العدوي , أبو زيدان , السماك.
وكان لكل حمولة كبير ومنهم
حمولة أبو عياش (محمود حسين أبو عياش), حمولة مسيمي(المختار محمد مسيمي) ,حمولة أبو ذراع (المختارابراهيم أبو ذراع) , حمولة حنون (محمد حنون), حمولة رياحي(محمد رياحي) , حمولة أبو رزق(صابر أبو رزق) ,حمولة أشتيوي (محمد أشتيوي), حمولة سحلوب (راغب سحلوب) , حمولة سروجي (موسى سروجي) ,حمولة ابوصبيحه (ابراهيم ابوصبيحة),حمولة أبوسريس (عبدا لقادر ابوسريس), حمولة ابوحمدان (الشيخ عمر ابوحمدان), حمولة ابوشلال (إسماعيل ابوشلال)،حمولة ابوداود (موسى ابوداود) , حمولة ابومريم (إبراهيم أبومريم), حمولة أبو ألريش (حسن أبو ألريش) , حمولة ألعدوي (محمد ألعدوي) , حمولة ابوزيدان (خليل أبو زيدان) , حمولة ابوهدبة (سليمان أبوهدبة),حمولة أبوعوض (محمد أبوعوض) , حمولة السماك (عبدا لقادر ألسماك) , حمولة مراحيل (علي مراحيل).
وكانت الجماسين مقسمة إلى مناطق حسب العائلات التي تسكنها حيث يسكن في المنطقة الشرقية دور المسيمي وتليها على الترتيب دور أبو عياش ودور أبو ليل و دور أبو ذراع ودور حنون ودور مراحيل دور رياحي وكانت كل هذه الدور مرتبة على شكل أسطر لكل حمولة.
وصف البيوت
وكان مسكنهم بالقديم (الخوص) عبارة عن كوخ مخروطي اوهرمي الشكل مصنوع من جذوع الشجر وأغصانها، ا
يتكون البيت من ثلاث غرف أو غرفتين وفرن وياخور للبقر ومخزن لأكل الدواب وحوش للبيت (ساحة صغيرة إمام البيت) و البيوت مبنية من الطين أو الخشب و السقف من السبست أو الزينكو ويوجد عدد قليل من البيوت مبنية من الحجر أو الباطون لايوجد للبيوت أقواس أو شبابيك من حديد.
المضافات
كان يوجد لكل عائلة من العائلات مضافة خاصة بها وكان الناس يتسامرون فيها ويسألون عن أحوال بعضهم البعض ويستقبلون ضيوفهم فيها وكان هناك مضافة رئيسية وهي مضافة المختار وهذه المضافة لايوجد لها حارس وكان أولاد المختار يقومون بتضييف القهوة والشاي لرواد هذه المضافة وكان المختار اسمه محمد المسيمي ومعه المختار إبراهيم أبو ذراع.
الحالة التعليمية في الجماسين
حال الجماسين كحال باقي القرى الفلسطينية قديما لايوجد فيها مدارس كان الأهالي يرسلون أولادهم إلى الكتاب ويرسلون الذكور فقط إما البنات فلم يكن لهن إي نصيب في التعليم وقتها , الكتاب هو بيت من خشب أو قش يجلس الطلاب فيه على الحصيرة وكان المعلم هو شيخ يقوم بتعليم الأولاد (القران الكريم يحفظون جزء يس ,و اللغة العربية والحروف الأبجدية والحساب) كان عدد الطلاب في الكتاب 20 طالب ولم يكمل إي منهم الابتدائية أو الإعدادية والذي يريد إن يكمل دراسته كان يذهب إلى قرية الشيخ مؤنس ليكمل تعليمه حيث كان يوجد فيها مدرسة. وكان المعلم يرتدي طربوش وقمباز وكان يعيش في بيوت احد سكان القرية ويأخذ المعلم أجره نقود وليس قمحا أو بيضا حيث يتقاضى قرش ونصف أو قرشين وكان المعلم الذي يعلم بالقرية اسمه الشيخ عبدا لله ألطيبي وكان يسكن بيت محمود أبو ليل.
المساجد: لايوجد مسجد في القرية كانوا يصلون في الديوانيات ويوجد الشيخ المؤذن الدي يرفع الأذان و يأم الناس وكان مؤذن القرية يدعى الشيخ ظافر.
المقامات: كان في الجماسين مقامات لبعض الأولياء الصالحين ومنهم مقام الشيخة صبحه الذي يقع في نصف البلد و المقامات كانت تضاء بالشموع والسراج ولم يكن يوجد في القرية معالم تاريخية أو آثار قديمة.
ويوجد في القرية مقبرتين واحده للأطفال يدفن في مقبرة الحاجة صبحه وكبار السن يدفن في مقبرة المغازين غرب القرية، عند الوفاة يتم غسل الميت في البيت ويصلى على الميت في المقبرة، والتعزية تتم في المقبرة والديوانية ثلاث أيام، وبعد الدفن يجمع الأهل والأقارب طعام ويرسلوا إلى أهل الميت.
أراضي الجماسين الزراعية
أراضي الجماسين الشرقية: – مزروعة بالحمضيات 53 دونم ومزروعة بالجبوب 40 دونم ومزروعة بالبساتين المروية 193 دونم وأراصي صالح للزراعة 286 دونم وأراضي مشاع (بور) 18 دونم.
أراضي الجماسين الغربية:- مزروعة بالحمضيات 202 دونم ومزروعة بالحبوب 173 دونم ومزروعة بالبساتين المروية 151 دونم وأراضي صالح للزراعة 526 دونم وأراضي مشاع (بور) 125 دونم.
مثلهم مثل باقي سكان القرى الفلسطينية كان الجماسين يملكون أراضي زراعية و قطعان المواشي و الجواميسس ومازالت لديهم حتى اليوم الكواشين التي تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي،
كانوا يشتهرون بزراعة البرسيم , الزهرة , الخيار , الملوخية , البقدونس , النعنع , الذرة , اللفت , البندورة ,البطيخ , الحمضيات , البرتقال , الليمون , الجريفوت , البوملي , خبازه.الحبوب , كان يوجد أشجار كينا و سرو, كانوا يشترون زيت الزيتون من يافا.
كانوا يشتهرون كثيرا بزراعة الحمضيات حيث كانوا يروها بماء الآبار ويستخدمون الزبل لتسميد الأشجار كان معظم الأهالي يعملون في البيارات والبساتين في قطف الحمضيات و يقومون ببيعها في أسواق يافا
إما عن الثروة الحيوانية فقد كان سكان القرية- مثل عائلة المسيمي , أبو عياش , أبو ذراع- يربون الكثير من الأبقار الهولندية وكانت تربية الجواميس مورد الرزق الأساسي لسكان الجماسين إذا كانوا يبعون لحمها وحليبها في يافا, ويستخدمونها في جر العربات وسواهاو لهذا سميت القرية بالجماسين كما ذكرت سابقا ويوجد القليل من الحمام و الأغنام وكان الأهالي يقومون بحلب الأبقار حيث تحلب البقرة الواحدة 40كيلو حليب يوميا ويبيعوها أيضا في سوق يافا
وكانوا يذهبون إلى يافا باستخدام الحمير و العربات (الكروسة)أو الدراجات الهوائية (البسكليت) سالكين طرق ترابية حيث انه لايوجد طرق معبدة ولا يوجد مواصلات حديثة كالسيارات أو الباصات
المياه
كان سكان القرية محظوظين لوفرة المياه لديهم وذلك لقربها من نهر العوجا وكان لكل بيت من البيوت بئر وماتور لضخ المياه وكانت النساء يحملن الماء على رؤوسهن بواسطة الجرار وكانت تحفظ ماء الشرب بالزير و إبريق مصنوع من الفخار أما الدواب فكانت تشرب من مكان مخصص لها عند البابور حيث يوجد برك صغيرة بجانبه , وكان يوجد في القرية شخص يقوم بإصلاح الماتور إذا عطل يسمى درويش وهو تابع لشركة وكز الألمانية
الوضع الصحي
إما عن الوضع الصحي في القرية فلم يكن هناك عيادات كان المرضى يذهبون إلى يافا لتلقي العلاج عند احد الأطباء وكان معظمهم يذهبون إلى طبيب اسمه الدكتور فؤاد الدجاني أو الدكتور فوزي
كان الأهالي يلجؤون إلى الطب العربي حيث كانوا يستخدمون المرامية و البابونج والنعنع و الديرة بالملح و كاسات الهواء وطاسة الرعبة و يعالجون الحسد بالرصاص ولكنهم لم يستخدموا الكي بالنار. وكان هناك داية تولد نساء القرية اسمها (الداية فاطمة أبو ليل) ويوجد مجبر وهو الشيخ درويش رياحي ولا يوجد مطهر في القرية كان الأهالي يذهبون إلى يافا أو القرى المجاورة لكي يطهروا أبناءهم
الأعياد الدينية ومواسم الحج
كان الأهالي يترقبون الإعلان عن شهر رمضان والعيد من خلال الراديو الموجود في القهوة ويستقبلون الشهر الفضيل بسعادة واشتياق له فكانوا يصلون التراويح وكان مسحراتي في شهر رمضان المبارك وكانوا يدفعون زكاة أموالهم وصدقة الفطر ويقومون بعمل الولايم والافطارات في هذا الشهر وفي أيام العيد كانوا يصلوا صلاة العيد ويزورون المقابر ويوزعون الحلويات والثمور والقطين والكعك في العيد وكانوا يشتروا ملابس العيد من يافا ويزورون بعضهم البعض ويصلون أرحامهم ويعطون العيدية نقود (شلن) وفي عيد الأضحى المبارك كانوا يذبحون الذبائح ويوزعوها على الأقارب والمحتاجين وكان الأطفال يلعبون على المراجيح في ارض احد سكان القرية (عايش أبو عياش) وكان يوجد صندوق العجب ينظرون فيه ويدفعوا قرش.
وفي المولد النبوي الشريف كان كبار السن يجمعوا الأهالي في الديوانية ويقرؤون لهم آيات كريمة من القران الكريم والأذكار والأدعية.
وهناك العديد من المزارات التي كانوا يذهبون لها منها (مزار النبي موسى والنبي صالح والنبي روبين بالقرب من يافا).
وكان يسمى خميس البيض وهو إن يقوم الأهالي بتلوين البيض بألوان جميلة مثل الأحمر والأخضر أو قشر البصل.
أما عن موسم الحج فكان الحجاج يسافرون قبل موعد الحج بشهر تقريبا ويذهبون إلى غزة يركبون الباخرة التي توصلهم إلى نوبيع في الأردن تم إلى السعودية وكان الأهالي يخرجون إلى وداعهم واستقبالهم ببهجة وسرور وكانوا (ينقطوا) الحجاج نقودا وكانوا يقومون بتزيين بيوت الحجاج بأوراق الجريد و الزينة وكان الحجاج يجلبون معهم الهدايا مثل البخور و الثمور والحناء والمصليات ويقدموها للمهنئين
الحياة اليومية
كانت الحياة في القرية بسيطة حيث كانوا يتدفئون بالشتاء على الحطب أو الكانون ويستخدمون الإضاءة لمبة (نمرة أربعة) على الكاز ويطهون الطعام على الحطب وبابور الكاز وكان ثمن البابور نصف دينار
وكان يوجد ثلاث دكاكين في القرية تزود الأهالي ببعض الاحتياجات البسيطة وهي (دكان إسماعيل أبو علي وتقع في وسط القرية، دكان مصطفى أبو عياش (الديك) على الشارع و دكان ابوليل) وكانت هذه الدكاكين تبيع مواد تموينية مثل السكر و الشاي و القهوة ودخان نوعه فلاح ونجاح
وكان يوجد في القرية أيضا قهوة يملكها (مصطفى أبو الديك) يجتمع فيها أهالي القرية ليسهروا ويتسامروا حيث كان يقدم فيها القهوة والشاي و الشيشة أو النارجيلة وكان فيها(راديو) يبث محطة مصر فيستمعون إلى أغاني فريد الأطرش، عبد الوهاب، أم كلثوم ولم تكن الجرائد تصل إلى القرية.
وكان يوجد ملحمة يملكها (عبد الله) كان يذبح الأغنام و العجول ويبيع كيلو اللحم بشلن
وأيضا يوجد حلاق وهو محمود السروجي وولديه حسن وحسين سروجي يحلقون لأهالي القرية ويتقاضون أجره نقود.
