جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
وثائق سرية تكشف تورطاً أمريكياً في مجزرة "صبرا وشاتيلا"
كشفت خمس وثائق سرية تعود لعام 1982 النقاب عن تورط أمريكي واضح في المأساة التي طالت شيوخاً ونساء وأطفالاً هجروا من فلسطين في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي استهدفت في 16 أيلول/سبتمبر 1982 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في بيروت العاصمة اللبنانية. وبحسب صحيفة /لو موند/ الفرنسية فإن كاشف تلك الوثائق (التي تعود إلى تواريخها إلى 15 ، 16، 17، 18، و20 أيلول/سبتمبر 1982)، هو سيث أنزيسكا، وهو باحث أمريكي في جامعة كولومبيا، نشر مقالاً في "النيويورك تايمز" تحت عنوان "المذبحة التي كان يمكن تفاديها في صبرا وشاتيلا" عارضاً حواراً جرى بين أرييل شارون وزير الدفاع الصهيوني في حينه، وموفد الرئيس الأمريكي رونالد ريغن إلى الشرق الأوسط السفير موريس درابر. ويتضمن المقال المذكور تعرية للعلاقات الأمريكية الصهيونية، كاشفاً حقيقة سياسة واشنطن في لبنان. ففي إحدى الوثائق المسربة العائدة إلى 17 أيلول/سبتمبر 1982، حديث دار بين الموفد الأمريكي وبين شارون، يظهر كيف خضعت واشنطن للإملاءات الصهيونية، إذ قال شارون في الاجتماع الذي ضم "الحليفين" بالحرف الواحد لدرابر: "إذا كنت متخوفاً من أن تتورط معنا، فلا مشكلة، يمكن لأمريكا بكل بساطة أن تنكر الأمر أو علمها به، ونحن بدورنا سننكر ذلك أيضاً". وفي هذه اللحظة بالذات كانت تجري مجزرة من أفظع ما ارتكب على الإطلاق في الحرب اللبنانية، حيث قتل ما بين 800 و2000 من المدنيين العزل شيوخا وأطفالا ونساء، على أيدي القوات اللبنانية الجناح العسكري في حينه للكتائب، حليفة الكيان الصهيوني الذي اجتاح لبنان في السادس من حزيران/يونيو 1982. وفي أحد اللقاءات التي جرت بين الموفد الأمريكي وشارون بحضور السفير الأمريكي سام لويس ورئيس الأركان الصهيوني رافائيل إيتان، ورئيس الاستخبارات العسكرية يهوشوا ساغي، ذكّر درابر بموقف بلاده المطالب بانسحاب قوات الجيش الصهيوني من بيروت. فما كان من شارون إلا أن رد قائلاً "إن الإرهابيين لا يزالون في العاصمة"، مؤكداً أنهم يملكون أسماءهم وأن عددهم يتراوح ما بين 2000 و3000. وأضاف متسائلاً: "من سيتولى أمر المخيمات؟" ليجيبه درابر بأن الجيش وقوى الأمن اللبناني سيقومان بذلك. إلا أن درابر وبعد جدال بينه وشارون، يبدو أنه خضع للترهيب الصهيوني، بحسب ما أشار الباحث الأمريكي في حديث إلى "لو موند". ورغم إصرار شارون على "تنظيف" المخيمات من "الإرهابيين"، قائلاً "إن هذا الأمر يجب أن يكون من أولى اهتمامات الولايات المتحدة أيضاً، قبل الإسرائيليين الانسحاب من بيروت، بشرط إعطائهم مهلة 48 ساعة". وتكمن المفاجأة في موافقة درابر على ذلك، مشدداً على أن خطة الانسحاب يجب أن تطبق في غضون 48 ساعة. لكن شارون، لم يترك طاولة الاجتماع إلا بعد أن تأكد من خلو الاتفاق من أي التباس، معدداً أسماء المخيمات التي سيدخلها لتصفية "الإرهابيين" منها، وهي صبرا وشاتيلا، برج البراجنة وفكهاني. عندها بادره درابر بالقول: "لكن البعض سيزعم بأن الجيش "الإسرائيلي" باق في بيروت لكي يسمح للبنانيين بقتل الفلسطينيين". فما كان من شارون إلا أن رد قائلاً: "سنقتلهم نحن إذاً، لن نبقي أحداً منهم، لن نسمح لكم (يقصد للولايات المتحدة) بإنقاذ هؤلاء الإرهابيين". وإذا كان رد شارون غير مفاجئ، إلا أن المفاجأة أتت من درابر نفسه الذي "أذعن" قائلاً: "لسنا مهتمين بإنقاذ أحد من هؤلاء". فكرر شارون قائلاً: "إن كنتم لا تريدون أن يقتلهم اللبنانيون فسنقتلهم بأنفسنا". فأعاد عندها السفير درابر موقف الحكومة الأمريكية قائلاً: "نود منكم الرحيل. دعوا اللبنانيين يتصرفون".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام