الشهيد قاسم ابو خضرة من عكا أعدمه الصهاينة عام ١٩٦٩ ولم يسلموا جثمانه حتى اليوم
ولد قاسم محمد أبو خضرة في مدينة عكا عام 1914. أتم تعليمه الابتدائي، والإعدادي في مدينته، ثم تفرغ للعمل مع والده، فوالده محمد أبو خضرة من كبار رجال الأعمال في مدينة عكا وكان يدير عدداً من قوارب الصيد على الساحل الفلسطيني.
في النكبة تشبثت عائلة أبو خضرة بالأرض ولم تغادر رغم كل حملات التنكيل والاضطهاد، وبقي قاسم يدير قوارب الصيد في مدينة عكا، ثم تزوج من السيدة رويدة الريس ابنة عم الأديب ناهض منير الريس. له عشرة أولاد ابنه البكر الشهيد محمد، فكرية، صفية، أحمد، سليم، عادل، نجاة، صباح، سلوى، أنيسة، مهى.
اتصل بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وزودهم بالمعلومات التي تساعدهم على تنفيذ عملياتهم القتالية، فقامت قوات الاحتلال باعتقاله ولكنها لم تستطع معرفة علاقته بالفدائيين فاتهمته بالاتصال بالمخابرات المصرية وأخضعته لعمليات تعذيب إجرامية حتى إن الجلادين قاموا باقتلاع أظفاره، ولكن دون جدوى، فأطلق سراحه بشرط أن يلتزم بيته ويحضر يومياً إلى دوائر المخابرات لإثبات وجوده.
وبقي على هذا الحال حتى استطاع الوصول إلى لبنان بقارب الصيد الذي يمتلكه لينضم لقوات الثورة الفلسطينية هناك، وباشر بنقل الأسلحة والمتفجرات إلى مدينة عكا وحيفا، وقامت المجموعة التي كان يزودها بالسلاح بعلميات فدائية منها تفجير خط أنابيب النفط، وتفجير خمس بنايات سكنية يقطنها رجال المخابرات الصهيونية.
واستمر في نقل السلاح حتى اصطدم قاربه بدورية صهيونية كانت تقوم بمراقبته، فحاول الهرب والعودة بقاربه إلى لبنان، فاعترضته السفن الحربية الصهيونية ودمرت قاربه وأصابته إصابة بالغة بيده، واعتقلته مع المجموعة التي تقوم بمساعدته بنقل السلاح.
خضع قاسم أبو خضرة لعمليات تعذيب شديد، ولكنه أنكر أي علاقة له بالثورة الفلسطينية، وقال بأنه كان يقوم بعملية صيد للأسماك، إلا أن المخابرات الصهيونية لم تقتنع بذلك فأذاقته العذاب بجميع صنوفه، ولكنه بقي صامداً، وكل المغريات بتقديم كل ما يطلبه، وهكذا بقي صامداً رغم تقدم سنه، ورغم الكسور والجراح التي ملأت جسده.
وحينما استطاعت المخابرات الاسرائيلية باعتقال المجموعة الفدائية بالداخل، وعلمت بأن قاسم أبو خضرة كان مصدر سلاحها قامت المخابرات بتصفيته جسدياً، ولم تسلم جثمانه لعائلته، وادعت بان انتحر وكان ذلك في عام 1969.
المحامي جهاد ابو ريا
27/12/2022