وكان يوجد أفران احدهما ل(عايش أبو عياش) والأخر لـ (أبو عوض) كانا يعملان على الحطب وكانت نساء القرية يأخذن الخبز لخبزه بالفرن حيث انه لايوجد طابون في المنازل وكان الفران يأخذ أجره إما طحين أو (شلن) عن الشهر بأكمله
ولم يكن يتوفر في القرية خياطين فقط هناك ماكينات يدوية (سنجرو هكز) كانوا يشترون الملابس و الأقمشة من يافا،ولا يوجد نجارين أو حدادين ولا يتوفر معامل للطوب (بلوك).
الحياة الاجتماعية
مراسم الزواج
وكعادة باقي القرى الفلسطينية كانت النساء تذهب لرؤية الفتاة المراد خطبتها والحديث مع أمها أو أهلها وعند حصول الموافقة تذهب جاهه من كبار أهل العريس لطلبها بشكل رسمي وطلبها من أبيها وكان المهر التعارف عليه في تلك الفترة(هو خمس ليرات أوعشر دنانير) وكانوا يذهبون إلى المأذون وهو معين من قبل الأوقاف موجود في قرية الشيخ مونس لعقد القران
وكان الأهالي يشترون الكسوة والخزائن والذهب من يافا من سوق يسمى (سوق العرايس)، وكان هناك مايسمى بهدم العم وهدم الخال و(هي عبارة عن هدية من العريس إلى عم العروس وخالها وتكون إما قطعة قماش أو صوف) وكانت تستمر الأفراح لمدة خمس أيام ويغني في السهرة أشخاص من القرية يتميزون بالصوت الجميل منهم (يوسف أبو حمدان، محمد عبد اللطيف ابوعياش، صالح أبو ليل، عبد السلام ابورزق، وكان يعزف على الشبابة عيسى مسيمي (البيطار) وكان يوجد الدبكة والدحية وهناك مايسمى بالحاشي وهي فتاة تلبس عباءة وتحمل بيدها عصا تضرب كل من يحاول الاقتراب منها في الحفل.
وكانت النساء يحتفلن بليلة الحناء وهي ليلة ما قبل العرس في بيت العروس ويقمن بوضع الحناء للعروس و أصدقاء العريس يقومون بوضع الحناء له في سهرة الرجال.
وكان يقدم الشاي و القهوة في السهرة والتعليلة، وفي يوم العرس كان أهل العريس يدعون أهالي القرية لتناول الغداء الذي يكون عبارة عن مناسف ويذبحون العجول وأغنام وتطبخها النساء من أقارب العريس.
وكان احد أصدقاء العريس أو أقاربه يقوم بدعوته للحمام لديه في المنزل و تنطلق زفة العريس بعد الغذاء من المنزل الذي استحم به إلى الشارع ومن خلف الزفة النساء يغنوا للعريس و هو على ظهر الخيل أو يمشي وحوليه الرجال ويرشون الشعير والملح والحلو خلال الزفة وكان أقاربه وأصدقاؤه يعطوه (النقوط) لمساعدته على بدء حياته الجديدة حيث انه سيردها بمناسباتهم. وفي مساء نفس اليوم يذهب أهل العريس إلى بيت العروس و حضارها إلى بيت العريس ويخرجها من البيت أبوها وإخوتها ويحملوا أثاث وملابس العروس على عرباية اوحملها على أيديهم ويعملوا سهره وعرس في بيت العريس وعند انتهاء العرس يعطى للعريس و العروس عجينة وعرق اخضر تضع العروس العجينة على باب بيت العريس
وفي صبيحة اليوم التالي (الصباحية) يأتي أهل العروس بالطعام والحلويات لبيت العريس ولم يكن يوجد شهر عسل.
العاب أهل القرية
كان الأطفال يلعبون الدحل (بنانير) (الكلول) ولعبة الحاح والحومه ويلعبوا كرة القدم (طابه من القماش) وكان يوجد نادي في ببارة زمهريه، وكبار السن يلعبون السيجه والبنات يلعبون ألحجله.
