مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وما يصاحبه من حركة نشطة وغير مسبوقة عن أشهر السنة الاخرى، خاصة في ظل آلاف الوافدين من التجمعات السكانية داخل أراضي عام 48 ومن يسمح لهم بدخول القدس من حملة التصاريح الخاصة وأهل القدس، بدأت سلطات الاحتلال بإجراءات وصفها المواطنون بمحاولات تضييق عليهم وعلى زوار المدينة.
وقال التاجر سامر عايش من منطقة باب العامود لمراسلنا، إنه ما أن يقترب شهر رمضان حتى تبدأ سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة بشن حملات دهم واسعة واستفزازية على المحال التجارية وأصحاب الأكشاك المرخصة وتبدأ بتحرير مخالفات وفرض شروط وإجراءات فيها تضييق كبير على التجار.
أما السائق رجب أبو حمدي فيقول بأن شرطة الاحتلال بدأت بتطبيق إجراءاتها منذ عدة أيام في منطقة باب الأسباط، وتحديدا في ساحة تابعة للأوقاف الإسلامية اعتاد سائقوا الأجرة العمل بها مع السياح الذين يزورون كنيستي الجثمانية ومريم المجدلية، حيث تم وضع عوارض حجرية وأعمدة تحول دون استخدام السائقين لهذه الساحة.
ويضيف بأن المشكلة الأساسية تكمن بإغلاق الساحة التي هي تقاطع طرق باب الأسباط وجبل الزيتون، مؤكدا بأنها 'وسيلة للاحتلال من أجل تقليل عدد مواقف السيارات التي نستخدمها أثناء التوجه للمسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك، كما أن إغلاق عدد من الشوارع والمواقف ومنع التوقف على جنباتها وسيلة تستخدمها قوات الاحتلال للتقليل من عدد رواد الأقصى المبارك قبيل رمضان'.
ويقول كمال ادريس، وهو سائق حافلة للنقل العام في القدس، إن ما تم إغلاقه من تلك الساحة أو التقاطع التابع للأوقاف بالقرب من الكنيستين هو جزء من مخطط للاحتلال للتضييق على المقدسيين حيث تتوسع تلك الإجراءات لتصل إلى مواقف سيارات وشوارع في البلدة القديمة وفرض غرامات مالية باهظة ومخالفات على من يركن مركبته في تلك المناطق، مشيرا إلى أن الاحتلال بدأ بوضع سياج حديدي لمنع دخول عدد من المناطق.
وعادة ما تشن طواقم تابعة لبلدية الاحتلال حملات ضد نشطاء لجان الأحياء في القدس القديمة والذين ينشطون في حملات واسعة جدا لتزيين شوارع وطرقات وأزقة وبوابات البلدة القديمة ومحيطها بالفوانيس الرمضانية وأسلاك الإضاءة الملونة والمضيئة فضلا عن لافتات الترحيب بالزوار والوافدين ورفع الأعلام الفلسطينية بأشكال مختلفة في العديد من الشوارع.
يقول سمير عبيد من سكان البلدة القديمة بأنه وفي كل عام يدخل أبناء البلدة القديمة بتحد جدي مع بلدية الاحتلال والشرطة العنصرية التي تحاول منعهم من تزيين الشوارع، لكنه يؤكد بأن لجان الأحياء في نهاية المطاف تنجح بمخططاتها - وبعمل مشترك ومبتكر وجماعي- بتزيين كل البلدة القديمة والشوارع والحواري والأحياء الملاصقة والمتاخمة لها والتي يستخدمها الزوار والوافدون خلال ذهابهم وإيابهم من والى المسجد الأقصى المبارك.
ومن الإجراءات المتوقعة لسلطات الاحتلال في شهر رمضان إغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية في المدينة وخاصة الشوارع المحاذية لأسوار القدس بالإضافة إلى التنكيد والتنغيص على أهل سلوان التي تقع جنوب الأقصى المبارك من خلال اغلاقات متكررة للمدخل الرئيسي من جهة وادي الحلوة واستمرار اعتقال الأطفال والفتيان والشبان واستمرار التلويح بهدم منازل المواطنين وإزالة حي البستان بكامله.
المصدر: وكالة وفا