جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
واصل الأسرى الفلسطينيون في معظم سجون الاحتلال الصهيوني معركة الأمعاء الخاوية لوقف الانتهاكات الصهيونية بحقهم، حيث أبدى الأسرى صمودا أسطوريا في وجه كافة مخططات الاحتلال الرامية لإجهاض الإضراب. من جانبه، أكد مازن فقهاء المتحدث الإعلامي بإسم اللجنة العليا لنصرة الأسرى، أن معظم السجون قد دخلت فعلياً بالإضراب المفتوح عن الطعام، والسجون الأخرى في طور الانضمام لأوسع إضراب تشهده سجون الاحتلال. وقال فقهاء في تصريح خاص لـ "لمركز الفلسطيني للإعلام" الأربعاء (25-4): "إن السجون في حالة انخراط في الإضراب، وعدد الأسرى المعزولين قبل الإضراب 19 أسير، وبعد الإضراب لا توجد معلومات أكيدة عن العدد لتكتم ما يسمى بـ "مصلحة السجون" ولكن غالبية الأسرى المعزولين هم من قيادات الحركة الأسيرة". وأوضح المتحدث؛ أن السجون تشهد حالة من التنقلات الواسعة بين الأسرى ومصادرة مقتنياتهم، ودهم وتفتيش للسجون، كما وتعمل "مصلحة السجون" على الاستفراد بقيادة التنظيمات لإفشال الإضراب، وتحاول الاجتماع بقيادة الحركة الأسيرة لثنيهم عن مواصلة إضرابهم. وعن الأحداث المتوقعة خلال الأيام القادمة، أشار فقهاء أنه إذا انضم باقي الأسرى إلى هذا الإضراب، واستمر الأسرى في هذه العزيمة والصمود والتحدي، وتواصلت الفعاليات والتأييد الجماهيري المتضامن مع قضية الأسرى العادلة، فسيحقق هذا الإضراب أهدافه وسيجبر "مصلحة السجون" على الانقياد تحت إرادة الأسرى، متوقعاً أن يستمر هذا الإضراب لعشرين يوم أو أكثر. وعن الفعاليات التضامنية مع الأسرى، أكد المتحدث بإسم اللجنة العليا لنصرة الأسرى أن اللجنة ستقوم بالعديد من الفعاليات والمسيرات التضامنية مع الأسرى، حيث ستكون يوم الجمعة القادم مسيرة حاشده، وهناك مسيرات للأطفال والنساء، وقيام ليل ودعاء للأسرى، واعتصامات في المجلس التشريعي وأمام الصليب الأحمر. سحب ممتلكات الأسرى من جانبه، أكد الأسير المحرر نضال مؤنس الذي أُفرج عنه من سجون الاحتلال أول أمس، أن الأسرى في سجون الاحتلال متواصلون في إضرابهم عن الطعام حتى الشهادة أو تحقيق المطالب، مبيناً أن الاحتلال سحب كل شيء لدى الأسرى وأبقى لهم ملابسهم التي عليهم فقط. وقال مؤنس خلال مؤتمر صحفي من على سريره الطبي بعد إصابته بحالة إعياء شديد، اليوم الأربعاء (25-4) أمام الصليب الأحمر في مدينة غزة: " إن معنويات الأسرى عالية جدا، وهم الآن يعانون أشد المعاناة، وكل يوم يمر عليهم هو أصعب من الذي قبله، ومطالبهم من هذا الإضراب هو إنهاء العزل الانفرادي، والسماح لأهالي غزة زيارة أبنائهم، وإنهاء الاعتقال الإداري، ووقف العمل بقانون شاليط". وأشار الأسير المحرر أن ما يسمى "مصلحة السجون" ساومته قبل الإفراج عنه بفك إضرابه عن الطعام لكنه رفض ذلك، عازماً على مواصلة إضرابه عن الطعام تضامنا مع زملائه الأسرى. وطالب مؤنس أبناء الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه ومقاومته إلى بذل أقصى جهد في سبيل تحريرهم، وتكثيف الفعاليات المساندة لهم في إضرابهم وتحقيق مطالبهم العادلة، وأن لا يعدو على الأسرى أياما فقط، كما دعا أحرار العالم جميعا بتسيير المسيرات، والخروج في مليونيات تضامنية مع الأسرى الأبطال. وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت عن الأسير نضال مؤنس (42) عاما أول أمس الاثنين (23-4)، بعد تسعة سنوات سجن، وهو من سكان محافظة دير البلح وسط قطاع غزة. تنقلات متواصلة واستمرارا للانتهاكات الصهيونية، شنت مصلحة السجون حملة تنقلات واسعة في صفوف الأسرى، سعيا منها لإفشال الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال. وأفادت مصادر مقربة من الأسرى أن قوات كبيرة، من وحدة درور العسكرية، اقتحمت سجن مجدو، وشنت حملة تفتيش واسعة في غرف الأسرى، في الوقت الذي قامت به إدارة السجن بنقل 35 أسيرا من أسرى مجدو ونقلهم لسجن عوفر . أما في سجن عوفر ، فقد أقدمت إدارة المعتقل على حملة تنقلات بين الأقسام والغرف، ومصادرة مقتنيات الأسرى الخاصة ، وقامت بنقل 20 اسيرا الى سجن ايشل . هذا وتشن مصلحة السجون بالتنسيق مع ادارات المعتقلات والسجون ، حملة شرسة ضد الاسرى في كافة السجون ، بُعيد اعلانهم عن الخوض في الاضراب المفتوح ، رفضا لسياسة العزل الانفرادي . محاولات ابتزاز من جهته، أكد التجمع العالمي لكسر القيد، أن الأسرى المرضى يخوضون معركة العهد والوفاء ويتعرضون لحملة ابتزاز بالأدوية ومماطلة بالعلاج من قبل مصلحة السجون. وأشار التجمع ومقره في غزة وأسسه عدداً من الأسرى المحررين في بيانٍ عاجل وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" الأربعاء (25-4) إلى أن الاحتلال عزل الأسير أكرم الريخاوي المصاب بالأزمة الصدرية والمضرب عن الطعام لليوم الثامن، وأقدم الصهاينة على إزالة جهاز التنفس عن الريخاوي كوسيلة للضغط عليه لفك إضرابه. وأوضح أن الاحتلال قام أيضاً بعزل الأسير المُعقد محمد عبد العزيز بعد دخوله الإضراب عن الطعام. وناشد التجمع، الجمعيات الحقوقية والإنسانية وأصحاب القرار بالتحرك لنصرة الأسرى وحمايتهم من سياسة مصلحة السجون الصهيونية الهمجية. وفي رسالة للأسرى في سجن ريمون أكدوا استمرارهم في الإضراب وعدم التراجع لحين تحقيق كافة المطالب. وقال الأسرى في الرسالة التي وصل المركز الفلسطيني للإعلام نسخة منها اليوم الأربعاء: " لقد حضر اليوم قائد المنطقة الجنوبية فى مصلحة السجون حيث طلب منا تعليق الإضراب من أجل بدء الحوار مع مصلحته من أجل نقاش القضايا المطروحة وهو بذلك يريد المماطلة وكسر الإضراب ، وقد منحنا مصلحة السجون وقتا كافيا لتحقيق مطالبنا". وأضاف الأسرى "نحن من طرفنا رفضنا ذلك جمله و تفصيلا وأكدنا على ضرورة أن تستجيب مصلحة السجون لمطالبنا العادلة ونحن نأكد لشعبنا العظيم ولكل متضامن مع الأسرى و قضاياهم العادلة أننا قطعنا على أنفسنا القسم الأكيد أننا لن نتراجع خطوة واحدة للوراء قبل تحقيق مطالبنا و أنه لا خيار لدينا إلا النصر أو الشهادة". ودعا الأسرى الجميع إلى رص الصفوف و الثبات الثبات في سبيل تحقيق المطالب العادلة ووقف سياسة الاحتلال النازية. وفي السياق ذاته، قالت مصادر في سجون الاحتلال لمراسلنا أن مصلحة السجون شرعت بإجراءات " محطة بالكرامة الإنسانية" بحق الأسرى المضربين بعد أن فشلت من خلال أساليب القمع الاعتيادية في ثنيهم عن إضرابهم الذي دخل يومه التاسع. وأشارت المصادر إلى أن وحدات القمع في السجون قامت الليلة الماضية في سجن نفحة بإجراء عدد من الأسرى المضربين في الفورة وتعريتهم بعد إجبارهم على خلع ملابسهم وأجبرتهم على الوقوف في الساحة لساعات في محاولة للنيل من عزيمتهم. ونقلت المصادر أن جنود الاحتلال يقتحمون الغرف والأقسام بشكل هستيري كل ليلة ويقومون بعمليات تفتيش مستمرة ويصادرون كل شيء ولا يبقون للأسرى سوى الماء ويهددونهم إن لم يفكوا إضرابهم. وقالت مصادر في سجن مجدو لمراسلنا: أن ضابط السجن أخبرهم أنهم منذ دخلوا في إضرابهم عن الطعام فإن مصلحة السجون ألغت كل الإجازات للعاملين في السجون وأعلنت الاستنفار ، وهذا يعني أنهم حرموا من إجازاتهم لذلك سينتقمون من الأسرى لأنهم السبب في ذلك. وأشارت المصادر إلى أن طواقم السجون مستنفرة ومستفزة إلى حد كبير جراء إضراب الأسرى ، وهناك حشد واضح لفرق القمع في السجون بأعداد كبيرة استعدادا للأسوء. مطالب بتصعيد حملات التضامن أكد الأسرى في سجن عسقلان ظهر اليوم الاربعاء (25/4) ، مواصلتهم الإضراب عن الطعام الذي دخل يومه التاسع، ودعوا إلى تصعيد حملات التضامن معهم على كافة الاصعدة . وفي اتصال هاتفي مع اسرى سجن عسقلان ، قال الاسير ابراهيم ابو الرب ل"المركز الفلسطيني للإعلام" فوجئنا صباح اليوم ، بزيارة لمدير السجن وعلى غير عادتة ، وبرفقته ضباط رفيعي المستوى من مصلحة السجون وادارة السجن ، وجلسو مع قيادة الحركة الاسيرة ابو مجدي وابو ملاك وابراهيم مناصرة ، وتحاورو في قضية الاسرى والاضراب . وأكد ابو الرب ، الى أنهم عازمون على الإستمرار في اضرابهم حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها قضية الأسرى المعزولين في السجون ، وتحسين ظروف أسرهم ووقف الإجراءات العقابية الجماعية ضدهم والاقتحامات الليلية والسماح بإجراء زيارات للأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة. واشار الى ان الاضراب لا يقودة فصيل او اسير ، انما هو حق لجميع الاسرى ومن يتخلف عن قرار الحركة الاسيرة هو خائن لوطنه وشعبه واسراه .
المصدر: مركز الفلسطيني للاعلام