وكان يأتي على القرية (نور) يقيمون قريبا من القرية في بيوت من الخيش وعددهم أربع اوخمسة ومعهم قرد يقيمون لمده أسبوع اواسبوعين وكانوا يقرؤون البخت ويعملون الوشم وأسنان فضه ويتجمهر الأطفال على الالعاب القرد، وكان الأولاد يذهبون إلى يافا بدراجات (البسكاليت) ويذهبون إلى سينما الحمراء ويحضروا أفلام عبدا لوهاب وأم كلثوم و كان ثمن التذكرة نصف ليره، وكانوا يذهبوا إلى البحر للاستجمام.
الصراع مع العدو الصهيوني ونكبة 1948
كان أهل القرية يبيعون الخضروات والحمضيات في أسواق يافا ويأتي اليهود إلى السوق ويقومون بالاعتداء على المواطنين كان الأهالي يمتازون بالشجاعة في مواجهة الاحتلال
شارك أهل القرية في اعتصام سنة 1936 ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين (إضراب ستة أشهر) وكان أهل القرية يقدموا للثوار الطعام والأموال لشراء السلاح و معلومات عن البريطانيين وكان عبدا للطيف ابوعياش قائد فصيل وإبراهيم ابوصبيحة (أبو السمرة) من المقاومين ضد البريطانيين واليهود وكان معهم أسلحة من نوع بسيط ومعظم وقتهم في البيارات، وقتل عبد اللطيف جاسوس للبريطانيين على الجسر الموجود بالقرب من القرية، وعده مرات قام الاحتلال بالبحث عنه كانت القوات البريطانية بسياراتهم تطوق القرية ولم تكن لهم ساعة محدده يسجنون أخوانه للضغط علية ليسلم نفسه لهم.
وكان اليهود يأتون إلى فلسطين عن طريق البحر بالسفن والبواخر لإتمام مخطط الاستعمار ويتدربون على السلاح التي كانت بريطانيا تمدهم به وتقوي شوكتهم في بلادنا وتدعمهم بالأموال لتقسيم فلسطين، وكان أهل القرية يتابعوا ويستمعوا إلى(الراديو) في القهوة عن المذابح التي تقوم بها عصابات اليهود الهاغاناه واشتيرود واحتلال المدن والقرى ومذبحة دير ياسين وغيرها.
و احتلال العدو الصهيوني للقرية في 15 أيار 1948 كان من أهل القرية ثوار يدافعون عنها ويوجد معهم أسلحه بسيطة منهم يوسف حنون وإبراهيم ابوصبيحة (ابوسمرة) ومحمد ابوليل (العطري) وإبراهيم ألرياحي وكانت معركة غير متكافئة مع اليهود لأنهم كانوا مستعدين أكثر من الثوار، ولم يأتي ثوار من خارج القرية أو أحد من الجيوش العربية أو جيش الإنقاذ لمساعدتهم، وبقوا يقاومون عده أيام.
وعندما وصلت القوات العربية إلى القرية أبلغتهم بضرورة إخلاء القرية لمدة ثلاثة أيام حفاظا على أرواحهم وإنها فترة بسيطة، وإنهم سيعودون بعدها إلى منازلهم بأمان واستمرت الثلاثة أيام هذه إلى 64 عام والى اليوم ينتظرون هذه العودة.
ولم يبقى في القرية في ذلك الوقت إلا أربع أشخاص هم وعائلتهم يوسف حنون وعبدالرؤف ابوعياش وإبراهيم ابوليل وراغب سحلوب مكثوا فيها ثلاثون يوما وبعد ذلك خرجوا منها خوفا من القتل.
واستمر تهجير وإبعادهم حيث استقروا فترة من الزمن في قرية حبله وجلجولية ومدينة قلقيلية على أمل الرجوع والعودة إلى قريتهم وبعد ذلك هاجروا لمدينة نابلس واستقروا مدة سنة في منطقة رفيديا غرب نابلس وكانت مساكنهم بيوت من الشعر وبساتين الزيتون، وبعد ذلك أسست وكالة الغوث الدولية سنة 1950 المخيمات لجميع الفلسطينيين المهجرين من مدنهم وقراهم وأستقر معظم الجماسين في مخيم بلاطة ومخيم عسكر ومخيم العين.